مجلس اسطنبول يحتضر والإخوان بدأوا باستئصال العلمانيين منه
إعلام, مواقع, ن, i, J 7:14 ص
![]() |
مجلس اسطنبول يحتضر والإخوان بدأوا باستئصال العلمانيين منه |
قال دبلوماسي فرنسي لموقع المنار أن برهان غليون فقد السند الفرنسي الرسمي بذهاب
آلان جوبيه من وزارة الخارجية، فقد أتى انتخابه من قبل جماعة الإخوان المسلمين تحديدا
وبعض من لا صوت لهم مثل بسام واصطيفو، وذلك لتغطية التصويت الإسلامي له بعضوين مسيحيين،
كونه ساعدهم في السيطرة على مفاصل المجلس وشكل الواجهة العلمانية التي أمنت لهم الدعم
الغربي ونفت عنهم تهمة احتضان المتطرفين.
وأضاف الدبلوماسي: “غير أن إعادة الانتخاب هذه لم ترق لمؤسس حزب الشعب المعارض
رياض الترك صاحب نظرية (الصفر الاستعماري)، والذي يعتبر نفسه أكثر من ساعد الإخوان
المسلمين، فإذا به يتعرض للغدر من قبلهم ومن قبل غليون شخصيا في عملية انتقال الرئاسة
دوريا كل ثلاثة أشهر في مجلس اسطنبول.
وكشفت أوساط مرتبطة بالمجلس أن رياض الترك قد غضب من غليون، وحرك ما يمسى بلجان
التنسيق المحلية في وجه إعادة انتخاب برهان غليون للمرة الثالثة بالقول “أن رياض الترك
هو الذي ضغط من أجل انتخاب غليون رئيسا للمجلس الوطني عند تأسيسه، وهو الذي سحب غليون
من هيئة التنسيق بعد أن عمل ضمن تشكيلة مؤسسيها بداية الأمر”.
وتضيف الأوساط أن الاتفاق كان أن يأتي غليون دورة ثلاثة أشهر ومن بعدها يترك
المنصب لرجل من حزب الشعب يختاره رياض الترك.
وبناء على هذا الاتفاق قام رياض الترك بإخراج المعارض جورج صبرا من سوريا قبل
انتخابات شهر شباط الماضي تاريخ انتهاء ولاية غليون الأولى، غير أن التدخل الفرنسي
القوي والمباشر أعاد غليون إلى المنصب مرة ثانية وبلع رياض الترك الهزيمة مرغما، غير
أن الحال تغير في الانتخابات الأخيرة.
لكن موقف الإخوان ودعمهم لغليون أثار غضب رياض الترك الذي يملك نفوذا كبيرا
في لجان التنسيق المحلية عبر رزان زيتون وغيرها، كما انه يتواصل مع عمر إدلبي المنتمي
سابقا لحزب العمل الشيوعي ويعمل في منطقة لسمير جعجع ، وبناء على موقف الإخوان هدد
الترك عبر لجان التنسيق بالانسحاب من المجلس في حال لم يخرج غليون من الرئاسة ويتم
انتخاب غيره.
وترجع الأوساط المرتبطة بالمجلس موقف الإخوان المسلمين المؤيد لغليون إلى رفض
سعودي كامل لتولي مسيحي منصب رئيس المجلس، وتشرح الأوساط نفسها الخضوع الكامل لجماعة
الإخوان المسلمين للقرار السعودي بالقول أن السعودية هددت بوقف كل تمويل للمجلس الوطني
وبسحب الاعتراف به وتغيير سياستها منه إذا لم تكن لها الكلمة المسموعة والقرار الكبير
في المجلس، وهذا ما فهمه برهان غليون الذي لم يخالف مواقف وزير الخارجية السعودية أبدا
وحاول إظهار مسافة بينه وبين قطر مراعاة للسعودية.
بل واستجدى السعودية في أكثر من مناسبة أصبحت معروفة وكان وراء إعلان شكر وتقدير
للملك ونايف ولي العهد في صحيفة الحياة.
كما أظهرت الأزمة المستفحلة داخل وحول مجلس اسطنبول حجم الجريمة السياسية التي
رافقت ولادة هذا الجسم العجائبي الذي ركبته ارادة فرنسية وقطرية بمشاركة تركية لتغتصب
القرار المستقل للمعارضة السورية، ولكي تصبح المعارضة السورية مثل الليبية كان من الواجب:
- التشكيك بمعارضات الداخل مهما كان لونها وطعمها وخطها، لأن هذه المعارضات
لا تخضع لضغوط خارجية بل تشتكي أن ضغوط النظام عليها اكبر .
- صناعة مؤسسة يختبئ وراءها السلفي والأخواني والإسلام الأمريكاني وكل من له
ارتباطات بالسياسة الأمريكية
- البحث عن اسم مقبول يشكل غطاء دوليا وقد تم تسويق غليون خلال شهرين ليلعب
هذا الدور.
وضمن منطق إنقاذ البيت الهش، تبرز رغبة لدى جماعة الإخوان المسلمين بالتخلص
من أي تأثير للعلمانيين في المجلس وغيره وذلك في سعي للإنفراد بقرار المعارضة والتواجد
كطرف وحيد ممثل لها في أية تسوية قد تحصل في سوريا، بعدما تأكدت الجماعة أن لا تدخل
أطلسيا في سوريا على الطريقة الليبية وأصبح لديها قناعة تامة بالموقف التركي الذي لن
يخرج عن حدود المواقف السياسية العدائية لسوريا، خصوصا أن الجماعة تعتبر الإسلام السياسي
الجسم الأكبر والأقوى على الأرض وهو الذي يدير عمليات المسلحين، ويتولى كوادرها ومقاتلو
السلفيين حرب العصابات ضد الجيش السوري، وهو (الإسلام السياسي) ذاته المسؤول مباشرة
عن غالبية العمليات الانتحارية الإرهابية في سوريا، وبالتالي فهو صاحب الحق الوحيد
في تمثيل المعارضة في حال حصول تسوية مع القيادة!
لكن المجلس الذي شكل غطاء وقبعة طيلة الفترة الماضية تمر به عاصفة وجودية قد
تقضي عليه وتعيده سياسيا إلى اللعب في العراء دون غطاء سياسي جبهوي وعلماني، أي كإسلاميين،
الأمر الذي يفقدهم كل العلمانيين والأقليات ويجعل الغرب يراجع سياسة الدعم لهم.
وبينما يقول القطريون لهم انتظروا بضعة أشهر ريثما تحصل الانتخابات الأمريكية،
يترقب الإخوان المسلمون في سوريا ومعهم تركيا والسعودية نتائج مباحثات يوم 23 أيار
الحالي بين إيران و دول 5+1 في بغداد حول البرنامج النووي الإيراني وبناء على نتائجه
تحدد أمور كثيرة في سوريا.