أكراد العراق يلتزمون موقف بغداد بشأن العقوبات بحق سورية وبارزاني يدعو أكراد سورية للنأي بنفسهم من أي صراع
سياسة, ن 11:12 ص
في وقت تسربت أنباء ومعلومات موثقة، عن تعارض في المواقف حيال الأزمة السورية بين الحكومة المركزية في بغداد وحكومة إقليم كردستان (شمال) البلاد، أكد زعيم الإقليم مسعود بارزاني أن أكراد العراق سيقفون مع إرادة الشعب السوري وحقوقه.
وقال بارزاني خلال اجتماعه مع الوفد الكردي الذي يمثل "المجلس الوطني الكردي" في سورية، إن "اقليم كردستان يدعم جهود الأحزاب السياسية الكردية في سورية لتثبيت هذه الحقوق وعليها المحافظة على وحدة صفوفها ومواقفها من اوضاع بلادها"، داعيا إياهم "للتعامل بدقة بالغة مع الوضع الراهن، لأن ما بهمنا هو الديمقراطية والاعتراف بحقوق الأكراد"، على حد قوله.
وأضاف "من الضروري تثبيت هذه الحقوق في الدستور المستقبلي للبلاد، وأن يقترب أكراد سورية من الطرف الذي يحرص أكثر على منحهم حقوقهم"، مشددا على ضرورة "اعتراف الدستور السوري الجديد الذي يجري العمل لإعداده حاليا بحقوق أكراد البلاد".
بارزاني دعا أكراد سورية إلى "الابتعاد عن اي صراع طائفي"، وطالبهم بتشكيل وفد يمثلهم لإجراء مفاوضات مع جميع القوى الداخلية والخارجية المهتمة بالتطورات السورية الحالية.
أعضاء الوفد وضم ممثلين عن 11 حزباَ وطرفاً سياسياً إضافة إلى شخصيات مستقلة عرض خلال الاجتماع وجهات النظر حول التطورات السياسية في بلادهم ونتائج مفاوضاتهم مع القوى والأطراف السورية المعارضة، وإمكانية تضمين حقوقهم القومية في الدستور السوري الجديد الذي تعكف لجنة قانونية سورية رسمية على إعداده حاليا.
وعن الاجتماع مع القيادات الكردية السورية، أوضح أن "هذا الاجتماع مهم بالنسبة لأكراد العراق وسورية ويهدف إلى الاطلاع على أوضاع أكراد سورية، حتى تتمكن سلطات إقليم كردستان من اتخاذ موقف منها ومن جملة الأوضاع التي تشهدها سورية منذ مارس الماضي".
وأشار إلى أن "الرسالة التي يحملها الأكراد هي رسالة سلام وعليهم التمسك بسياسة التسامح والتعايش والتعامل مع القوى الديمقراطية، ولا ينبغي للقوى والأطراف الكردية في سورية أن تصبح جزءً من الصراع الطائفي إذا وقع".
وتابع في هذا الصدد "أننا أصحاب قضية مشروعة ولابد لنا دوما من انتهاج سياسة تقوم على التسامح مع جميع مكونات الشعب السوري وأن ندافع عن حقوقهم بمن فيهم إخواننا المسيحيين".
وسبق لبارزاني الذي رفض دعوة من الرئيس السوري بشار الأسد كان قدمها له لزيارة دمشق، التأكيد على أن "أكراد العراق سيقدمون لأكراد سورية كل أشكال الدعم لنيل حقوقهم، ولكن دون اللجوء للعنف".
كما سبق للرئيس العراقي جلال طالباني وهو زعيم كردي أيضا، أن التقى بسكرتير حزب"التقدمي الديمقراطي" في سورية عبد الحميد درويش، وتناول فيه الرجلان الأوضاع السياسية في العراق وسورية والمنطقة عموما. وأكد طالباني في حينها، أن "المرحلة الراهنة تتطلب نضالاً سلمياً ليتمكن الشعب الكردي من نيل حقوقه والعيش بسلام".
لكن على ما يبدو من تطورات الأحداث وما تفيد به الأنباء المسربة من أوساط سياسية داخل الإقليم والتي تشير إلى وجود سباق لتسليح أكراد سورية من قبل حزب "العمال الكردستاني" المعارض لتركيا، فان القيادة الكردية العراقية لن تقف مكتوفة الأيدي بهذا الصدد ويمكن أن تتدخل بصورة او بأخرى لحماية أبناء قوميتهم السوريين إذا ما حصل ما يحمد عقباه.
من جهة أخرى، أكد فلاح مصطفى رئيس مكتب العلاقات الخارجية في الحكومة الفيدرالية، إن "حكومة الإقليم ملتزمة بموقف بغداد في ما يتعلق بالعقوبات الأخيرة التي فرضتها الجامعة العربية على النظام السوري".
وقال مصطفى، وهو بمثابة وزير في حكومة المنطقة الكردية شبه المستقلة منذ تسعينات القرن الماضي عن بغداد "نحن كإقليم كردستان جزء من دولة العراق الفيدرالية وعليه فنحن ملزمون قانونا بالالتزام بمواقف الدولة في ما يتعلق بسياساتها الخارجية".
ومع مرور ما يقارب من تسعة شهور على انطلاق المواجهات في عدة مدن سورية، لا يزال العراق بطابعه الرسمي يقف إلى جانب نظام الحكم هناك، مما جعل العلاقة بين البلدين على أحسن ما يرام، مع استثناءات تمثلها بعض القوى السياسية.
المسئول الكردي الذي جدد موقف قيادته الكردية "الداعم" لثورة الشعب السوري، أشار الى إن "العراق دولة ذات سيادة، وبذلك فهي حرة في اتخاذ المواقف التي تنسجم مع سياساتها الخارجية".
وتؤكد مصادر رسمية في حكومة كردستان، إن الإقليم يرتبط بعلاقات تجارية متشعبة مع سورية التي رفعت صادراتها التجارية في السنوات الأخيرة معه إلى أرقام كبيرة تقدر بنحو مليار ونصف المليار دولار أميركي، وهو ما يجعله يحتل مراتب متقدمة في سلم التبادل التجاري بين سورية والدول والجهات الإقليمية والدولية.
عربي برس _ Syria a2z news