ما هي حقيقة الشيخ يوسف قرضاوي
6:07 م
ما هي حقيقة الشيخ يوسف قرضاوي
بقلم رئيس مُفوضية إسرائيل في قطر – عن صحيفة (إسرائيل اليوم) 25/2/2011
في 18 شباط ( فبراير) 2011 عاد الشيخ يوسف القرضاوي إلى مصر بعد مكوثه عشرات السنين خارج وطنه، كان البعض يعتقد أنه مُبعدٌ عن مصر وأنّه مطلوبٌ للسلطات المصرية وهذا الاعتقاد ساعد على إحاطة القرضاوي بهالة من الاحترام والتبجيل. لكنّ الحقيقة تقول أنّ القرضاوي كان يستطيع العودة لمصر لو أنه كان مَعنيا بذلك. وقد سافر قرضاوي للقاهرة في 31 آب (أغسطس 2006وخطبَ في اتحاد الصحافيين من غير أن تعتقله السلطات المصرية أو تضايقه . وزَعَمَ أشياعُه ومناصروه أنه ممنوع من دخول الولايات المتحدة الأمريكية، وأن الأمريكيين يشكون من وجوده في قطر. لكنني وفي فترة مكوثي في قطر قالت لي السفيرة الأمريكية اليزابيث ماكيون: إنها اعتادت لقاء القرضاوي وإنّ الزعيم الورع قال لها من جملة ما قال: إنّ ابنته تدرس في لندن وإنها لا تضع الحجاب على رأسها. وقالت ماكيون: لم يُقدّم القرضاوي طلبَ سِمة دخول للولايات المتحدة ولو قدّمها لحصلَ عليها. وقد قدّرَ الأمريكيون سببَ الإشاعات بأن القرضاوي مطرود من مصر وممنوع من دخول أمريكا بأنّه يعود لرغبة القرضاوي في تعزيز صورته في العالم الإسلامي لأنه يعارض الغرب والزعماء الفاسدين الذين يأتمرون بإمرَتِه .
وقد حوّلَتْ قناة الجزيرة القرضاوي من زعيم ديني مصري الى أهم مُـفتٍ إسلامي في العالم من خلال مشاركته في البرنامج الأسبوعي المُسمّى ‘الشريعة والحياة والذي كان يقدمه أحمد منصور ربيب الإخوان المسلمين، وقد جَعَلتـْه شعبية البرنامج شخصية مركزية في العالم العربي وشخصية ذات قيمة كبيرة في نظر حكام قطر. وكان تأييدُ القرضاوي أنْ مَنـَحَ حكامَ قطر الشرعية الإسلامية التي يحتاجونها ومقابل ذلك حَظِيَ القرضاوي برعاية الأمير السخية وبعطاياه الجزيلة.
في عام 1999 وصلتُ قـَطـَر لأعمل فيها رئيسا للمفوضية الإسرائيلية في الإمارة، التقيت رئيس جامعة قطر وطلبتُ أن يُنظـِّمَ لي لقاء بالقرضاوي فقال لي: القرضاوي ذخيرة قومية ولا يُدارُ من الجامعة بل من قصر الأمير مباشرة.
بعد انسحاب إسرائيل من لبنان عام 2000 كان القرضاوي هو الذي منحَ زعيم حزب الله (حسن نصر الله) الشرعية في العالم السُنـيّ فقد قال القرضاوي آنذاك: إنّ السيد حسن نصر الله مُسلمٌ حاربَ إسرائيل وانتصر وينبغي تأييدُه تأييدا تامًّا. ثم تغيّرت لغة القرضاوي في السنين الأخيرة تجاه حِزب الله وتجاه السيد نصر الله تغيّرا كبيرا تبعًا لمواقف الزعماء العرب الذين لم يكونوا يتمنون انتصار حزب الله. وبعد انتصار ثورة يناير المصرية وسقوط نظام مبارك يسعى القرضاوي لأن يكون صورة سُنيّة مصرية للإمام الخميني الذي قاد ثورة شيعية أسقطت حُكمَ الشاه في إيران عام 1979. كان القرضاوي حتى السنين الأخيرة يشكّ في القدرة على إحداث تغيير سياسي في مصر وفضّلَ تعزيزَ صورته في قطر، أمّا الآن فقد بات يؤمن بأن ميزان القوى في مصر قد تغير، وأنّ الإخوان المسلمين يقفون أمام نافذة فرص تاريخية، وللقرضاوي في هذا الصدد ورقـتا لعب مُهمّتان، هما: قناة الجزيرة ومالُ الأمير القطري وسيلعبهما لتحقيق مآربه في مصر، ولكنّ الذي يحول بين القرضاوي وبين تحقيق طموحاته هو الجيش المصري العارف جيدا بخططِه وبخطط الإخوان المسلمين السياسية.
