المعارض البارز نواف البشير: كنت معارضا سلميا فلما تسلحوا اهتديت
إعلام, مواقع, ن, i 3:45 ص
عربي برس
قال شيخ قبيلة البكارة في سورية الشيخ نواف البشير "ما نراه اليوم على الأرض السورية هو استهداف خارجي مدفوع من قبل جهات دولية وإقليمية ومدعوم بمئات الملايين من الدولارات".
وأضاف البشير في لقاء خاص مع "عربي برس"
"إن موقف قبيلتنا هو موقف وطني، ونحن نقف مع الوطن، ولا نقبل الاستقواء بالخارج، كما نرفض أي معارضة تأتي على ظهر الدبابات الأمريكية".
"في المرحلة الحالية نحن نرى أن هناك استهداف لسوريا ولدورها الوطني المقاوم والممانع بالنسبة للقضية الفلسطينية ودعم المقاومة في فلسطين ولبنان والعراق، ما نراه اليوم على الأرض السورية هو استهداف خارجي، مدفوع من قبل جهات دولية وإقليمية ومدعوم بمئات الملايين من الدولارات".
يذكر أن قوات الأمن السورية اعتقلت البشير منذ ما يقرب الشهرين، على خلفية تصريحات أدلى بها لقنوات فضائية عربية، وهو معارض سوري بارز وعضو الأمانة العامة لإعلان دمشق الذي يضم عدة أحزاب وشخصيات سورية معارضة.
وفيما يخص تحوله عن دعم الاحتجاجات قال البشير "كنا ندعم الاحتجاج والحراك السلمي، ولكن الاحتجاجات أخذت منحى لا نرضى عنه، في ظل وجود أجندات خارجية، ودخول السلاح على الخط، والقتل على الهوية، حيث لم نعد نرى بما هو قائم اليوم مشروع وطني، بل مشروع فتنة طائفية وتمزيق للوطن، ولذلك نحن نقول في هذا الوضع أن سقفنا هو الوطن، ونقف مع الإصلاح السياسي الذي يقوده السيد الرئيس بشار الأسد، ونعتبر أن أي عمل إصلاحي حتى يكتب له النجاح يجب أن يترافق باستقرار على الأرض".
وقال البشير "نرى أن هناك خيط رفيع بين الديمقراطية والفوضى، يجب أن تمسك به السلطة، وما يحدث في الآونة الأخيرة في بعض جوانبه حمل معنى الفوضى، لأننا أصبحنا نملك في سورية قوانين تنظم التظاهر السلمي، فمن يريد أن يكون ديمقراطي ولديه اعتراض، فليتقدم إلى وزارة الداخلية ويحصل على ترخيص يضمن حقه وحق الآخرين وحريتهم".
"تجاوزنا الأزمة، وفي المستقبل أقوى"
وعن رؤيته للوضع الحالي قال الشيخ نواف "سورية تجاوزت الأزمة، والوضع الأمني ممسوك ولا خوف، أما المستقبل فأنا أرى أن سورية ستخرج من هذه المحنة أقوى، وسنرى لحمة وطنية تزداد تماسك، وفشل للمخططات الخارجية التي افترضت إحداث هوة بين القيادة والجيش والشعب وفشلت في نهاية المطاف، وأؤكد لهم أن سورية متماسكة حكومة وشعب وجيش، وأكثر قوة من ذي قبل، وأعتقد أن المرحلة القادمة ستشهد تغيير في الأسلوب من قبل دول الجوار والدول الإقليمية وحتى الدولية في طريقة تعاطيها مع القيادة السورية، لأنهم باتوا يدركون وبعد ما يقارب السبعة أشهر على الأزمة أن رهانهم خسر، وخصوصاً مخططات البعض من أطماع للتوسع و "العثمنة" من قبل القيادة التركية، ويجب أن يعلموا أننا نرفض أي تدخل من قبلهم، ونرفض الإملاءات، نحن دولة ذات سيادة وذات حضارة ولنا ثقلنا الإقليمي والدولي، ولسنا بحاجة لنصائح وإملاءات البعض.
