اشتباكات دموية بين مسلحي المعارضة في الزبداني والخلاف بسبب توزيع "الغنائم"



شهد ريف دمشق خلال الأسبوع الماضي عدة أحداث أمنية مثيرة للاهتمام، تمثلت في اشتباكات حدثت على مدى يومين في منطقة البساتين الزراعية في الزبداني، ولكن اللافت هذه المرة أن الاشتباكات حدثت في ظل غياب أمني أو عسكري واضح عن المنطقة، وعزى البعض سبب الغياب الى ان الاشتباكات حدثت بعد خلاف حاد وقع في صفوف المؤيدين ” للأحتجاجات “.

 ووفقا لـ"عربي برس"  تناقل السكان روايتين للاشتباكات التي استمرت لفترة طويلة من صباح أول أمس؛ حيث أفاد أحد السكان وهو من وجهاء المنطقة في قرية مضايا (50 كم غرب دمشق) أنهم استيقظوا صباح أول أمس على صوت إطلاق كثيف للنيران، في منطقة محددة من البساتين الزراعية، وقد استمر إطلاق النار لمدة تزيد عن الساعتين، حيث كانت العيارات النارية تشتد حيناً وتخف تارة أخرى.

 ويضيف “اعتقدنا أن هناك اشتباك أو كمين قام به "المسلحين"  لدوريات أمنية أو لعناصر من الجيش، كما حدث في الأشهر الماضية، ولكن تفاجأنا بعد أن توقف إطلاق النار بعدم وجود أي تحركات عسكرية أو أمنية في المنطقة، ما أعطانا انطباع أن الاشتباكات لم تكن بين الأمن والمسلحين”.

 ويتابع “لاحقاً علمنا أن خلافاً حدث بين مجموعتين من المسلحين، في منتصف الليل على خلفية تقاسم الأموال التي قامت المجموعتان بتسلمها من مصادر مجهولة لتوزيعها على المشاركين في العمل المسلح، ويقال بأن فريق من الطرفين اعتبر أن له الأحقية في أخذ القسم الأكبر من المال لأن أفراده عددهم اكبر ويشاركون في عمليات أكثر، وهو الامر الذي رفضه الطرف الآخر فتتطور الخلاف من ضرب بالأيدي بين شخصين، الى إطلاق النار وتتطور الأمر الى اشتباكات بين الطرفين، استمرت لساعات”.

 ولدى سؤالنا عن مصدر الأموال التي كانت موضوع القسمة بين المجموعتين اكتفى المصدر بالقول ” أن الأسبوع الماضي شهد عدة عمليات “تشليح” (سلب وسطو مسلح)… وفهمكم كفاية..”

 أحد المصادر الأمنية في المنطقة أكد أن عدة عمليات سطو حدثت في الآونة الأخيرة في المنطقة، حيث قام مجهولون بالسطو على عدد من الفيلات والشقق السياحية، والتي تعود بالغالب لأشخاص من خارج المنطقة، وتم سلب كل ما فيها، وتكسير بعضها.

 أيضاً قام مجهولون بخطف عدد من الأشخاص مع سياراتهم وطالبوا بفدية مالية ضخمة، وسلبوهم كل ما يحملون من أموال وهواتف، وتركوهم لاحقاً، ويتحدث مصدر امني عن حادثة تم من خلالها خطف شاب من خارج المنطقة يقود سيارة من نوع (بي أم دبليو) وطلبوا منه فدية 3 ملايين ليرة سورية، وفي حال عدم تأمين المبلغ هددوه بحرق سيارته وقتله، وبعد وقت استطاع أهل الشاب تأمين مبلغ 700 ألف ليرة سورية، أخذها المسلحون وتركوا الشاب وسيارته..

 رواية اخرى للاشتباكات في بساتين منطقة الزبداني يتداولها المعارضين.

 احدهم وهو يصف نفسه بأنه “عضو في التنسيقيات”، أقر بأن الاشتباكات حدثت بين مجموعتين بما اسماه “الثوار”، ولكنه قال إن الرواية الأولى غير صحيحة، وأن الخلاف حدث على خلفية طلب أحد أعضاء التنسيقيات، من مجموعة مؤلفة من 7 أشخاص تقوم بعمليات سلب و”تشليح” الكف عن ذلك لأن هذا السلوك يسيء للثورة، فرد عليه أفراد المجموعة بأن هذا الأمر لا يعتبر سرقة، وليس حرام، لأنه يخدم" الثورة"، وخصوصاً في ظل ضعف التمويل بعد أقفلت القوات السورية معظم معابر التهريب من لبنان إلى المنطقة، ويضيف المصدر :

 قام أحد أفراد المجموعة التي تمارس السرقة بتوجيه الشتائم للمعارض الرافض لعمليات السلب ووصفه بأنه “عميل للنظام” فاشتبك الطرفان بالأيدي، ولاحقاً تطور الخلاف إلى اشتباك بالرشاشات.

 المعارض لم يدلي بأي معلومات حول الإصابات أو القتلى بين الطرفين، معتبراً الموضوع من الأسرار التي لا يجب الكشف عنها، وموضحاً أن هناك مساعي بين الطرفين لحل الخلاف وتهدئة الوضع…

 وعن ضعف التمويل ومصدره، اكتفى المعارض بالقول أن هناك بالفعل ضعف في مصادر التمويل، وخصوصاً بعد انتشار الجيش السوري وإغلاقه الحدود مع لبنان، وتشديد السلطات السورية على الحوالات الواردة من خارج القطر، ولكنه استدرك أن الأغنياء في المنطقة ما زالوا يدعمون الثورة ويقدمون لها ما تحتاجه من أموال وسلاح…

 حادثة أخرى تجب الاشارة اليها تمثلت في عملية أمنية نفذتها وحدة من الجيش السوري داهمت خلالها مجموعة من “المسلحين” في منطقة الزبداني، واشتبكت معهم لمدة طويلة، فطلبوا خلالها العون من “تنسيقيات القرى المحيطة” وخصوصاً بعد مفاجأتهم بتطويق الجيش السوري لهم من كل الأماكن وإحكام السيطرة على المنطقة وعدم قدرتهم على الصمود… ولكن لم يأتي أي دعم من “مسلحي” القرى المحيطة إلا بعد مرور وقت من الزمن، وانتهاء المعركة وسيطرة الجيش على الموقف، وتكبيده المسلحين خسائر كبيرة، ووقوع الكثير منهم بين قتيل وأسير، وفرار البقية..

 ما اعتبره الكثيرين تقاعساً من قبل يسمى بـ “الثوار”، وذهب البعض إلى وصف ما حصل بالخيانة

المصدر:عربي برس
Syria a2z news

أخبار ذات صلة



0 التعليقات for اشتباكات دموية بين مسلحي المعارضة في الزبداني والخلاف بسبب توزيع "الغنائم"

إرسال تعليق

أدخل بريدك واشترك معنا بالنشرة الإخبارية:


.

syria a2z news (c) 2011 All Rights Reserved