مريم... فيلم سوري يروي احداث سوريا الحالية
فن, منوعات, ن, M 8:00 م
عربي برس
"مريم
" الفيلم الروائي السوري الذي أثار جدلاً حول ولادته في هذه الظروف العصيبة التي
تمر فيها سوريا والذي يحكي قصة ثلاث نسوة يحملن الإسم نفسه "مريم" وعلى مر
حقبات زمنية مختلفة ابتداء من عام 1918-مرورا بنكسة حزيران في القنطيرة عام 1967- وحتى
2012 والذي احتل تصويره مناطق عده من سوريا منها بانياس – مشتى الحلو – القنطيرة وغيرها
ومن ابرز ابطال الفيلم سلاف فواخرجي، ديمة قندلفت، صباح الجزائري، أسعد فضة وعابد فهد
وغيرهم من الأسماء السورية اللامعة.
وبمناسبة انتهاء تصوير فيلم "مريم" وقرب موعد عرضه في دور السينما
السورية حيث من المفترض أن يكون موعد عرضه عقب شهر رمضان المبارك, عقد مؤتمر صحفي مساء
اليوم في فندق "الديديمان" في دمشق بحضور المخرج باسل الخطيب وأخيه تليد
كاتب السيناريو مع نخبة من الفنانين السورين البارزين أبطال الفيلم أهمهم ( أسعد فضة-
نادين- سلاف فواخرجي - ميسون أبو أسعد وآخرون ).
وكان لمخرجه باسل الخطيب الذي يسكن بأرواح الشخصيات التاريخية والملحمية حصيلة
من الاعمال والافلام السينمائية منها " موكب الإباء" "اللعنة" الرسالة الأخيرة " وغيرها
كما يعتبر المخرج باسل من أهم صانعي المسلسلات الدرامية ومخرج الروائع والأعمال المثيرة
ومنها "أيام الغضب " - "بلقيس" – " نزار قباني " وآخرها
"الغالبون" الذي عرض في رمضان الفائت وعاد الآن مجدداً إلى السينما مع
"مريم" ومن خلاله قدم لنا روايات بأنماط ثلاث بعيداً عن القصص التاريخية
بشكل مباشر وبدلاً عن ذلك انتقى عينات من أحداث وقعت أو يفترض أنها وقعت في هذه الأزمنة
ثم حاول إعادة صياغتها بأن تروي من سياق مختلف لتاريخ المنطقة الاجتماعي والسياسي من
خلال طرح اسئلة اشكالية كبرى، ومن هنا نرى مريم الأولى (لمى الحكيم) التي عاشت أواخر
الإحتلال العثماني للمنطقة العربية وهي تملك صوتاً ملائكياً وكان اقطاعي نبيل يعتني
بها وتغني في قصره كضيفة لتطرب زواره, أحبت شاباً تعلقا كلاهما بفرس تكاد تموت فتحزن
عليها وتحرق نفسها وتموت.
أما مريم المسيحية الجولانية (سلاف فواخرجي) وهي الثانية االتي تعود بنا خمسين
عاماً إلى الوراء عاشت تحت القصف الإسرائيلي لتموت تاركةً ابنتها مع عسكري مسلم الذي
يقوم بترك ابنتها بعهدة مسلمة لتكبر وتعمل في دار للمسنين.
أما الثالثة التي تؤدي دورها ديمة قندلفت وهي من زمننا المعاصر والتي ترفض معاملة
اهلها لجدتها وتتحاول اخراجها من دار المسنين ولكنها تفشل.
