اشترت له " طقماً" وأمنت له لقاء صحفياً.. " ميليشيا رياض الأسعد" تتوعد بهجمات ضد سوريا من داخل مبنى تابع للخارجية التركية
ن, i 5:42 م
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية تقريرا من تركيا، التقت خلاله بقائد ما يسمى " الجيش السوري الحر"، وهو كما عرفته الصحيفة قائد" ميليشيا" تعمل على قتال الجيش السوري.
وقالت الصحيفة "بعد أن كانت تركيا من أقرب الحلفاء إلى سوريا، تستضيف الآن جماعة معارضة مسلحة تشن هجمات ضد حكومة الرئيس بشار الأسد، وتوفر ملجأ لقائدها وعشرات من أعضاء الجماعة، التي تسمى "الجيش السوري الحر"، وتسمح لهم بتنظيم هجمات عبر الحدود من داخل مخيم يحرسه الجيش التركي.
وتابعت " يوم الأربعاء، أعلنت الجماعة التي تعيش في مخيم لاجئين تحت حراسة مشددة في تركيا، مسؤوليتها عن قتل تسعة من الجنود السوريين، منهم ضابط، في هجوم في وسط سوريا ".
وعلى الرغم من محاولة مسؤولين أتراك رفع مسؤوليتهم عن ميليشيا" الأسعد" بحجة ان تركيا تقدم لهم مساعدات " إنسانية"، إلا أن الصحيفة قالت انها التقت "رياض الأسعد" في مبنى تابع لوزارة الخارجية التركية، وبحضور مسؤول تركي رفيع ( لم تذكر اسمه).
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن "الأسعد" قوله "سنقاتل النظام حتى يسقط ونقوم ببناء مرحلة جديدة من الاستقرار والأمان في سوريا. نحن قادة الشعب السوري، ونحن نقف مع الشعب السوري".
وقالت الصحيفة "ارتدى العقيد بذلة رجل أعمال قال أحد مسؤولي وزارة الخارجية التركية انه اشتراها له صباح ذلك اليوم. وفي نهاية الاجتماع، ولأسباب أمنية، أشار العقيد والمسؤول في الوزارة بأن يتم أي تواصل مع الجماعة بالتنسيق مع الوزارة".
وبحسب الصحيفة،اعرب ( الأسعد) عن شكره لتركيا لما قدمته من حماية، واوضح انه كان يسعى للحصول على سلاح افضل، قائلا ان بامكان مجموعته ان تلحق اضرارا بالقيادة السورية التي اثبتت انها متماسكة بصورة مذهلة.
وقال: "نطالب المجتمع الدولي بتزويدنا بالسلاح فنحن قوة عسكرية، ونحن في المعارضة، ونحن مستعدون للعمليات العسكرية. واذا قام المجتمع الدولي بتزويدنا بالسلاح، فاننا نستطيع ان نطيح بالنظام في وقت قصير جدا".
وعلقت الصحيفة بالقول " الا ان هذه الكلمات تبدو تفاخرا اكثر منها تهديدا، اذ يظهر ان الحكومة اضحت، مع قيام تظاهرات جماهيرية مؤيدة لها والاجراءات التعسفية التي تمكنت حتى الان من ايقاف تعاظم المظاهرات المناوئة لها، في موقف اقوى مما كنت عليه هذا الصيف. ورغم ان الحكومة السورية معزولة الى حد كبير، فانها شعرت ان الفيتو الروسي والصيني ضد القرار المتشدد في مجلس الامن الدولي عزز من موقفها. ورغم التكهنات بخلاف ذلك، فان الجيش وقوات الامن، بصفة خاصة، لم تتصدع بعد على مدى ثمانية شهور".
وقال "الاسعد" انه فر لأنه "ادرك ان هناك احتمالات كبيرة في قيادة العمليات في مكان اكون فيه من دون قيود".
واضاف ان " كل المقيمين في المخيم الذي يعيش فيه في تركيا اعضاء ما يسمى "الجيش السوري الحر".
ويضم المخيم ( حسبما ذكرت الصحيفة" مساعدا خاصا و"مكتب اعلام" يعمل فيه حوالي خمسة اشخاص. وقال " الأسعد" ان "مقاتلي المجموعة منظمون تنظيما عاليا". ولكنه احجم عن تحديد عدد المقاتلين، قائلا انه اكثر من 10 آلاف، كما انه لم يرغب في الكشف عن عدد الكتائب، قائلا ان المجموعة تضم 18 كتيبة "معلنة"، وعددا غير محدد من الكتائب السرية. اولم يمكن التأكد من اقواله من مصادر مستقلة".
وقال "الأسعد " : "استراتيجيتنا المستقبلية هي ان نواجه النظام في الاماكن التي يكون فيها ضعيفا، ونأمل في الفترة القادمة ان نحصل على السلاح حتى نتمكن من مواجهة النظام بقوة أكبر".
وتابعت الصحيفة " رغم ان كثيرا من المحللين يعتقدون ان الهجمات في سوريا تبدو غير منسقة ومحلية، فان العقيد الأسعد يقول انه يسيطر تماما على العمليات. وقال انه مسؤول عن تخطيط "عمليات عسكرية شاملة" ويترك الاشتباكات الاصغر نطاقاً والقرارات المتعلقة بالعمل اليومي للقادة الميدانيين. ومع ذلك فانه على اتصال يومي مع قادة كل كتيبة، حسب قوله، ويمضي ساعات كل يوم في تدقيق الرسائل الالكترونية على الكومبيوتر المحمول المتصل باحد الهواتف الاربعة، ومن بينها هاتف يعمل بواسطة الاقمار الاصطناعية".
وعلقت الصحيفة "حاليا، تعد الجماعة أصغر كثيرا من أن تشكل تحديا حقيقيا لحكومة الأسد. لكن الدعم التركي لها يسلط الضوء على مدى قوة الثورة السورية وصمودها. ولأن سوريا تقع في تقاطع القوى المؤثرة في المنطقة – مع إيران وحزب الله في لبنان، والسعودية، وإسرائيل- فإن التدخل التركي سيراقبه عن كثب أصدقاء سوريا وأعداؤها".
وقالت " يأتي دعم هذه الجماعة المسلحة ضمن حملة تركية واسعة لتقويض حكومة الأسد. ومن المتوقع أن تفرض تركيا قريبا عقوبات على سوريا، وقد زادت من دعمها لجماعة معارضة سياسية معروفة باسم المجلس الوطني السوري، الذي أعلن عن تشكيله في اسطنبول. لكن إيواءها قادة الجيش السوري الحر، وهي ميليشيا مؤلفة من جنود منشقين ( فارين) من القوات المسلحة السورية، قد يكون أكثر تحدٍ مفاجئ من تركيا لدمشق حتى الآن ".