باحث بريطاني: ما يحدث في سوريا تمرد مسلح من قبل مقاتلين متطرفين برعاية وتدريب قوى غربي
إعلام, قضايا, i 1:57 م
قال البروفيسور والباحث البريطاني ميشيل شودوفسكي مدير مركز الأبحاث الدولية: "إن التطورات الأخيرة في سوريا تشير صراحة إلى وجود تمرد مسلح من قبل مقاتلين متطرفين تحت غطاء وتدريب وإمداد قوى غربية"، مضيفاً أن التحضيرات لزعزعة استقرار وأمن سوريا مخطط لها منذ عدة سنوات من قبل مخططين عسكريين إسرائيليين وأميركيين إضافة إلى مخططين تابعين للناتو.
وأكد شودوفسكي أن ما حرك الاحتجاجات في سوريا ليست المطالب الشعبية الداخلية بل خطة مدروسة من قبل الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي لإثارة الفوضى الاجتماعية وإضعاف مصداقية الحكومة السورية للوصول أخيراً لزعزعة استقرار سوريا كدولة مستقلة.
ولفت شودوفسكي إلى أن مجموعات مسلحة مدعومة من قبل الإستخبارات الغربية والإسرائيلية قامت منذ الخامس عشر من آذار الماضي بهجمات إرهابية على مبان حكومية وأحرقتها، مضيفاً أن مسلحين مدربين وقناصة استهدفوا رجال الشرطة وعناصر الجيش والمدنيين العزل متابعاً: "إن هذه الحقائق لم تعرض على الإعلام الغربي".
وأشار شودوفسكي إلى أن هدف التمرد المسلح في سوريا إثارة ردة فعل الشرطة والجيش للرد عليهم لتصوير ذلك على أنها مجازر بحق المتظاهرين ما يبرر تدخلاً عسكرياً وبدواع إنسانية وتحت رعاية حلف الأطلسي، مضيفاً أن غالبية السوريين بمن فيهم معارضو الحكومة يعارضون الاحتجاجات المسلحة.
ولفت شودوفسكي إلى أن الحكومة السورية تملك تأييداً واسعاً من الشارع السوري والدليل نزول مسيرات حاشدة تأييدا لها.
وذكر شودوفسكي أن سوريا هي الدولة العلمانية الوحيدة في العالم العربي، مضيفاً أن شعبيتها ومناهضتها للإمبريالية وقاعدتها العلمانية تنبع من حزب البعث الذي يضم مختلف أديان وطوائف سوريا ويدعم القضية الفلسطينية.
وشدد شودوفسكي على أن هدف التحالف بين الناتو والولايات المتحدة تدمير سوريا واستبدال دولتها العلمانية وتدمير قواها الاقتصادية الوطنية وتحويلها لمملكة أو دولة مطيعة للولايات المتحدة.
وأشار شودوفسكي إلى أن القنوات الإسرائيلية وبعض القنوات اللبنانية إضافة لقناة الجزيرة أكدت حرق مراكز تابعة لحزب البعث ومبان حكومية لكنها تعتبر في الوقت نفسه أن المظاهرات سلمية مضيفا أن العديد من المدنيين رفضوا الانخراط في التظاهرات لكنهم قوبلوا بالقتل والتهديد من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة.
ولفت شودوفسكي إلى أن مصادر استخباراتية عسكرية إسرائيلية أكدت حصول اجتماع بين قادة الناتو في بروكسل لمناقشة سبل التدخل العسكري في سوريا وذلك بتسليح المجموعات المسلحة بصواريخ مضادة للدبابات والطائرات.
وأكد شودوفسكي أن الإعلام الغربي لعب دوراً أساسياً في تشويه الحقائق في سوريا إذ صور المسيرات المؤيدة على أنها مظاهرات ضد الحكومة واعتمد على شهادات من شهود عيان غير معروفين ومصادر من المعارضة خارج سوريا كاستعانتهم بقناة /شام/ الموجودة في لندن والتي تبث صوراً ومقاطع مغلوطة فيما اعترف موقع استخباراتي إسرائيلي/ ديبكا/ باستهداف الجيش السوري من قبل مسلحين يحملون أسلحة ثقيلة.
وتابع شودوفسكي: إن غياب المعلومات الدقيقة والبيانات الصحيحة لم يمنع وسائل الإعلام الغربية والعربية من تبني أرقام عن قتلى وجرحى ومعتقلين دون معرفة الجناة الحقيقيين مضيفا أن المسؤولين الوحيدين عن القتلى المدنيين في سوريا هم واشنطن وأنقرة وبروكسل الذين مولوا ودربوا مجموعات مسلحة متطرفة ودعوها إلى التمرد المسلح.
وشدد شودوفسكي على أهمية قول الحقيقة وعرض الوقائع وعدم تشويهها لإيقاف الزيف والفبركة الإعلامية.
وتابع شودوفسكي: إن وكالة الاستخبارات العامة /سي آي إيه/ تقوم بتجنيد مجموعات للمشاركة بحروب /الناتو الإنسانيةً/ كما حدث في ليبيا، مضيفاً أن تولي الجنرال ديفيد بتراوس لمدير الوكالة يصب في تشكيل مركز استخباراتي داعم للمسلحين في سوريا.
وأكد شودوفسكي أن أي هجوم عسكري على سوريا سيؤدي لإندلاع حروب في مناطق مختلفة كأفغانستان وباكستان والعراق وفلسطين وليبيا وإيران ولبنان حتى أنها يمكن أن تمتد إلى حدود الشرق الأوسط مع آسيا الوسطى.