من هنا صرح بدوره لـ"عربي برس" المخرج باسل الخطيب بأن هذا الفيلم
يحمل سمات القوة حيث أنه صور في مثل هذه الظروف التي أعاقت طموحات الكثيرين مؤكداً
أن السوريين شعب قوي لن تمنعه الحروب والمشاكل من تحقيقات طموحاته وتابع حديثه مؤكداً
على أن توقيت التصوير الذي تزامن مع الأزمة كان موظفاً وليس عن عبث فهو يتقاطع إلى
حد كبير مع ما تمر به سوريا اليوم وجسد واقع المرأة السورية التي وجدت نفسها ضحية الحرب
التي أخذت أشكالاً متعدده سياسية وثقافية اجتماعية وبالرغم من ذلك حافظت على انسانيتها
دون أن تؤثر فيها تلك الظروف وتابع مؤكداً أن أغلب الأفلام العميقة تصور في أجواء مشحونة
بالمشاكل والحروب وعتادها على خلاف ما يظنة الكثيريون.
ومن جهته أكد تليد الخطيب لـ"عربي برس" أن هذا الفيلم يحمل مضمون
جديد يتوافق مع الشكل الجديد فهو عبارة عن رواية لمجريات أحداث أفلام ثلاث ضمن فيلم
واحد, وتابع بأن هذا الفليم ما هو إلا اسقاطٌ للتاريخ وتكريس فكرة أن التاريخ يعيد
نفسه فما حدث بسوريا عام 1918 عاد اليوم من جديد.
عاد وأكد المخرج باسل الخطيب ان اسم هذا الفيلم اختير لما له دلالات دينية ومورثات
اجتماعية خاصة كما انه يعني باللغة السريانية " المرأة المعلمة" وهو ما يرتكز
عليه الدور الاساسي للمريمات الثلاث وتشابههن في ذلك يتجلي من خلال الفليم بالرغم من
اختلاف أزمنتهن وديانتهن.
كما صرحت الفنانة سلاف فواخرجي لـ"عربي برس" التي اختارت أن تستهل
حديثها بمقولة لمريم الجولانية التي جسدت دورها في الفيلم – "يمكن ان تموت الحرب
ناس وعسكر وأرض وبيوت ولكن ما ممكن تموت الحب يالي بداخلنا" - وتابعت حديثها بأنها
من خلال تجسيد دور مريم الجولانية قرأت واقع سوريا اليوم فهي عاشت وقدمت للسينما من
خلالها معاناة كل مريمات سوريا اللواتي عانين ما يجري في سوريا اليوم من حمص وحلب وحتى
أي بقعة من الأراضي السورية وتابعت : ذكرتنا المشاهد التي صورناها في القنطيرة والتي
أعادتنا إلى الإحتلال الإسرائيلي بالألم والتدخل الذي نعانيه اليوم بكافة أشكاله إعلامياً
خارجياً وداخلياً ولكننا بالرغم من ذلك استمرينا بالعطاء وقررنا اختيار الحياة وأبينا
الموت والاستعمار حاربناه و رفضناه.
وبدورها أكدت الفنانة نادين أن هذا الفيلم يروي الحب والإنسانية والوطنية الغير
معلنة من خلال الترميز والإختزال الذي يسكن مجريات الأحداث داخل ذاكرة المشاهد.
أما الفنان أسعد فضة الذي أعرب عن سعادته في المشاركة في فيلم مريم , صرح لـ"عربي
برس" بأن دوره يبدو غريباً ومختلفاً بالرغم من أنه جسد دوراً لإقطاعي الذي اعتاد
المشاهد رؤيته وهو يظلم وينهب إلا أنه في فيلم "مريم" كان رحيماً وراقياً
في التعال مع الفلاحين يحل سمات الوطنية والانسانية والوعي الثقافي.
وأنهي المخرج باسل الخطيب حديثه لـ"عربي برس" موضحاً بأن هذا الفيلم
حاز على موافقة الأعضاء في المؤسسة الفكرية وبأن السقف اختلف حيث أن الفيلم تناول مالم
يتناول من قبل ولكن بمنطق، كما أنه تم تصوير الفيلم باستخدام آليات وتقنيات عالية الجودة
مع الإستفادة من خبراء إيرانين في المكياج والمؤثرات، وأن الفيلم تم بإدراة متقنة ومدروسة
تدرك واجباتها وتحضيراتها.