المهزلة انتهت.. الشعب يريد عودة الأمان
4:26 م
موقع شوكو ماكو السوري
لم تندرج الأحداث التي شهدتها سورية يوم الجمعة ضمن مطالب الإصلاح أو الحرية أو حتى ضمن تمنيات المفكرين والمثقفين الذين نادوا برفع قانون أو تغيير قانون، كما أن مطالب بعض أهالي حمص بإطلاق سراح أحد تجار المخدرات طرح العديد من إشارات الاستفهام، ناهيك عن التحريض الذي حصل في حرستا ودوما واختلاق قصص عن سقوط شهداء في هذه المناطق، إضافةً إلى استشهاد مواطنين ورجال أمن وسائق سيارة اسعاف تحت ما يسمى جمعة تحدي أو غضب أو 8 نيسان أو "ثورة إصلاح".
الصحيح هو أن الغضب بات موجوداً لدى جميع السوريين..
الصحيح هو أن الإصلاحات مطلب شعبي..
الصحيح هو أن من سقط لأجل مطلب كان شهيد وعليه رحمة الله..
ولكن؟
هل بات الإصلاح مرتبطاً بالقتل والتخريب؟
هل ارتفع سقف المطالب ليصل إلى حد فرض إملاءات خارجية تنفذ بحذافيرها لصالح من يرغب بجعل سورية.. عراقاً؟
الكثير من الاتصالات التي تلقتها اليوم الإذاعات السورية والمحطات التلفزيونية ظهر فيها نبرة جديدة من أشخاص كانوا أول من طالب بالإصلاح وأول من ترحم على الشهداء، هذه الأصوات خرجت اليوم لتطالب بعودة الأمان لأن ما حدث يوم الجمعة لا يدل على أن جميع الأصوات خرجت للإصلاح.
فالحكومة السورية أو النظام السوري أو محصلي الضرائب أو المسؤولين فلنسمهم ما شئنا وليسمهم غيرنا كما يشاء، مطالبون اليوم بإعادة الأمان إلى سورية بلد الأمان ولا تنازل عن هذا المطلب.
لا نريدها دولة من دون أمان.. هذا ما أكده العديد من أهالي درعا المقيمين في دمشق، الذين قالوا نريد أن نمضي يوم العطلة في قرانا وحاراتنا في درعا.
حققوا مطالبنا الإصلاحية ولكن حافظوا على أمان سوريا، هذا ما ورد على لسان الذين تحدثنا معهم من أهل دوما عندما هربوا خوفاً من أن يصابوا بمكروه بسبب الإشكالات، قالوا: على المسؤولين أن يعيدوا لنا الأمن والاستقرار، فلا نريد أن نشاهد هذه الإشكالات، ولا مطالب لنا غير التي تحققت ومن يخرج لا يمثلنا.
لقد أصبحت يا يوم الجمعة مصدر قلق ومكان نجتمع فيه بالمنازل ننتظر خبراً من العربية يتحدث عن عشرات القتلى، ونتابع خبراً على التلفزيون السوري يتحدث عن سقوط الشهداء، فأصبحنا ننتظر أخبارنا من هنا وهناك وننتظر من يزودنا بخبر، ونكذب على أنفسنا ونصدق الكذبة، ولكن الحقيقة تقول أن هناك شهداء.
نحن لم نعد نصدق العربية ولا التلفزيون السوري ولا شوكوماكو ولا أي محطة أو موقع أو حتى الفيس بوك الذي تحول من فسحة نتواصل بها إجتماعياً إلى مستنقع غرقنا به وبدأنا نفرز بعضنا عليه ونكيل الشتائم ونتلقى الشتائم من باب الحرية وحق التعبير الذي تضمنه سياسات فيس بوك، وأصبح فيه البعض يتحدث وكأنه قائد رأي ومفكر وباحث اجتماعي، وأكثر مفرداته هي أعتقد، والأصدقاء انفرزوا ضمن خانات، والبعض ذهب إلى السجن لتعبيره عن رأيه أو لتحريضه ودائماً هناك مظلوم وهناك مدان، وبات الفيس بوك لا يشبه إلا ما ورد على لسان أحدهم (حمام ومقطوعة ميتو)، لا مطلب ينفذ عبره، جل ما فيه حرق أعصاب واستفزاز وصفحات غضب وصفحات طائفية وآراء يعبر بعضها عن حجم ثقافته.
ما نريده هو أن يعود الأمان وبما أن المطالب تلبى فنحن نطالب بعودة الأمان ونريد يوم الجمعة القادم له عنوان واحد: جمعة الأمان.
هذا ما يريده السوريون.