رسالة البحرينيين إلى الأمم المتحدة والقمة العربية: أتيتم من قصوركم إلى قصر القمة.. فهل شعرتم بآلام الأمة
قضايا, ن, i 9:04 ص
احتشد البحرينيون أمام مبنى الامم المتحدة بالعاصمة المنامة مستنكرين موقف المنظمة الأممية تجاه قتل الشعب البحريني بالغازات السامة والخانقة التي تطلقها قوات الأمن كل يوم على المنازل والأحياء متسببة في قتل أكثر من 30 شخص بينهم أطفال رضع وكبار في السن.
ورفع المعتصمون أمام بيت الأمم المتحدة بقايا طلقات الغازات التي ترميها قوات الأمن على الأحياء والمنازل كل يوم بأعداد هائلة، ورددوا هتافات تطالب المجتمع الدولي باتخاذ موقف تجاه هذه الجرائم والانتهاكات الخطيرة التي ترتكبها السلطة بالبحرين تجاه العزل.
وسلمت قوى المعارضة البحرينية رسالة لممثل الأمم المتحدة بالبحرين لإيصالها للأمين العام بان كي مون طالبته فيها باستخدام كافة الصلاحيات في القانون الدولي لإنقاذ المواطنين البحرينيين من بطش الحكومة البحرينية، والتي تظهر تمادياً في تجاهل كافة التزاماتها الدولية.
كما وجه البحرينيون رسالة مفتوحة من الشعب البحريني للقمة العربية المنعقدة في بغداد واستنكروا بشدة تجاهل القمة للملف البحريني بالرغم من الانتهاكات الصارخة التي ترتكب بحق المواطنين العزل وهي لا تقل عن تلك التي ترتكب بحق الشعوب الأخرى التي ذكرت قضاياها بالقمة.
وتحدث أهالي وذوو شهداء الغازات الخانقة خلال الاعتصام وقالوا أن استمرار السلطة في استهداف المواطنين بهذه الطريقة وقتلهم لا يأتي إلا بسكوت المجتمع الدولي وإلتزامه الصمت إزاء مايجري في البلاد.
رسالة للأمين العام للأمم المتحدة: غازات مجهولة التركيب
واعتبرت قوى المعارضة البحرينية في خطاب سلمته لمكتب الأمم المتحدة بالمنامة "أن سكوت الأمم المتحدة سوف يمثل حالة مساهمة منها، وسيسجل على أنه موقف مساند للسلطات البحرينية، مشددة على أن الأمم المتحدة والمجتمع الدولي يتحملان مسؤولية جميع ضحايا العنف المفرط من سلطات البحرين".
وقالت قوى المعارضة في خطابها أن الواقع الذي يعيشه الآلاف من الصغار والكبار والكهول من الرجال والنساء وقاطني عديد من المناطق السكنية، هو إغراق متعمد لهذه المناطق بغازات مجهولة التكوين والتركيب.
وقالت: مع ماذكره تقرير لجنة تقصي الحقائق التي شكلتها السلطة، وما قررته المفوضية السامية لحقوق الإنسان مؤخراً، لم تتوقف القوات الأمنية عن استخدام القنابل الغازية بشكل عشوائي، بأعداد كبيرة ينتج عنها حالات اختناق في كثير من الأحيان بسبب السحابة الغازية الكثيفة التي تتشكل في الموقع.
واشارت إلى أن قوات الأمن لا تزال تطلق هذه القنابل باتجاه المنازل، و في المناطق السكنية المكتظة أو الطرق الضيقة، مشددة على أن إن الاستخدام المتزايد يعتبر انتهاكاً واضحاً وصريحاً يحدث بصورة يومية لوثيقة المبادئ الأساسية وكذلك مدونة قواعد سلوك الموظفين المكلفين بإنفاذ القوانين الصادرين عن الأمم المتحدة.
وشددت على أن السياسات والسلوك اليومي لقوات الأمن يحمل تهديداً لسلامة وحياة المشاركين في التجمعات السلمية، وكذلك الأفراد غير مشاركين في هذه التجمعات دون مبرر، بالرغم من سلمية التجمعات وأحقية المواطنين في التعبير عن رأيهم.
