الزعبي: لا حوار في ظل وجود سلاح و الخليج و مرسي يتحملون مسؤولية الدم السوري
الأخبار المحلية, ن, i, L 3:53 ص
رد وزير الاعلام السوري عمران الزعبي على جملة المواقف التي صدرت عن الرئيس
المصري محمد مرسي خلال قمة عدم الانحياز وعلى مواقف بعض دول الخليج التي حذرت من انتقال
الازمة السورية الى لبنان، وحمّل الزعبي " مرسي والسعودية وقطر وتركيا مسؤولية
الدم السوري الذي يسقط بسبب ارسالهم السلاح والمال الى المجموعات الارهابية واستضافتهم
لقتلة على اراضيهم"، مرحّبا بـ"أي مبادرة أو اقتراح لا يمسّ بمفهوم الامن
والسيادة الوطنية وتصبّ في خانة وقف العدوان على سوريا، وفي حال مسّت بهذا المفهوم
فلن تلقى آذانا صاغية".
وفي حديث مفتوح مع ممثلي ومراسلي وسائل
الاعلام المعتمدين في سوريا أعلن الزعبي إن "الذي يقبل بسلاح اسرائيلي يأتي للقتل
في سوريا ليس معارضا بل خائنا، والمعارضة هي التي ترفض التدخل الخارجي واستخدام السلاح
والاعتداء على الجيش والمواطنين السوريين" ، مؤكدا أن "هناك العديد من الاغتيالات
التي نُفّذت في سوريا مستهدفة شخصيات وخبراء وعلماء، تحمل بصمات الموساد الاسرائيلي".
وانتقد الزعبي بشدّة كلام مرسي الاخير
الذي جاء في قمة عدم الانحياز، وسأل "أين مصر من إغلاق البوابات بوجه الفلسطينيين
ومن الارتهان الامريكي وأين هي من كامب دافيد؟ وأين مرسي من الغاز المصري المُصدّر
الى "اسرائيل" ومن القضايا القومية؟"، مشددا على أنه "لا يمكن
شراء مصر بـ2 مليار دولار أودعتها قطر فيها، فمصر أكبر من أن تُحجّم بمال خليجي".
واعتبر الزعبي أن "شرط نجاح المبعوث
الاممي الاخضر الابراهيمي يتوقف على قيام دول محددة كالسعودية وقطر وتركيا بالالتزام
علناً بنجاح خطة النقاط الست والتوقف فورا عن إرسال السلاح وإغلاق معسكرات التدريب
والايواء للمقاتلين وعندها ستختبر نوايا الجميع"، مضيفا أن "لسوريا مصلحة
حقيقية في نجاح هذه الخطة ودعم مهمة الابراهيمي ولكن الكرة ليست في ملعب سوريا بل في
ملعب السعودية وقطر وتركيا والولايات والدول الاوروبية الذي يتوجّب عليهم أن يتعهدوا
بسحب دعمهم والتحريض"، وأبدى "استعداد دمشق لتقديم له كلّ مساعدة ممكنة تماما
كما قدّمت الدعم لسلفه كوفي أنان"، وقال "سنعمل لكي لا تصل مهمة الايراهيمي
الى حائط مسدود كما حصل مع أنان بسبب عدم استجابة الاطراف الخارجية للدور الاممي".
الزعبي ذكّر بأنه "عندما جاء العراقيون
الى سوريا لم ننصب خيما لهم ولا حتى مع اللبنانيين في عدوان تموز 2006 ولا الفلسطينيين
بل فتحنا لهم المدراس وتمّ تأمين الطبابة لهم وهم دخلوا الى كلّ البيوت السورية ، ولم
نطلب من الامم المتحدة ودول الخليج الانفاق على هؤلاء ، ونحن شاركنا إخواننا العرب
الخبز والحياة والماء"، وتابع "اذا كانت بعض القوى السياسية في لبنان أو
دول أخرى تستثمر هذا الموضوع فهذا عيب وقلة وجدان وهذا ليس من العروبة ولا الاسلام
ولا المسيحية".
واذ أعلن أن "عناصر القاعدة أصبحوا
موجودين في سوريا"، أشار الى أن "دمشق تواجه فكرا وثقافة متطرفة وهابية ارهابية
بأسماء مختلفة والقضية ليست اسم التنظيم"، سائلا "كيف تسمّى الثورة ثورة
وهي تقوم بأعمال الخطف أو القتل أو الحرق لدوائر رسمية أو سرقة مستشفيات"، مؤكدا
أن "هناك بعض القنوات الاعلامية شريكة بالدم السوري وهذا ليس كلاما سياسيا بل
كلام في علم الجريمة"، وتحدّث عن "وجود أدلة ووثائق تؤكد تورط اشخاص في أجهزة
اعلامية بجرائم أمنية وعمليات قتل في سوريا".
وردا على سؤال، وصف الزعبي ما يصدر
عن بعض الاطراف في لبنان من دعوة الى عدم نقل المشكلة الى اراضيهم بـ"المشهد الكوميدي
في السياسة"، وأضاف "جزء كبير من السلاح والمقاتلين يأتي من لبنان، وهؤلاء
الاشخاص يحوّلون البيئة اللبنانية الى بيئة خصبة للعنف والتقاتل"، ودعا السعودية
وقطر الى التوقف عن تقديم المال والدعم العسكري للمجموعات المسلّحة".
ورأى ان "الدور الاوروبي هو دور
تابع وليس دورا مستقلا، بل هو دور تابع للولايات المتحدة الاميركية، وهناك هيمنة حقيقية
اميركية على القرارات السيادية الاوروبية".
كما كرّر الزعبي القول أن "سوريا
تتعرض لمؤامرة دولية"، وتابع انه "لفتني دعوة بعض دول الخليج بعض دول الخليج
لبنان الى عدم نقل الاحداث السورية الى لبنان"، معتبرا انها "كوميديا سياسية"،
ورأى انه "اذا اراد السعوديون والقطريون عدم نقل الازمة الى لبنان فاليتوقفوا
عن نقل السلاح والمسلحين وتمويل الارهابيين في لبنان".
واكد ان "سوريا رحبت بالمبعوث
الدولي الاخضر الابراهيمي وستقدم له اقصى حدود المساعدة، وستعمل لعدم وصول مهمة الابراهيمي
الى حائط مسدود"، وشدد على ان "سوريا سترحب بأي مبادرة لا تمس مفهومي السيادة
والامن الوطنيين"، موضحا ان "لسوريا مصلحة في نجاح مهمة الاخضر الابراهيمي،
الا ان الكرة في ملعب قطر السعودية وتركيا والولايات المتحدة، وعليهم ان يكفوا عن نقل
السلاح وتمويل المسلحين ووقف التحريض الاعلامي، ووقف طائراتهم التي تحمل اسلحة وتحط
في مطارات مجاورة كمطار بيروت الدولي وتحمل اسلحة ومناظير وغيرها".