بقلم رئيس مُفوضية إسرائيل في قطر – عن صحيفة (إسرائيل اليوم) 25/2/2011
في 18 شباط ( فبراير) 2011 عاد الشيخ يوسف القرضاوي إلى مصر بعد مكوثه عشرات السنين خارج وطنه، كان البعض يعتقد أنه مُبعدٌ عن مصر وأنّه مطلوبٌ للسلطات المصرية وهذا الاعتقاد ساعد على إحاطة القرضاوي بهالة من الاحترام والتبجيل. لكنّ الحقيقة تقول أنّ القرضاوي كان يستطيع العودة لمصر لو أنه كان مَعنيا بذلك. وقد سافر قرضاوي للقاهرة في 31 آب (أغسطس 2006وخطبَ في اتحاد الصحافيين من غير أن تعتقله السلطات المصرية أو تضايقه . وزَعَمَ أشياعُه ومناصروه أنه ممنوع من دخول الولايات المتحدة الأمريكية، وأن الأمريكيين يشكون من وجوده في قطر. لكنني وفي فترة مكوثي في قطر قالت لي السفيرة الأمريكية اليزابيث ماكيون: إنها اعتادت لقاء القرضاوي وإنّ الزعيم الورع قال لها من جملة ما قال: إنّ ابنته تدرس في لندن وإنها لا تضع الحجاب على رأسها. وقالت ماكيون: لم يُقدّم القرضاوي طلبَ سِمة دخول للولايات المتحدة ولو قدّمها لحصلَ عليها. وقد قدّرَ الأمريكيون سببَ الإشاعات بأن القرضاوي مطرود من مصر وممنوع من دخول أمريكا بأنّه يعود لرغبة القرضاوي في تعزيز صورته في العالم الإسلامي لأنه يعارض الغرب والزعماء الفاسدين الذين يأتمرون بإمرَتِه .
وقد حوّلَتْ قناة الجزيرة القرضاوي من زعيم ديني مصري الى أهم مُـفتٍ إسلامي في العالم من خلال مشاركته في البرنامج الأسبوعي المُسمّى ‘الشريعة والحياة والذي كان يقدمه أحمد منصور ربيب الإخوان المسلمين، وقد جَعَلتـْه شعبية البرنامج شخصية مركزية في العالم العربي وشخصية ذات قيمة كبيرة في نظر حكام قطر. وكان تأييدُ القرضاوي أنْ مَنـَحَ حكامَ قطر الشرعية الإسلامية التي يحتاجونها ومقابل ذلك حَظِيَ القرضاوي برعاية الأمير السخية وبعطاياه الجزيلة.
في عام 1999 وصلتُ قـَطـَر لأعمل فيها رئيسا للمفوضية الإسرائيلية في الإمارة، التقيت رئيس جامعة قطر وطلبتُ أن يُنظـِّمَ لي لقاء بالقرضاوي فقال لي: القرضاوي ذخيرة قومية ولا يُدارُ من الجامعة بل من قصر الأمير مباشرة.
بعد انسحاب إسرائيل من لبنان عام 2000 كان القرضاوي هو الذي منحَ زعيم حزب الله (حسن نصر الله) الشرعية في العالم السُنـيّ فقد قال القرضاوي آنذاك: إنّ السيد حسن نصر الله مُسلمٌ حاربَ إسرائيل وانتصر وينبغي تأييدُه تأييدا تامًّا. ثم تغيّرت لغة القرضاوي في السنين الأخيرة تجاه حِزب الله وتجاه السيد نصر الله تغيّرا كبيرا تبعًا لمواقف الزعماء العرب الذين لم يكونوا يتمنون انتصار حزب الله. وبعد انتصار ثورة يناير المصرية وسقوط نظام مبارك يسعى القرضاوي لأن يكون صورة سُنيّة مصرية للإمام الخميني الذي قاد ثورة شيعية أسقطت حُكمَ الشاه في إيران عام 1979. كان القرضاوي حتى السنين الأخيرة يشكّ في القدرة على إحداث تغيير سياسي في مصر وفضّلَ تعزيزَ صورته في قطر، أمّا الآن فقد بات يؤمن بأن ميزان القوى في مصر قد تغير، وأنّ الإخوان المسلمين يقفون أمام نافذة فرص تاريخية، وللقرضاوي في هذا الصدد ورقـتا لعب مُهمّتان، هما: قناة الجزيرة ومالُ الأمير القطري وسيلعبهما لتحقيق مآربه في مصر، ولكنّ الذي يحول بين القرضاوي وبين تحقيق طموحاته هو الجيش المصري العارف جيدا بخططِه وبخطط الإخوان المسلمين السياسية.