الكاتب غسان الشامي : قطر قدمت عرضاً تركياً للأسد بتسليم نصف السلطة للاخوان المسلمين

إعتبر الكاتب والباحث غسان الشامي أنّ حادثة جسر الشغور في سورية من قبل الزمر الأمنية الطائفية لم تكن متوقعة بهذا الوجه المقيت "الحقد الذي حصل بعد صدور عفو رئاسي وفشل مؤتمر "انطاليا" في تركيا من قبل المتآمرين على سورية مشهد مريه يجب ضربه بيد من حديد. أهالي حماه طالبوا بالعفو وحصلوا عليه ولكنّ التظاهرة في حماه بربط وتعليق أحد رجال الأمنيين على الأعمدة وبكلام طائفي أمر غير مقبول".

وتوجّه الشامي في حديث لمحطة الـ"OTV" ضمن برنامج "يوم جديد" مع الإعلامي جورج ياسمين لبعض المعارضة السورية "احد الجهابذة منكم قال أنّه لا يحقّ لمن سكت عن مائة شهيد ان يفتعل الصدمة، وكأنّ هناك موت جميل وآخر بشع. وصور قتل المحتجين لرجل أمني في جسر الشغور وجرّ القتلى بالسيارات ورميهم في مياه نهر العاصي هو نفسه النموذج الذي حصل في لبنان في مخيم نهر البارد".

ويضيف الشامي "جملة أمور حصلت بالأمس أولها هجوم على مقرات حزبية والذي قتل باحداها 62 شخصاً، ومع اتصال الأهالي بالجيش بغية التدخّل حصل كميناً لهم، والقتلى الذين استشهدوا تمّ التمثيل بجثثهم".

الشامي سئل عن مصدر قوة الإرهابيين وسبب استرخاء الجيش السوري في منطقة استراتجية بالقرب من الحدود التركية أجاب: "هذه المنطقة التي تقع بين منطقة حلب واللاذقية هي بؤرة تاريخية للأخوان المسلمين في سورية وهي على مقربة من تركيا ولا يتواجد بقربها الجيش على إعتبار أنّ الحالة بين الدولتين هي مريحة حتى اللحظة الراهنة، والدليل على ذلك هو ذهاب 35 جريحاً من الإرهابيين تجاه تركيا".

يضيف الشامي "نعم هناك تهريب اسلحة من داخل الحدود التركية والأهمّ من ذلك هو تدريبهم على استخدامه وعلى تنفيذ الكمائن. وبالتالي التلطّي وراء شعار "سليمة" – "سلمية" بات مكشوفاً. يجب التمييز بين المطالب الإصلاحية المحقّة وبين من يركب موجة الإصلاح لتنفيذ "اجندة" تبدأ بالقتل وتنتهي بتفتيت سورية".

ثعلبة الأخوان المسليمن

وإعتبر الشامي انّ "الأخوان المسلمين" يكذبون في ادعاءاتهم "الكذب يبدأ من مصر وينتهي في سورية. في مصر يدعون أنّهم لا يريدون السلطة وهم لاهثون وراءها. في مصر كانوا يختبئون وراء مقولة الصراع العربي الإسرائيلي وهم ساكتون وصامتون على ما يحدث في غزة وعن ثروة الغاز المصري. في سورية مع بداية الأحداث أشاروا الى أنّهم وراء الإحتجاجات.

هناك "ثعلبة" من قبلهم. في مؤتمر انطاليا معظم المتواجدين لا يمثلون أحداً داخل سورية فقط هناك تواجد لجماعة الأخوان المسلمين وأحد ممثلي العشائر العربية. وثعلبة الأخوان المسلمين في "انطاليا" كانت فعالة حتى مع صدور بيان علماني وإدعائهم أنهم ليسوا معنيين بذلك. ماذا يمثّل عبد الرزاق عيد في سورية وماذا يمثّل عمّار عبد الحميد في الشارع الدمشقي طالما لا يؤثر على والدته الممثلّة "منى واصف"؟ ماذا يمثّل انس العبدي أو غيرهم؟ لا شيء على الإطلاق الذين يمثلون شيئاً ما، هم الأخوان المسلمون فقط. وانحرافهم الى العمل المسلّح جاء بعد فشلهم الشعبي وهذا ما يضرّ سلباً بعمل المعارضة الحقيقية المتجّهة نحو الحوار في سورية امثال ميشال كيلو وحسين عداد وعارف دليلة وبرهان غليون".