أما فيما يتعلق ببعض الأطراف العربية التي شاركت في الحملة ضد سورية فقد أوضح البشير أن هؤلاء إن كانوا يفهمون العروبة على أنها دفع الأموال وتهريب السلاح لتأجيج العنف وإثارة الفتن، فنحن نسمي ما يقومون به استعراب وليس عروبة، لأن العروبة أن تحتضن الشعوب العربية وتقف معها في محنتها وتدعمها، مثل الشعب الفلسطيني والعراقي.
وأؤكد أننا في سورية مازلنا منفتحين على جوارنا الإقليمي ويدنا ممدودة لهم، ونرحب بعلاقات ودية قائمة على الاحترام وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.
وعن محاولة زج العشائر السورية في موجة الاحتجاجات والدفع بهم للوقوف في وجه القيادة السورية فقد أكد البشير أن هذه المحاولات فشلت، وأن أفراد العشائر في سورية مؤمنون إيمان كامل بوطنهم وبقيادتهم وأن أي استقواء بالخارج هو ضد الوطن وفتنة تستهدف جميع أطياف الشعب السوري.
كما أكد البشير على أن سورية بلد لكل مكوناته وطوائفه، وحاضن لكل المذاهب والإثنيات، وهذا النسيج السوري الفريد هو الذي حمى سورية من الفتن والمؤامرات، وأضاف "ما يثبت وجهة نظرنا هو ما نراه اليوم في مصر من اقتتال يحمل طابع الطائفية البغيضة، وبوادر حرب أهلية تعصف بكل الدول العربية التي طالتها رياح الاحتجاجات من تونس إلى اليمن وليبيا، نحن لا نريد أن نرى ما حدث في الدول العربية الأخرى يحدث في سورية، الرئيس الأسد بدأ بالإصلاحات بمجموعة كبيرة من المراسيم والتشريعات، وهو بحاجة للاستقرار لتطبيق هذه المراسيم، ونتمنى أن نرى في الأيام القادمة تطبيق لهذه المراسيم والقوانين، وأنا أسمي ما سيحدث في سورية هو مرحلة الجمهورية الثانية، بحيث تخرج سورية من المحنة قوية مستقرة آمنة، متلاحمة قيادةً وشعباً.
ووجه البشير كلامه لمن يحمل السلاح بالقول "نتمنى من كل أخوتنا السوريين الذين يحملون السلاح ويستهدفون الجيش والأمن والمدنيين أن يعلموا أن ما يفعلونه يستهدف الوطن برمته، وكلنا كسوريين خاسرون، لأن من يقتل هو ابن هذا الوطن وخسارته هو خسارة للوطن، وخصوصاً أن هذه الأعمال تخدم أجندات خارجية ومخططات تستهدف الوطن برمته، وقريباً هناك عفو عن كل من يسلم سلاحه ويتخلى عنه.
الشيخ فواز البشير: التقينا الرئيس الأسد لنشكره ونعاهده على الوفاء
الشيخ فواز البشير أحد وجهاء ومشايخ قبيلة البكارة تحدث عن اللقاء الذي جمع وفد يمثل وجهاء قبيلة البكارة مع السيد الرئيس بشار الأسد قائلاً "كنا نخطط للقاء السيد الرئيس بشار الأسد قبل الإفراج عن الشيخ نواف، ولكن السيد الرئيس أفرج عن الشيخ نواف قبل أن نلتقيه، وأردنا أن يكون اللقاء لتقديم الشكر للسيد الرئيس، وعاهدناه باسم أبناء القبيلة أن نكون في الخندق الأول مع الجيش السوري والشرفاء في هذا البلد للدفاع عن بلدنا ضد الطامعين والمتآمرين عليه، ونوفي بواجباتنا لوطننا".
وأضاف الشيخ فواز "ما حدث في سورية هو غيمة صيف عابرة، وقد تجاوزناها وأصبحت ورائنا، وستكون سورية بمشيئة الله وبقيادة السيد الرئيس أقوى وأقدر".
وقال البشير "أبلغنا السيد الرئيس تقديره لموقف العشائر الذي يعتبره خزان العروبة، ووعدنا بلفتة كريمة منه تجاه هذه العشائر".