وأرفق مع الخطاب عدداً من مقاطع الفيديو التي تبين بصورة قاطعة استهداف المواطنين العزل والاطلاق على البيوت والمنازل من قبل قوات الأمن في البحرين.
البحرينيون للزعماء العرب: نعاني من التدخل الخارجي بالدبابات التي زادت القمع والقتل
وخلال الاعتصام وجه البحرينيون خطاباً رسالة مفتوحة من الشعب البحريني للقمة العربية المنعقدة في بغداد، وقالوا للزعماء والمسؤولين العرب الذين لم يروا في البحرين قضية تتطلب الإدراج على جدول أعمال القمة: نرسل هذا الخطاب بينما شعبنا يكابد الويلات من الانتهاكات الصارخة التي لم تتوقف وكأننا في حفلات زار متتالية من القمع والعقاب الجماعي الذي لاينتهي، خصوصا مع الخبرات الجديدة التي جلبتها الحكومة للأمن.
وقالوا أن بيت الأمم المتحدة ومن فيه يدركون ويعرفون ما نعاني منه في هذا البلد، ويرسلون تقاريرهم إلى نيويورك حيث المقر الرئيسي، لكن النتيجة ليست كما يجب، وكأن شعب البحرين لايستحق العيش بكرامة وعزة وحياة كريمة كباقي شعوب الأرض.
وخاطبوا المسؤولين العرب بالقول: وانتم تجتمعون نحاصر نحن في مناطقنا، ونتنفس الغازات السامة، يختنق بعضنا من استنشاق الغازات فيقضي شهيدا. وبعضنا يسقط بالرصاص الحي، وبعضنا برصاص الشوزن المحرم دوليا. وآخرين تحت التعذيب.
وتابعوا: انتظرنا من الحكم تنفيذ تعهداته التي أعلنها أمام العالم بأن يطبق توصيات تقرير لجنة تقصي الحقائق ويفرج عن المعتقلين الذين يقول التقرير إنهم حوكموا بخلاف القانون ويجب الإفراج عنهم، وانتظرنا إعادة المفصولين إلى مواقع عملهم كما كانوا، لكنه لم يفرج عن المعتقلين ولم ينفذ توصيات التقرير كما يجب..يعني أن الحكم خلف بوعده.
وأردفوا: أتيتم من قصوركم إلى قصر القمة.. هل شعرتم بالآم الأمة؟.. هل فهمتم معنى التدخل الخارجي الذي يعتبر مساسا بسيادة دولكم؟.. نحن نعاني منه هنا في البحرين حيث جاءت الدبابات والمدرعات ليزداد القمع والقتل.. هذا ما قالته لجنة تقصي الحقائق التي اعترف الحكم بتقريرها وتوصياتها.
وقالوا: نعرف إن الوضع في البحرين ليس من أولوياتكم.. فانتم تمثلون الأنظمة التي هوى بعضها بينما سارع بعض منها واحدث إصلاحات ذات مغزى ومعنى لتفادي مصير الزعماء الذين تم إسقاطهم بقبضات شعوبهم. إننا في البحرين، وحيث لم تدرجوا قضيتنا وأزمتنا على جدول أعمالكم، فإننا نذكركم بشيء مما يحصل في بلادنا.. لقد انتفض شعبنا في الرابع عشر من فبراير 2011، مطالبا بشراكة حقيقية في صنع قراره الحالي والمستقبلي ولم ينتظر أحدا من الخارج ليدله على طريقه الذي يعرفه منذ قرابة القرن من الزمان.
وأكدوا على أن شعب البحرين باق في الساحات حتى يحقق مطالبه العادلة، سواء أدرجتم قضيته أم أهملتموها. فليس أمامنا إلا أن نكون أحرارا، نقول لكم وانتم تجتمعون في بغداد إن تجاهلكم لقضية البحرين هو كمن يغطي الشمس بغربال.. ولن ينفعكم ذلك كما لم ينفعكم من قبل التغطية على حسني مبارك وزين العابدين بن علي وعلي عبدالله صالح وغيرهم.
صرخة أم أصغر شهيدة للمجتمع الدولي: احموا أطفالنا فهم يقتلون
وفي خطاب له، طالب النائب السابق بمجلس النواب عن كتلة الوفاق المستقيلة على خلفية الأزمة الأستاذ عبدالمجيد السبع بلجنة تحقيق دولية محايدة ودخول منظمة الصحة العالمية للتحقيق في حقيقة هذه الغازات السامة، وتوفير الحماية لأبناء شعب البحرين كما كفلت ذلك المواثيق الدولية.