ادونيس وميشال كيلو يشتمان!

يتابع الشامي حديثه "تصوروّا ان "ادونيس" المتواجد خارج سورية منذ العام 1955 غير مقبول من قبلهم ويُشتم لأنّه رفض إنطلاق الثورات من الجوامع! المؤرخ الكبير فراس سواح والمعارض النبيل ميشال كيلو شتما من قبلهما. في المحصلة النهائية الوقت نفذ امام سورية تجاه من يحمل السلاح لأنّه لا يجوز السماح لهذا النموذج العصاباتي من الإستمرار. ومن يحمل سلاحاً ضدّ شعبه وجيشه يجب قطع يده بقوة رغم سير قانون الطوارئ والعفو والأحزاب والإعلام مجراهم الطبيعي. مسلك هؤلاء العصابة المتخفية هي الثعلبة. والقيادة السورية لم تكن لتؤمن بالحلول الأمنية في بادئ المر لأنها تعتقد أنّ الدم يجرّ دماً، ولكن ماذا تفعل امام افعال هذه العصابات التكفيرية؟".

وإعتبر الشامي انّ الصراع في سورية ليس صراعاً مذهبياً "السنّة في منطقة جبلة اقلية ولم يتعرضوا لحادثة طائفية واحدة. الناس في بانياس واللاذقية كما في مختلف المناطق والمحافظات السورية موحدّة ضدّ الإرهاب وهم أخذوا خيارهم الى جانب الدولة والدفاع عن النظام. هناك مساعي لأخذ الشعب السوري الى المنحى الطائفي ولكن وعي القياة السورية عطّل تلك الألغام، وأوراق التكفيريين استنفدت في سوريا ولم يتجاوب معها الشعب السوري".

اردوغان يدافع عن الأرمن!

وعن مواقف تركيا تجاه سورية هزأ الشامي بكلام اردوغان الحريص على الأرمن في سورية والأكراد والشركس. "تصرّف الأتراك أشبه بالمهزلة ينسجم مع الضخّ التحريضي لقناة الجزيرة والقرضاوي والسعودية، ورغم ذلك لم ينجرّ السوريون للفتنة فبقيت القلائل محصورة في مناطق الحدودية، ومنطقة جسر الشغور سيتمّ تنظيفها من هؤلاء الإرهابيين كما نُظفّت بؤر امنية أخرى".

وحول موضوع تورّط تركيا في احداث سورية رأى الشامي أنّ الأولى استطاعت من خلال البوابة السورية التحوّل من دولة عثمانية الى دولة صديقة وشقيقة "تركيا مارست سياسة "الثعلب" مع سورية وتأكيدي على "الواوي" وليس الذئب مرده أنّه في الحالة الثانية بامكانك توقّع الأفعال أمّا في الأولى فهناك إستخدام للمكر والرياء. الذي لا يقرأ تاريخ لا يمكن توقّع المستقبل.

حزب العدالة والتنمية غيّر اسمه اكثر من مرّة للحفاظ على الحكم ويمارس الديماغوجية في الحياة السياسية في تركيا واكثر من يمثلّ هذه السياسة هو رجب الطيّب اردوغان. عام 1998 يقول اردوغان "مساجيننا ثكناتنا. قبضنا خوذاتنا. مآذننا حرابنا. والمصلوّن جنودنا. وهذا الجيش المقدّس يحرس ديننا".

