وجه المفتي الحزين ... من سرق ابتسامة رجل التسامح والوفاق؟




كتب أيمن قحف -syriandays 
بمقدار ما فرحت لفرح أهلنا بالرقة بالعيد مع رئيس البلاد ، وبمقدار ما فرحت لفرح الرئيس بالعيد مع مئات الآلاف من المحبين المخلصين ، بمقدار ما حزنت وأنا أتأمل وجه الشيخ الدكتور أحمد بدر الدين حسون مفتي الجمهورية؟ 
وجه المفتي كان حزيناً حزيناً هذه المرة ، وكدنا نرى الدمعة تتدحرج من عينيه لا تردعها كاميرات النقل المباشر .. 
الدنيا عيد ، وهو مفتي المسلمين في هذا البلد الطيب ، وهو يقف بجوار رئيس الجمهورية في مكان يتمناه الجميع ، عدا عن ذلك فهو بالأصل صاحب الوجه البشوش والابتسامة الدائمة المريحة التي تزيل الهموم من قلوب الناس حين يلتقونه أو يستمعون إليه! 
أين ذهبت ابتسامة المفتي المحببة؟ 
الشيخ حسون أب فقد ابناً في ريعان الصبا، رباه يوماً بيوم على حب الله والوطن والناس وفعل الخير،وفجأة "عوقب" على هذه التربية وهذا الفكر التوافقي المتسامح،فقتل ولده ساريةعلى يد الغدر والإجرام في رسالة له وللمجتمع السوري:نريد الفتنة والتفرقة، لا نريد هذا الفكر الوطني الجامع !!! هذه رسالة التكفيريين والقتلة . 
استشهد سارية منذ شهر ونيف ، وهذا أول صباح عيد لا يقبل فيها يد أبيه مهنئاً بالعيد . 
إنه عيد الأضحى وقصة سيدنا ابراهيم تذكر في كل أنحاء الأرض،وسماحة المفتي قدم فلذة كبده فداء لفكر نير يمثل الدين الحقيقي - ولو كره الكافرون- 
يحق لهذا الرجل أن يحزن وقد فقد أغلى ما يملك،لكنه بإيمانه العميق يعلم أن الشهيد في منزلة أفضل عند الله وتحيطه دعوات الرحمة من ملايين المؤمنين ، ولكنه في النهاية أب : وإنا على فراقك لمحزونون! 
من المؤكد أن كثيرين في أنحاء العالم ممن يعرفون وجه المفتي لاحظوا غياب ابتسامته،فهل كلفوا أنفسهم مشقة السؤال؟ 
رجل صفق له البرلمان الأوروبي بحرارة لا مثيل لها ، برلمان يعاقبنا اليوم على تقارير إعلامية ولكنه لا يكترث بمن قتل ابن الرجل الذي صفقوا له كرمز لسورية والتسامح الديني فيها! 
يستطيع بان كي مون ونبيل العربي وكاترين أشتون والشيخ حمد والشيخ "أردوغان" والسيدة كلينتون أن يمتدحوا "إسلام"القرضاوي والعرعور وأن يهاجموا سورية وشعبها ، لكنهم لن يستطيعوا أبداً النظر بوجه مفتي سورية والسؤال عن سبب حزنه والاستفسار عمن قتل ولده ويقتل أبناء سورية من عسكريين ومدنيين! 
إنهم يعرفون القتلة ، ويمدونهم بالمال والسلاح ، واستطاعوا بسطوة المال والقوة والتضليل أن يخدعوا بعض أبناء وطننا ليتوهموا أن "الحرية" ستأتي عبر طائرات الناتو وأن "النظام" السوري هوعدو الشعب! 
لن يروا دموع الشيخ حسون ولن يروا الرقة بالأمس ولا دمشق ولا حلب ولا اللاذقية أو طرطوس ، يرون فقط آخر قلعة لا تنحني اسمها سورية ، لا تنحني حتى لو تغير ألف نظام ، لأن النظام في سورية يسقط تلقائياً عندما لا يكون وفياً لهوية المواطن السوري. 
في هذا العيد المبارك نقول كلمة لكل من يدعي أنه سوري : انظر يا أخي إلى وجه المفتي الحزين الذي لم يؤذ أحداً في حياته لا هو ولا ولده ، انظر كيف ستكون حالناً جميعاً لو بقينا على عنادنا وتمترسنا خلف قناعات إن لم نجزم أنها خاطئة فهي بالتأكيد ليست في مصلحة أحد! 
نحن سوريون ، وليست أمريكا ولا تركيا ولا قطر التي تحمينا من بعضنا وتحبنا بهذا الشكل المفاجئ .. 
نحن سوريون ونعرف كيف نتدبر أمورنا كما فعلنا عبر آلاف السنين قبل أن تولد أمريكا أو توجد قطر على الخارطة! 
نحن سوريون ، وصوت بكاء أمي على الهاتف وأنا أعايدها بالأمس في أول صباح عيد منذ ولدت لا أقضيه مع أهلي ولا أقبل يدي والدي  ووالدتي ، فمدينة حمص مرعبة والموت يترصد في كل زاوية ! 
أمي بكت بحرارة وقالت : الله لا يوفق من فرقوا العائلات وحرمونا العيد! 
لا تحب يها السوري أن تطالك دعوة أم صادقة ، ولا تريد بالتأكيد أن تكون ممن سرقوا الابتسامة من وجه المفتي الطيب؟

أخبار ذات صلة



إرسال تعليق

أدخل بريدك واشترك معنا بالنشرة الإخبارية:


.

syria a2z news (c) 2011 All Rights Reserved