كما طالب بمحاسبة ومحاكمة كل المسؤولين مهما علت مراتبهم عن هذه الجرائم والانتهاكات أمام قضاء عادل يأخذ الحق لأصحابه، فأي مجرم تعدى على هذا الشعب يجب أن يحاسب.
ووجه خطابه إلى الأطراف الموالية للسلطة بالقول: إلى شركائنا في الوطن.. لا تستمعوا لما تختلقه السلطة من خزعبلات وافتراءات، كل ما نطالب به هو من أجلكم.
وخاطب الأمم المتحدة بالقول: شعبنا يباد بالغازات السامة.. كل الثورات العربية لم يتم استخدام هذه الغازات من أجل إخراس الأصوات وإجبار الشعب على التراجع. يتم كل ليلة استهداف القرى والمنازل والسيارات.
من جهتها، تسائلت والدة الطفلة ساجدة الغريفي أصغر شهيدة في البحرين نتيجة اسنشاق الغازات الخانقة في كلمة لها بالاعتصام: لماذا هذا الصمت تجاه كل هذه الجرائم؟ متى سوف يتحرك المجتمع الدولي لأنقاذ أطفالنا؟ نطالب المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الأنسان للتحرك الفوري لأنقاذ أطفالنا. انقذوهم لأن في البحرين سلطةٌ تستبيح القتل للأطفال ولغيرهم بلا رحمة ولا انسانية.
وقالت: شاهدتها أمام عيني تختنق , كانت تبكي وهي تنظر الي وتحدثني بنظراتها, اماه لا استطيع ان اتنفس,,اماه انقذيني,,لكني لم أستطع مساعدتها ,,رضيعتي لم أهنأ بلقائها ,
ماذنب هذه الطفله البريئة؟؟ أتـسائل بالله ماذا فعلت ساجده؟ هل كانت تتظاهر في الشارع؟ لماذا قتلتموها؟
هؤلاء الأطفال كتب الله لهم الشهادة ليشهدوا على هذا الظلم والطغيان الذي نتعرض له من قبل هذه السلطه الفاسدة.
وأشارت إلى أن السلطة في البحرين توقع على الاتفاقيات الدولية لكنها تخالف الاتفاقية التي تلزمها بعدم التعرض للأطفال بأي شكل من أشكال العنف, وتوفير الحياة الكريمة والأمنه, ولكن من قبل أن تبدأ الثورة كان السلطات تنتهك كل هذه الأعراف وهناك الكثير من الضحايا وعلى كل المستويات , أكثر من 11 طفلاً ذهب ضحية بسبب القمع والهمجية التي تستخدمها القوات المرتزقه أمام مرأى الجميع.
العمال والطلبة المفصولين: لا مقايضة على حرية الرأي والتعبير
وقال أحد الطلبة في جامعة البحرين الذين حكم عليهم ظلماً بسبب تعبيرهم عن رأيهم بأن المحاكمات التي تجري للطلبة والأكاديميين هي غير عادلة وحكم على بعض الطلبة بالسجن 15 عاماً، كل ذلك في الوقت الذي يقول فيه تقرير بسيوني أنه لا أدلة تثبت ما نُسب لهم.
وتساءل أين السلطة عن محاسبة الجماعات المسلحة الذين تواجدوا بالجامعة واعتدوا على الطلبة في مارس 2011 العام الماضي بالرغم من وجود أدلة واضحة ضدهم.
وفي كلمة للعمال العائدين لاعمالهم بعد فصلهم تعسفياً بسبب انتماءاتهم وتعبيرهم عن آراءهم، أكدوا على أن هناك أكثر من 5000 موظف بحريني فصلوا من أعمالهم ظلماً وتعسفاً وهم من خيرة أبناء هذا الوطن.. وهذا ما أكده تقرير بسيوني.
وشدد على ان السلطة إن أرادت المقايضة بين لقمة العيش وحرية التعبير بقيامها بعمليات الفصل فإنه لا مجال لذلك، إننا متمسكون بحقنا في حرية الرأي والتعبير.