يعقّب الشامي "نحن أمام حالة تتلطّى بالإسلام وتلبس الكرافات وهم في حقيقتهم جماعة من الأخوان المسلمين. وعندما حاول امير قطر بالإتفاق مع تركيا مفاوضة الرئيس الأسد في بداية الأحداث على إعطاء نصف السلطة للأخوان المسلمين ثبت لنا أنّ تركيا ما يهمّها من الشأن الإصلاحي هو فقط المتعلّق بالأخوان المسلمين. وهمّ اردوغان فقط شتم رئيس الحزب الجمهوري في تركيا وريث كمال اتتورك لأنه علوي فقط. اردوغان يشير بسوء الى حوالي 18 مليون علوياً في تركيا نتيجة تعصبّه".

يفسّر الشامي التركيبة الديمغرافية داخل تركيا: "علويون لواء اسكندرون يتبعون نفس تقاليد علويي سورية. العلويون المسماة "كازاباش" أو "الرؤوس الحمر" هم من عماد الحركة الاتتوركية في تركيا ويشكلون نسبة كبيرة من ضباط الجيش التركي ولهم شعائر الى حدٍّ ما مغايرة عن علوية سورية. دون ان ننسى تواجد حوالي 3 ملايين كردي علوي في تركيا من بينهم رئيس حزب العمال الكردستاني عبدالله اوجلان. لهذا السبب الكلام الذي يخرج من حزب التنمية والعدالة واردوغان وداوود اوغلو في ظاهره نصحٌ لسورية في باطنه سمٌ لسورية، والاّ لماذا لا يطبقّون الديمقراطية داخل تركيا مع الأكراد والأرمن؟ لماذا لم يستنكروا قتل السوريين في الجولان من قبل الجيش الإسرائيلي؟ لماذا التذكير بمذهب الرئيس السوري ومذهب زوجته؟ وكلّ هذا الإسهاب في تصاريح الأتراك يكشف تورطهّم الكبير في احداث سورية".

الأحد المقبل

وعن الاكراد في سورية رأى الشامي انّ العلاقة السائدة بينهم وبين النظام هي ايجابية وما قدمّه الرئيس الأسد لهم لم يقدمّه رجب الطيّب اردوغان. "المعركة الفاصلة بوجود سورية او عدم وجودها في الحالة السياسية التركية هي يوم الأحد المقبل في "ديار بكر" حيث يتواجد الثقل الكردي داخل تركيا. هذه المدينة الذي ارتكب الأتراك المجازر الضخمة بحقّ الأكراد والأرمن والأشوريين والسريان والكلدان... مجازر 1915 العثمانية لم تطل الأرمن فقط بل معظم شعوب الحضارة السريانية في تلك المناطق الواسعة. معركة كسر العضم في 12 الشهر الحالي ما بين حزب العدالة والتنمية والأكراد ستبدأ في مدينة "ديار بكر" لأنّه كثيرون من الأكراد يعتبرون أنّ اردوغان قد كذب عليهم في موضوع الإصلاحات وهم لن يقبلوا بلدغهم من الجحر مرتين وتاجيل مطالبهم الى ما بعد الإنتخابات، وفي الحقيقة التجنيس الأخير للأكراد داخل سورية هم من اصول تركية لأنّ مجيئهم حصل في مطلع الستينات... في النهاية تركيا ستدفع ثمن تدخلها في دول الجوار لأنّ اردوغان ليس السلطان سليم الأول ولا مجال لمعركة مرج دابق ثانية في التاريخ ولا الرئيس الأسد هو سلطان المماليك عام 1516. هذه الأحداث طويت منذ حوالي 500 عام".



اضاف الشامي "ولا يمكن لجنبلاط ان يكون فخر الدين الأول لينتظر نتيجة أحداث معركة "مرج دابق"... وما يمثل حالياً لدى شعوب المنطقة وذهنهم العام هو جمال باشا السفاح. فمن يظنّ في تركيا أنّ ايام الولايات أو "الإيالة" ستعود اظنّه أبلهاً".

أخبار ذات صلة



0 التعليقات for الكاتب غسان الشامي : قطر قدمت عرضاً تركياً للأسد بتسليم نصف السلطة للاخوان المسلمين

إرسال تعليق

أدخل بريدك واشترك معنا بالنشرة الإخبارية:


الأكثر مشاهدة

.

syria a2z news (c) 2011 All Rights Reserved