الليرة السورية لم تهتز ولن تهتز
1:51 ص
عامر إلياس شهدا
البعض ترجم موضوع خبر ورد على إحدى الصفحات الإلكترونية يقول: تجار دمشقيون يودعون مبالغ كبيرة في المصارف المحلية، ما ترجم الموضوع بشكل سلبي حيث ترجمه البعض أن هناك ضعفاً بالليرة السورية والتجار يدعمونها.
الحقيقة أن الليرة السورية قوية ولا يمكن لمثل هذه الأحداث أن تؤثر فيها ونحن جميعاً نتذكر أن هناك مشاكل أكبر من التي نمر بها سبق أن تجاوزتها الليرة السورية دون أن تتأثر فهناك عوامل كثيرة تحصن الليرة السورية أولها ثقة المواطن بالاقتصاد السوري وبالمصارف الوطنية وتشبث المواطن السوري بوطنه سورية وإدراكه العالي بأن لا كرامة لمواطن خارج وطنه.
هذا أول محصنات الليرة السورية يضاف إليها ما ورد في قانون النقد الأساسي رقم 23 لعام 2003 الفصل الثاني فيما يخص التغطية النقدية، حيث تغطى العملة السورية بنسبة من الذهب والعملات الأجنبية القابلة للتحويل بنسبة 40 بالمئة من عناصر التغطية الأخرى، والتغطية الذهبية وردت في المادة 22 أولاً: لا يجوز أن يقبل في التغطية الذهبية سوى الموجودات التي تتألف من الذهب المسكوك أو السبائك الذهبية إضافة إلى ذلك نسبة الاحتياطي الإلزامي التي تصل إلى 32.5 بالمئة من مجموع السيولة ورأس المال توضع لدى المصرف المركزي.
ولا بد هنا من التنويه إلى أن لدى مصرف سورية المركزي احتياطياً كبيراً بالقطع الأجنبي قد يتجاوز 20 مليار دولار أميركي وأن عمليات البيع من القطع الأجنبي للمواطنين السوريين التي حصلت في الآونة الأخيرة لم تشكل أي تأثير في تلك الاحتياطيات ولم تؤثر أيضاً في الليرة السورية، فالودائع بالليرات السورية التي سحبت من المصارف تم شراء الدولار فيها من المصارف نفسها ونحن نعلم أن هناك فائضاً في السيولة لدى المصارف يتجاوز ترليون ليرة سورية ولغاية تاريخه يتم الشكوى من شح السيولة في الأسواق ما يشير إلى أن هناك ضبطاً عالي المستوى لليرة السورية، كل هذه المؤشرات تعطي صورة واضحة على متانة الليرة السورية واستحالة تأثرها بما تمر به سورية، مع الإشارة إلى أن هناك ضعفاً في قيمة الدولار عالمياً وأن سعره الحقيقي أمام الليرة السورية يجب ألا يتجاوز مبلغ 45 ليرة.
عملتنا بخير واقتصادنا كذلك والمواطن ورجال الأعمال والتجار يملكون الثقة الكاملة بالليرة السورية، والإثبات على ذلك أن الليرة السورية ظلت صامدة رغم مرور أكثر من شهر على الأحداث فلو مرت دولة أخرى بمثل هذه الأحداث لاهتزت عملتها الوطنية من الأيام الأولى، نعود لنؤكد أن الليرة السورية لم ولن تهتز.
