" ام بي سي ".. جورج قرداحي السابق وعمرو أديب اللاحق و"الحبل ع الجرار"
فن, منوعات, ن, i 4:07 ص
مرة جديدة يوضع الجسم الاعلامي على هامش التهميش، فيضحى به على مائدة النفوذ والتسييس، الطاغية والمهيمنة على مؤسساتنا الاعلامية.
وهنا استذكر مقولة جوزيف جوبلز وزير الاعلام النازي: "أعطني اعلاماً بلا ضمير، اعطيك شعباً بلا وعي"... هذه المقولة بالذات التي تضع الاصبع على نزف الاعلام العربي وخصوصاً في هذه الفترة بالذات، يحثنا على التضامن وتكثيف الجهود لمواجهة تلك الزوبعة.
وبعيداً من هذه المقدمة "المفزلكة" قررت شهرزاد الاضاءة على موضوع علمت به، وهو اتجاه إدارة محطة MBC العملاقة إلى التخلي عن خدمات الإعلامي عمرو اديب من لجنة تحكيم برنامج Arab’s Got Talent في دورته الثانية. فهل دفع أديب ثمن تصريحاته بتأييد "سورية وقائدها" بطريقة غير مباشرة، أم ثمة اعتبارات أخرى دفعت بالمحطة إلى استبعاده ولم تطرح في الإعلام حتى كتابة هذه السطور؟
كل من تابع الموسم الأول من برنامج Arab’s Got Talent بنسخته العربية عبر قناة MBC ، لفته الحضور المحبب والقريب من القلب للاعلامي عمرو أديب، فباتت عبارته "شمعة فلة منورة" أشهر من نار على علم. فقد تميز الاخير بصراحته وسلاسته في التعبير عن اعجابه أو عدم تأييده للمواهب التي قدمت في الموسم الاول. وقد بدا واضحاً تمتعه بخفة الظل إلى جانب لجنة التحكيم المؤلفة من الفنانة نجوى كرم وعلي جابر الذي يشغل في الوقت الحالي منصب مدير قنوات MBC.
"الشمعة الفلة المنورة اطفأتها زوبعة حرية التعبير"
فقد تردد وبسرية تامة في الكواليس الإعلامية عن خبر مفادرته، ان إدارة mbc قررت وبشكل نهائي استبدال الاعلامي عمرو أديب في لجنة تحكيم Arab’s Got Talent بشخصية مصرية لم يعلن عن هويتها بعد. وبقيت أسباب استبعاده غير واضحة حتى كتابة هذه السطور، خصوصاً ان لجنة التحكيم ستبدأ التصوير لاختيار المشتركين في كازينو لبنان على غرار ما حصل في الموسم الأول من البرنامج.
وعلى الرغم من التكتم الشديد المهيمن على قضية استبعاد عمرو، فقد تمكنا من التحري عن الموضوع ووصلنا إلى معلومات شبه مؤكدة، وطبعاً تبقى قابلة للتعديل في حال حصول تداعيات جديدة في القضية. فحتى كتابة هذه السطور لم توقع محطة mbc مع الاعلامي عمرو أديب لأسباب مجهولة في الادارة، لكنها باتت إلى حد ما معلومة بالنسبة إلينا. وحتى الساعة لم يتم الاتفاق مع شخصية بديلة، لتحل مكانه في البرنامج الذي حقق انتشاراً كبيراً في العالم العربي. وحسب المصدر ذاته، فقد استبعد فكرة إطلالة الأخير في البرنامج، خصوصاً ان الادارة وقعت عقداً جديداً مع كل من الفنانة نجوى كرم التي تظهر في اعلان مروج للبرنامج، وعلي جابر الذي يعتبر من أهل البيت. وثمة بعض المصادر التي اعلنت أنه تم استبدال أديب بنجم "طاش ما طاش" السعودي ناصر القصيبي.
ناصر القصيبي خير خلف لخير سلف؟
وعن اسباب استبعاده، تكثر التحليلات والتخمينات التي نوجزها بما يلي:
ربما لضيق وقته، قرر عمرو أديب الانسحاب من الموسم الثاني من البرنامج، وهذا أمر مستبعد. وربما ادارة المحطة قررت استبدال وجهه بشخصية جديدة تضيف على البرنامج نكهة مختلفة.
والبعض حاول الاصطياد في المياه العكر، على غرار ما حصل مع الإعلامي جورج قرداحي. فقد حاول الربط بين تصريح اديب وسياسة المحطة. اذ سبق وتعرض أديب لهجوم لاذع على خلفية تصريحاته الاخيرة في برنامج "القاهرة اليوم" على قناة "اوربت". فقد قال:"قناة الجزيرة لازم تركب عين تالتة في قفاها علشان تشوف أنه أكتر من نص الشعب السوري في الشارع، نازل يأيد الاصلاحات ومع قيادته. هوا في نظام نزل نص شعبه على الشارع تأييد ليه، والجزيرة ليه مش بتنقل؟ سبحانك ربي".
فهذا التصريح إن دل على شيء، فعلى تأييده غير المباشر للنظام السوري وتحديداً للرئيس بشار الاسد. وعلى الارجح لم يحسب حساباً لتصريحاته التي من شأنها ان تنعكس سلباً عليه، لا بل انعكست بالنسبة إلى البعض، كما حصل مع زميله قرداحي، الذي استبعد برنامج قناة MBC بسبب مجاهرته برأيه السياسي، وتأييده لوجود الدكتور بشار الاسد.
فهل أخطأ الاديب في إطلاق تصريحه هذا، فدفع ثمن استبعاده من هذه المحطة العملاقة؟ وهكذا برحيله أطفأت الشمعة الفلة المنورة حتى اشعار آخر .
