المعارضة السورية تتخذ الأب باولو رمزاً و القلمون يكشف حقيقته بالوثائق



تحقيق عربي برس
 أدى طرد الأب اليسوعي باولو داليلو من سورية بسبب خروجه عن نطاق مهمته الكنسية إلى موجة تعاطف قوي معه من شرائح عديدة داخل وخارج البلاد على خلفية مواقفه المؤيدة ل"الثورة "السورية وإطلاقه نداء يدعو فيه إلى المصالحة والاعتراف بالتعددية وبحريّة الرأي و التعبير والنشر. إلا أهالي منطقة القلمون السوري الذي يتوسط دير مار موسى جبالها والتي كان يقيم فيها باولو ايدوا قرار الإبعاد الذي اتخذته وزارة الخارجية السورية .

 ففي الوقت الذي ندد فيه عضو المكتب التنفيذي في "المجلس الوطني السوري" عبد الأحد اسطيفو بقرار السلطات السورية واعتبره إهانة لكل المسيحيين السوريين، كشف محي الدين ريا من مدينة النبك أن من حق مجلس "الثورة "اعتبار الأب باولو رمزاً مسيحياً كونه طرد على خلفية حرية الرأي, لكن أهل مكة أدرى بشعابها وأهالي القلمون يرون انه لا يصلح أن يكون رمزاً مسيحياً ليكون رمزاً "ثورياً".

 كذلك كشفت مجموعة من أهالي النبك المسيحيين ,ومنهم عائلة مرشاق وعلى رأسها أمين ووالده جرجس مرشاق مختار البلدة والعضو في رعاية الكنيسة ,أن باولو دخل البلاد كواحد من الآباء اليسوعيين في خطوة أولى لزرع الدسائس والفتنة والخلاف بين أتباع الديانة المسيحية.

 و يملك مرشاق وعائلته وثائق ودلائل عديدة تكشف خطة باولو المدعومة من شخصيات ثرية وسلطوية داخلية ومؤسسات يهودية خارجية تهدف للسيطرة على طريق الحرير بوسائل عديدة منها المسار الإبراهيمي الذي تم اتهام الأب المطرود بالتورط في مشروعه.

 وفي بيان أصدره في عام 2010 ,نفى باولو ارتباطه بالمسار الإبراهيمي بعد أن اعتبرته السلطات السورية حجا يهوديا يخترق الصراع مع اسرائيل في صميمه.

 علما آن المسار الإبراهيمي مشروع دولي كبير يهدف إلى نشر ثقافة التسامح المشترك بين الديانات الإبراهيمية عبر تنظيم نشاط سياحي و ثقافي ممتد على خط مسار إبراهيم (عليه السلام )من العراق إلى القدس الشريف مرورا بسورية و الأردن.
 و يكشف أمين مرشاق أن الأب باولو اتبع سياسات مشكوك بأمرها ,منها إبعاد الأشخاص ذوي الثقة مثل الخوري جبرائيل ديب و فريز مرشاق الذي رمم الحائط الشرقي لدير مار موسى الحبشي.

 ومن هذه السياسات كذلك إرساله الشبان لإكمال دراستهم في أوروبا على نفقته الخاصة و توظيفهم للعمل معه بالإضافة إلى تجاوزاته لحرمة الكنيسة وإضافة رموز يهودية للديانة المسيحية.

 و يؤكد كتابه الصادر عن الدير إحدى التحريفات المقصودة,اذ وردت فيه إشارة إلى العثور على حجر منقوش عليه" دير النبي موسى" في محاولة لتغيير اسم الدير، و إثبات يهوديته لاحقاً، إلى أن وقف بوجهه أحد أهالي النبك المثقفين عبد الفتاح مالك الذي أصر على التشبث باسم دير مار موسى الحبشي و ليس دير النبي موسى.

 ويشير جرجس مرشاق إلى قيام الأب باولو ,في إطار تبنيه للحوار المسيحي- الإسلامي, باستضافة أطراف
 متطرفة الى الحوار بهدف زرع الفتنة و إبراز استحالة الحوار.

 ومن ناحية أخرى أكد أحد مغتربي النبك في تايلند ان سلطات هذا البلد قامت بتوقيف الأب باولو أثناء محاولته بيع ايقونتين إلى إحدى المؤسسات كان قد سرقهما من الدير ، لكنه خرج بريء الذمة وعاد ليكمل أعماله في سورية واتهم من يساعده بترميم الدير بسرقة الأيقونتين.

 وأفاد أحد موظفي بلدية النبك أن باولو حاول سرقة الأراضي و ضمها إلى الدير و إقامة مشروع سياحي هناك تحت غطاء محمية طبيعية,إلا أن أهالي النبك واجهوه بشدة و منعوه من ذلك،وأصدر وزير الزراعة قراراً بإلغاء منطقة الوقاية الحراجية في وادي دير مار موسى الحبشي.

 من جانب أخر ,اعترض كثير ممن تابعوا تسلسل الأحداث منذ صدور بيان الأب باولو حتى قرار الطرد ومن ثم تنديد "المجلس الوطني"، أن الأمر قد يكون لعبة من النظام لحرف مسار "الثورة" وشغل الجميع بقضايا محلية كالاعتقال والطرد وإبعادهم عن الهدف الرئيسي و هو إسقاط النظام.

 بدورها لا تخفي أغلبية قوى المعارضة تأييدها للأب باولو لأنه يدعم الديمقراطية و حرية التعبير وخصوصا انه يملك قدرة على التأثير في مسيحيي سورية على اعتبار أن تبعية المسيحيين للأشخاص أكثر منها للدين حسب تعبير بعض ممثلي هذه القوى .

 ويشير محي الدين ريا إلى تأخر السلطات السورية بطرد الأب اليسوعي إلى الوقت الراهن رغم إساءته لمهامه الكنسية من خلال محاولة مصادرة أراضي النبك، وإجرائه حوارات إسلامية -مسيحية لأهداف سياسية . و يرد سبب ذلك إلى استفادة رموز الفساد في النظام من التجاوزات الحاصلة في دير مار موسى الحبشي و إلى أن سورية ترد على عقوبات الاتحاد الأوروبي بوسائل عديدة منها اجتثاث عناصره من المنطقة والذي يعد باولو احد أهم أدواته فيها.

 أما الأب اليسوعي نفسه , فيأمل أن تدفع "حركة التعاطف الكبيرة" التي يتمتع بها في المجتمع الأهلي الحكومة على التراجع عن قرارها،وهو يعتمد في ذلك على دعم مطران طائفة السريان الكاثوليك في حمص جورج كساب ، بينما يوجه أمين مرشاق دعوة للمطران لقطع علاقته بالأب باولو حتى لا يعرضه للشبهات .و يؤكد أن عائلة مرشاق استقبلت الأب باولو في الثمانينيات وعاصرت كل الخروقات التي ارتكبها.

أخبار ذات صلة



0 التعليقات for المعارضة السورية تتخذ الأب باولو رمزاً و القلمون يكشف حقيقته بالوثائق

إرسال تعليق

أدخل بريدك واشترك معنا بالنشرة الإخبارية:


الأكثر مشاهدة

.

syria a2z news (c) 2011 All Rights Reserved