الفا مسلح على جانبي الحدود اللبنانية السورية وشيخ قطري يتردد حاملا الأموال
إعلام, صحف, ن, i, J 11:49 ص
بعد سقوط حي بابا عمرو في حمص وسيطرة الجيش السوري عليه، وتشتت ما بقي من قوة كانت فيه وحولته إلى قلعة حصينة، أريد منها أن تكون بنغازي سورية تمهيداً لتدخل أطلسي ـ غربي ضد دمشق، انتشرت الجماعات المسلحة على جانبي الحدود اللبنانية السورية الممتدة من الشمال إلى سهل القاع
وهي في معظم الأوقات تتسلل الى داخل الاراضي اللبنانية عند أي اشتباك يحصل مع الجيش السوري، لتعاود تحركها بعد وقت ضد قرى وبلدات في المنطقة الواقعة جنوبي مدينة حمص، وهي سهل واسع لا يصلح لحرب العصابات، لكن الكون ضاق بهذه الجماعات بما رحب، ولم تجد إلا هذا السهل كي تشن على أهله حربا طائفية بامتياز، كما أثبت الأحداث والوقائع على الأرض.. في هذا التقرير بعض من معالم المعركة التي تدور بين الجيش العربي السوري وهؤلاء المسلحين في سهل القصير داخل سورية وعلى طول الحدود اللبنانية السورية .
يحرك الجيش السوري في مجمل المنطقة لواء واحداً يضم كتيبتي دبابات لملاحقة المسلحين ومتابعة تحركهم، وهذا ما يجنب القيادة السورية والجيش الوقوع في خطة الاستنزاف التي يُراد لها أن تقع فيها، كما يوفر المال الكثير على خزينةالدولة، وهذا اللواء هو الذي كان قدج تولى معركة بابا عمرو وليس هناك أي وجود للفرقة الرابعة أو القوات السورية خاصة في تلك المنطقة، ويتواجد أيضا في المنطقة رجال الشرطة والمخابرات فضلا عن الجمارك العامة كون المنطقة حدودية.
مدينة القصير
يسيطر المسلحون على داخل المدينة بالكامل، وهي مركز منطقة إدارية تابعة لمحافظة القصير، وقد دخلها المسلحون على عدة مراحل، وكان الجيش السوري يطردهم منها، غير أن هزيمة بابا عمرو في حمص جعلت المدينة مركزاً لتجمع كبير للمسلحين، وهذه المدينة مختلطة من كافة الطوائف، وقد حصلت في بداية الأزمة صدامات بين مسلحين سلفيين ومنهم مطلوبين للعدالة بتهم التهريب والمسيحيين في مدينة القصير الذين أغلقوا حيّهم في المدينة ومنعوا المسلحين والمتظاهرين من الدخول إليه.
وقد دخل مئات المسلحين إلى أحياء المدينة بعد فرارهم من بابا عمرو ، ويبدو أن الجيش السوري يتجنب الدخول في حرب شوارع تكبده خسائر كبيرة، واعتمد طريقة قصف مراكز المسلحين حتى إنهاكهم، فيما غادر غالبية أهالي القصير المدينة بعد دخول المسلحين إليها، وبقي في الحي المسيحي بضعة مئات من الشباب الذين يمنعون المسلحين من دخول الحي حيث تقع اشتباكات يومية بين الطرفين.
قرية الزراعة
يتمركز في قرية الزراعة التي تبعد خمسة كيلومترات عن مدينة القصير مجموعات سلفية وهي مطوقة من الجيش السوري وتدور اشتباكات ليلية بين المسلحين وأهالي قرية ربلة التي يسكنها مسيحيون، ويقول أهل ربلة أن الاسبوع الماضي شهد سقوط العديد من أبناء البلدة برصاص المسلحين ،وحسب سكان “ربلة”يتواجد في “الزراعة” مسلحون أجانب بينهم لبنانيون من مدينة عرسال البقاعية.
تلكلخ ـ وادي خالد
ويتواجد في المنطقة مسلحون سلفيون من جنسيات مختلفة من الذين كانوا في العراق، فضلا عن سلفيين لبنانيين تابعين لأكثر من طرف لبناني، من بينهم النائب خالد الضاهر والشيخ بلال دقماق والسوري المدعو الشيخ الزعبي، كما يتردد الى المنطقة شيخ قطري الجنسية مقرب منا العائلة الحاكمة في قطر، ويحمل جواز سفر دبلوماسي وهو يحمل في زياراته الأموال اللازمة لشراء السلاح، وهو متورط في قضية اختطاف على مستوى إقليمي. ويعتبر الرجل من كبار ممولي تنظيم القاعدة في العالم وبيت المال لهم، وقد زار العاصمة الفرنسية باريس منذ أسبوعين بعد انقطاع سنوات عنها.
مجزرة الحسيبية..
وقد شهدت قرية الحسيبية الواقعة قرب الحدود اللبنانية السورية منذ حوالي ثلاثة أسابيع مجزرة طائفية ذهب ضحيتها ستة عشر شخصا من عائلة واحدة، وحسب أهالي المنطقة فقد تعرضت القرية لهجوم صباحي من حوالي خمسمائة مسلح يقول أهالي المنطقة أن غالبيتهم من مدينة عرسال اللبنانية مدعومين ببعض العناصر السوريّة من قرية الزراعة، وقد استمرت الاشتباكات مع أهالي القرية من الصباح حتى الساعة الثانية، حيث تمكن المسلحون من دخول القرية وقاموا بذبح ستة عشر شخصا من عائلة العموري قبل انسحابهم.
الوضع العسكري والاستراتيجي
وفي المجمل يظهر أن المنطقة ساقطة عسكرياً أذ ان طبيعتها لا تلائم أي نوع من أنواع حرب العصابات، كونها منطقة سهلية شاسعة ومكشوفة على الرغم من وجود بساتين كثيرة، كما انها ريفية وتتوزع فيها القرى الصغيرة وتتباعد، كما إنها لا تضم مدنا كبيرة مكتظة يمكن للمسلحين الاختباء داخلها والاحتماء بالسكان كما حصل في مدينة حمص، وأكبر تجمع سكاني هو مدينة القصير ولا يتجاوز حجمها حجم حي بابا عمرو في حمص ، لذلك فإن حرب العصابات التي يريد المسلحون خوضها في هذه المنطقة هي حرب خاسرة بكل المعايير، وهذا ما يجعل القيادة السورية تتعامل مع الموضوع بارتياح، زد على ذلك بعد المنطقة جغرافياً عن المدن الكبرى.