نفاق الاعلام الاميركي بين أحداث سورية وتظاهرات السعودية ...فورين بوليسي مثالاً
إعلام, صحف, ن, i 3:26 ص
نشرت مجلة فورين افير الاميركية المرموقة تقريرا عن الاحداث التي وقعت الاسبوع الماضي في القطيف الواقعة في المنطقة الشرقية الملتهبة تاريخيا بالنفط كما بالمظالم التي يشتكي منها السكان هناك ، وجاء تقرير الفورين افير الاميركية مليئا بالتناقضات التي تكشف نفاق الاعلام الغربي الذي يزعم المهنية وهو ابعد ما يكون عنها وفي حين تزعم المنابر الاعلامية الاميركية ومثيلاتها الاوروبية بانها تدعم حقوق الشعوب في الحرية والديمقراطية فإن تغطية المجلة الاميركية للاحداث في سورية ولمثيلتها في القطيف يثبت بان لا حيادية ولا مهنية ولا حرية تحد من قدرة صانع القرار الاميركي على استعمال المعايير المزدوجة في الاعلام كما في السياسة فالمتظاهرين في القطيف بحسب الفورين افير هم ارهابيون ولكن الارهابيين المسلحين في سورية هم متظاهرون سلميون ، وبين اثبات هذا ونفي ذاك ضاعت حقيقة ما جرى وما يجري في بلادنا وتاه المواطن الغربي في مجاهل التعتيم الاعلامي الاميركي على الحقيقة ...
وفي هذا الاطار كتبت الفورين افير تقول :
منذ بداية التغييرات التي شهدها الشرق الأوسط، عملت المملكة العربية السعودية على ممارسة تأثيرها في جميع البلدان العربية وحتى الآن نجحت من منظورها في كشف الدور الذي تلعبه إيران، كما بينت دور الديمقراطية التي لم ترى النور حتى الآن في بلدان ربيع الثورات العربية.
لكن الأحداث التي جرت يوم الرابع من تشرين الأول نقلاً عن وكالة الأنباء السعودية سجلت بعضاً من الوقائع، التي تشير إلى وجود جملة من الاضطرابات الحاصلة في الجهة الشرقية وبالتحديد في القطيف ما بين مجموعات إرهابية وقوات الأمن السعودية؛ حيث أوضح التقرير أن هذه الاضطرابات تمت في هذه المنطقة بالذات لغناها بالبترول، وصرحت الوكالة على لسان الحكومة السعودية أنها لن تتوانى عن استخدام القوة في التصدي لردع أي مجموعات متطرفة من هذا النوع، كما وجهت يد الاتهام نحو "بلدان أجنبية" مشيرة لإيران على حد تعبير السعودية.
وختمت الفورين افير تقول :
" لعبت السعودية منذ الظهور الأول لربيع الثورات العربية في التصريح بمشروعية مطالب المتظاهرين في بلدان الشرق الأوسط على الرغم من استخدامها اليد الحديدية لقمع التظاهرات التي تشهدها مدينة المنامة في البحرين.."
إذا هو ارهاب في السعودية ولو كان مجرد تظاهر لمدنيين قابلته القوات السعودية باطلاق الرصاص الحي بحسب ما نشرته وسائل الاعلام السعودية المعارضة على الانترنت والمفارقة هنا تتجلى أن السعودية "تجرعت من نفس الكأس" المفروض على بلدان شهدت ما يسمى بالثورات العربية؛ وهي اي السعودية لم تتوانى عن وصف الأحداث في سوريا على سبيل المثال على أنها حق طبيعي ومطالب مشروعة يستحق ان يحصل عليها المتظاهرين، ورددت وسائل الاعلام والمسؤولين السعوديين ايضا رددوا لازمة معينة في تصريحاتهم عما اسموه أنه واجب على الدولة السورية العمل على تلبيته ....
وجاء في تصريحات السعوديين كلام هم لا يلتزمون به مثل حفظ حقوق المواطنين والكف عن استخدام القوة المفرطة في ردع المتظاهرين، و في الوقت الذي قامت السعودية بكل صلافة بمعارضة تصريحاتها هي نفسها حين بدأت التظاهرات في القطيف وساعدها الاعلام الاميركي والغربي عامة على اظهار ما حصل هناك بوصفه عملا ارهابيا مسلحا وقد صدرت عن الجهاز الأمني السعودي بيانات بررت استخدام "اليد الحديدية" لردع المجموعات المتظاهرة، و أطلقت الحكومة السعودية تسمية "الإرهابيين" على متظاهرين مدنيين فجاراها في ذلك الاعلام الغربي .
الدين لم ينأى بعيداً عن التصدي "للحملة الخارجية" التي تواجه المملكة العربية السعودية كما تزعم وكالة الأنباء التابعة للمملكة.
السعودية شهدت بعضاً من التظاهرات منذ سقوط حسني مبارك ما دفع الشيخ عبد المحسن العبيكان وهو المستشار في الديوان الملكي السعودي لإصدار فتوى بعدم جواز التظاهرات في الدين الإسلامي، وهي فتوى تبعه في تبنيها اغلب شيوخ الديوان الملكي ووزاراته وتوابعه في السعودية وحول العالم ....هذه الفتوى لم تكن صلاحيتها مباحة إلا في السعودية واما في سورية فلا بأس بالتخريب والارهاب باسم التظاهر .
إنها شريعة الغاب الاميركية ، وكما في السياسة كذلك في الاعلام المعيار دزما هو المصلحة الاسرائيلية والاميركية ...