تركيا لجمت اندفاعاتها..وواشنطن تواصل ضغطها..سوريا على مفترق مفصلي سيصحح مسار الأزمة
سياسة 12:11 م
في وقت بدا فيه أنّ الرئيس بشار الأسد مصمم على السير قدما بالاصلاحات السياسية ، وفي حين أعلنت الحكومة السورية عن الانتهاء من الإعداد لقانون انتخابي جديد لتطبيقه في الدورة المقبلة، وبالتزامن مع الانتهاء من مشروع قانون الأحزاب السياسية، كشفت الخارجية الروسية عن اتصالها "بالمعارضة السورية" من دون أن تفصح عن ماهية هذه الاتصالات أو ما إذا كانت للشروع بوساطة ما مع القيادة السورية، أو أنها مخصصة لدعم تلك المعارضة، أو حتى إذا ما كانت الاتصالات تدور مع معارضة الداخل التي تتواصل أصلا مع الرئيس بشار الأسد أو أنها تقتصر على معارضي الخارج الذين عادة ما يلتقون في تركيا، مع ترجيح الفرضية الأولى باعتبار أن روسيا كانت الدولة الوحيدة إلى جانب الصين التي رفضت أيا من أنواع القرارات الدولية ضد سوريا، ولوحت باستخدام حق الفيتو، فضلا عن أن سوريا بنظامها الحالي تشكل موطىء قدم محترم لروسيا في منطقة الشرق الاوسط.
يقول موقع النشرة في مقالة خاصة: أنه وفي موازاة الإعلان الروسي، لفت موقف أميركي جديد يستنسخ تصريحات الإدارة الأميركية قبل غزو العراق، لاسيما تصريحات "بريمر" بعد احتلال بغداد، إذ شنت الخارجية الأميركية مؤخرا - هجوما عنيفا هو الأول من نوعه ضد الجيش السوري، مع الإشارة إلى أن واشنطن، وغيرها من العواصم الغربية، قد ركزت منذ بداية "الانتفاضة الشعبية" في سوريا على "الأجهزة الامنية" السورية وبالتالي فإنها المرة الأولى التي تستهدف فيها الجيش السوري وحده دون الإشارة للأجهزة الأمنية، بحيث وصفت الناطقة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند ممارسات الجيش السوري بـ" الوحشية"، مع التذكير بأن واشنطن شنت حملة إعلامية مكثفة ضد الجيش العراقي قبل غزو العراق مهدت لاتخاذ "بريمر" الحاكم العسكري الأميركي للعراق بعد الاحتلال قراره بحل الجيش العراقي.
وفي هذا السياق يقول موقع النشرة نقلا عن زوار العاصمة السورية إلى أن الوضع السوري الحالي غير قابل للمقارنة بالوضع العراقي آنذاك، وأن سوريا ليست معرضة للغزو، أقله على المستوى المنظور، إلا أن استهداف الجيش السوري بالهجوم الإعلامي والسياسي الأميركي ليس دون سياق ما وليس بمحض المصادفة، سواء أكان هذا السياق مرتبطا بأجندات خارجية أو داخلية لبعض القوى والجهات المعنية بتفكيك الدولة السورية وجيشها، أكثر مما هي معنية بحصول تحول ديمقراطي في سوريا.
يضيف هؤلاء أن واشنطن على ما يبدو قررت الانتقال إلى مرحلة جديدة من الضغط على سورية للحصول على تنازلات محددة ، خصوصا أن الإدارة الأميركية تبدو بحاجة ماسة إلى صرف نظر الناخب الأميركي عن الأزمة الاقتصادية التي تهز إدارة الرئيس باراك أوباما.
غير أن حسابات واشنطن قد لا تنطبق بالكامل على حساب المصالح الإقليمية كما يقول الموقع، فإيران وعلى ما يبدو أبرمت صفقة ما مع المملكة العربية السعودية انتهت إلى تبريد الوضع في البحرين من جهة وانسحاب القوات السعودية المشاركة في درع الصحراء منها، وذلك من دون معرفة الاثمان المترتبة، لاسيما أن الاتصالات بين الدولتين تمت بمعزل عن الإدارة الاميركية، بل عبر نجل الملك السعودي الذي يشغل راهنا منصب نائب وزير الخارجية، فضلا عن أن تركيا لجمت اندفاعتها تجاه دمشق بعد أن تمكن الجيش السوري من فرض قواعد جديدة للعبة على الحدود الفاصلة بينهما، ما يشير بدوره إلى أن سوريا تقف على مفترق دولي – إقليمي من شأنه أن يرجح مسار الأزمة هناك باتجاه إصلاحات جذرية تؤسس إلى لملمة الوضع في غضون المرحلة المقبلة.