مجموعة مسلحة تقتل سيدة وتجرح 9 في حـافلة بطريقها الى مصياف, و حوار سياسي في أدلب
الأخبار المحلية, i 3:08 ص
استهدفت مجموعات إرهابية مسلحة مستخدمة أسلحة رشاشة ظهر أمس حافلة لنقل الركاب في منطقة الحولة الواقعة على الحدود الإدارية بين حمص وحماة ما أدى الى مقتل امرأة على الفور وجرح 9 ركاب آخرين بعضهم في حالة خطرة، فيما قامت مجموعة مسلحة في دير الزور بقطع بعض الطرق وإقامة حواجز في شوارع المدينة وترهيب المواطنين.
وفي مدينة حماة
أكد مصدر أمني أن حافلة كانت متجهة من دمشق الى مصياف وهي تقل 34 راكباً وقد تعرضت من بعد ظهر أمس الى اعتداء مسلح من عناصر ملثمة كانت قد نصبت حاجزاً في منطقة الحولة بعد أن أمطرت الحافلة بوابل من النيران ومن ثم قامت هذه المجموعات بإنزال الركاب بعد وقوف الحافلة وسط الطريق واعتدت عليهم بالأسلحة البيضاء ماأدى الى وقوع إصابات أخرى، وأضاف المصدر أن المجموعات احتجزت الجرحى والركاب الآخرين مايقارب ساعتين من الزمن بعد تنفيذ الاعتداء الى أن تمكنت أجهزة الأمن من تحريرهم.
ومن جهته قال محسن درداري سائق الحافلة التي تعرضت للاعتداء فوجئت بوجود ثلاثة ملثمين كانوا قد نصبوا أسلحة رشاشة على جانب الطريق في منطقة الحولة وبدؤوا إطلاق نيران مكثفة صوب الحافلة ولكني تمكنت من الهروب منهم وماإن ابتعدت مسافة 300 متر عن موقع الحادثة الأولى حتى ظهرت أمامي مجموعة مسلحة ثانية مكونة من 10 ملثمين على الأقل وهي تقف خلف حاجز ترابي نصبته وسط الطريق الرئيسي وبمجرد أن اقتربت منهم قاموا برشق الحافلة بنيران أسلحة رشاشة يحملونها بيدهم من الجهة الأمامية للحافلة وأدى إطلاق النيران الى مقتل فتاة في العقد الثاني من عمرها تركن في المقعد الأمامي وجرح تسعة أشخاص آخرين على الأقل.
وفي حادث آخر منفصل تعرض أحد عناصر قوات حفظ النظام الى طلق ناري في كتفه وظهره من قبل مجموعة إرهابية مسلحة كانت قد نصبت كميناً في قرية عقرب 20 كيلومتر عن مدينة مصياف. وذلك بعد كمين الحافلة مباشرة حيث أسعف الى مشفى مصياف وتم إخراج الطلقات النارية من جسده.
هذا وقد حضر الى مشفى مصياف العشرات من المواطنين لتقديم العون والاطمئنان على سلامة المصابين.
من جهة ثانية قامت مجموعات مسلحة في دير الزور بقطع بعض الطرق وإقامة حواجز في شوارع المدينة وترهيب المواطنين.
كما هاجمت هذه المجموعات قوات حفظ النظام ومقر شرطة النجدة وسرقت بعض الأسلحة والذخائر.
وتصدت قوات حفظ النظام لهذه المجموعات المسلحة وجرى تبادل لإطلاق النار ومازالت عناصر حفظ النظام تلاحق هذه المجموعات المسلحة وتتعامل مع الوضع هناك بالطرق المناسبة.
وعبر أهالي دير الزور عن تخوفهم من أفعال هذه المجموعات المسلحة وأكدوا رفضهم لهذه الأعمال التي تسيء للوطن عامة ولدير الزور وأهلها خاصة.
ومساء أمس توجهت وفود من أهالي حمص وكبار الوجهاء إلى القرى المحيطة وصولاً إلى مصياف لتهدئة النفوس وغضب سكان القرى من الحادثة التي كان الهدف منها إثارة الفتنة إلا أن وعي السكان والكبار والشيوخ حال دون ذلك، وقال مصدر أهلي إن الوفود الشعبية مستمرة في مهامها ونجحت في تهدئة النفوس بحمص ومحيطها.
ولا تزال العمليات الأمنية النوعية مستمرة في منطقة حمص وعلم أن القوات الأمنية ألقت القبض خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية على عدد من المسلحين في مناطق عدة في حين استمرت الاشتباكات في منطقة البياضة طوال بعد ظهر أمس حسب ما أكد عدد من السكان حيث يختبئ المسلحون.
كما علم أن السلطات المحلية في حمص أعادت إصلاح خط أنبوب النفط الذي استهدفته مجموعة مسلحة فجر الجمعة وتم تنظيف الحفرة وكل الأماكن التي تسرب إليها النفط، واستبدال الجزء الذي تم تخريبه، وقالت المصادر: إنه مساء أمس في نحو السادسة أعيد ضخ المياه العذبة من جديد باتجاه الأراضي كما أعيد ضخ النفط في الأنبوب.
أما في حماة
فكان الهدوء سيد الموقف يوم أمس، لكن انتشار الشائعات عن دخول الجيش للمدينة مساء الجمعة أعادت انتشار الحواجز في الشوارع الرئيسية والطرقات الفرعية وإحراق الدواليب، وعودة المجموعات إلى قطع الطرقات وقيامها بتفتيش السيارات والتدقيق في «هويات» الركاب، ومنع الموظفين والعاملين في شركات الدولة الذين يداومون السبت من دخول المدينة.
وفي دير الزور أكدت الأخبار الواردة من المدينة أن هناك حواجز في بعض الأحياء بينما بدأت القوى الأمنية بمداهمات للمنازل وتفتيش لها وحملة اعتقالات بحثاً عن السلاح والمسلحين.
في إدلب
بدأت المدينة بالانتقال إلى الحوار السياسي بعد المواجهات الدامية التي شهدتها، ولعل أحد المؤشرات على ذلك، هو الحوار الثقافي في إطار منتدى البعث الحواري الذي أداره رئيس فرع اتحاد الكتاب العرب فاروق أسليم مع أحد أقطاب المعارضة في إدلب الكاتب تاج الدين موسى، فقد تجاوز الحوار فيه حدود عنوان اللقاء «المثقف في إدلب والحراك» واستطاع الحضور الذي ينتمي أغلبهم لشرائح متنوعة من بعثيين ومؤيدين ومعارضين ومستقلين أن يعبروا عن آراء مختلفة لكنها تصب بمجملها في البحث عن تجاوز للأزمة والاعتراف بها.
ومن غير المعروف حتى الآن التأثير الذي تركته تصريحات زعيم القاعدة أيمن الظواهري التي أشاد فيها بالمحتجين السوريين الذين وصفهم بـ«المجاهدين لإعطاء درس للمعتدي والمغتصب والخائن والكافر» وأعرب أيضاً عن أسفه لكونه غير قادر مع مقاتلين آخرين من القاعدة على الانضمام إلى السوريين وأكد أن «واشنطن تسعى حالياً إلى استبدال الأسد بنظام جديد لإجهاض ثورتكم والجهاد ويكون تابعا لأميركا ويرعى مصالح إسرائيل».
وكان وزير الخارجية وليد المعلم أشار في وقت سابق إلى أن عمليات القتل التي تشهدها بعض المدن السورية تشير إلى وجود بصمات القاعدة خلف تلك العمليات.