موسكو ترفض سياسة منح المهل في خطة أنان و تقييم الخطة لا يقوم به مؤتمروا "اصدقاء سوريا"
سياسة, ن, P 10:45 ص

حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من خطورة الموقف الصادر عن اجتماع ما يسمى أصدقاء سورية الخاص بالاعتراف ببعض مجموعات المعارضين السوريين على أنهم ممثلون للشعب السوري مؤكدا أن ذلك أمر خطير ويتعارض مع جهود المبعوث الخاص للامم المتحدة إلى سورية كوفي أنان.
وقال لافروف في مؤتمر صحفي في العاصمة الأرمينية يريفان عقب لقائه نظيره الأرميني ادوارد نالبنديان: أعتقد أن هذا الموقف خطير ويتعارض مع الجهود التي يبذلها حاليا أنان بتكليف من الأمين العام للامم المتحدة وبدعم من مجلس الأمن الدولي لافتا إلى عزم روسيا استقبال وفدين آخرين يمثلان مختلف شرائح المعارضة في وقت لاحق.
وأكد وزير الخارجية الروسي معارضة بلاده فرض جداول زمنية على سورية لتنفيذ خطة أنان.
وقال لافروف إنه من حيث المبدأ اعتبر أن الإنذارات الأخيرة والأطر الزمنية لا تساعد في حل المشاكل إلا نادرا ونحن جميعا نريد الوقف الفوري للعنف لكن هذه المطالب يجب أن توجه إلى كل الأطراف في سورية.
وأعرب لافروف عن اعتقاده بأنه لن يتم إحراز أي نتيجة في حال عدم مصاحبة سحب القوات السورية من المدن كما جاء في خطة أنان خطوات مماثلة تتخذها الأطراف الأخرى معتبرا أنه لهذه الأسباب من الضروري طرح شروط على كل الأطراف وضمان وصول الإمدادات الانسانية.
وأكد لافروف أن مجلس الامن الدولي و ليس ما يسمى بأصدقاء سورية يجب أن يحكم على فاعلية مهمة أنان لافتا إلى أن لدى الاخير تفويضا من الامين العام للامم المتحدة ومجلس الأمن الدولي الذي سيحكم حول من وكيف ينفذ اقتراحاته مذكرا بأن الخطة لا تطرح شروطا على السلطات الرسمية فقط بل وعلى المعارضة المسلحة.
وأعرب وزير الخارجية الروسي عن الأمل الشديد بأن يتحلى جميع أولئك الذين يبدون الحرص على مصير الشعب السوري وعلى مصير سورية وجيرانها والمنطقة بأقصى ما يمكن من المسؤولية ولا سيما عندما يرسمون خطوات ما لا تساعد على تنفيذ قرارات مجلس الأمن محذرا من أن المنطقة برمتها شديدة التعقيد وتنذر بخطر الانفجار داعيا إلى التنفيذ التام للبنود الستة لخطة أنان.
وقال وزير الخارجية الروسي: إننا ننطلق من أن يقوم زملاؤنا الغربيون وبعض الدول العربية بإرسال إشارة واضحة ولا تقل إلحاحا إلى المجموعات المسلحة التي تقوم بأعمال العنف في الأرض السورية على غرار ما تعمل موسكو بصورة يومية تقريبا مع الحكومة السورية للقيام بخطوات فعالة وسريعة إلى الحد الأقصى لوقف العنف من أجل ضمان العمل للتنفيذ الكامل لبنود خطة أنان الستة.
وأوضح وزير الخارجية الروسي.. إن موسكو تسعى لأن تكون صديقة لجميع السوريين وليس لطرف واحد فقط من الشعب السوري كما تفعل الدول الغربية منبها إلى أن الاعتراف ببعض المجموعات المعارضة بكونها جهات ممثلة عن الشعب السوري كله يضع بقية المنظمات والسلطات خارج القانون.
إلى ذلك انتقدت وزارة الخارجية الروسية بشدة اجتماع ما يسمى أصدقاء سورية ووصفت البيانات الصادرة عنه باحادية الجانب وتتناقض بدون ادنى شك مع أهداف الحل السلمي للأزمة في سورية.
و قالت الخارجية الروسية في بيان صادر عن دائرة الاعلام والصحافة فيها إن روسيا لم تحضر الاجتماع الثاني في اسطنبول الذي اتصف بطابع أحادي الجانب على غرار لقاء تونس و لم يكن فيه تمثيل للحكومة السورية وكذلك العديد من المجموعات المعارضة.
وأكد البيان أن الاتجاه الرئيسي في الجهود الرامية الى تسوية الوضع شديد التعقيد في سورية يتمثل في تنفيذ خطة مبعوث الأمم المتحدة الخاص كوفي انان التي وافقت عليها روسيا مع جميع الدول الأعضاء في مجلس الامن مشددا على أن الهدف الأهم في الوقت الراهن هو وقف إطلاق النار و أعمال العنف في سورية مهما كان مصدره و بدء حوار شامل بين السوريين لإيجاد حلول مقبولة للجميع وليس التحريض على نزاع داخلي في صفوفهم لافتا إلى أنه من الضروري الان ليس تاجيج العداوة المهلكة بين السوريين بل تطبيق بنود الخطة.
وقال البيان إن الوعود والنوايا التي اطلقت في اجتماع اسطنبول حول الدعم المباشر بما في ذلك العسكري واللوجستي للمعارضة المسلحة تتناقض دون ادنى شك مع مهمة انان الرامية للتوصل الى حل للوضع في سورية.
كما شدد البيان على أن تطبيق هذه الاهداف بالذات هو ما يقدم الحماية للشعب السوري التي كثيرا ما تحدث عنها المشاركون في لقاء اسطنبول كما يشكل الطريق الوحيد لضمان حق الشعب السوري في تقرير مصيره.
ولفت البيان إلى أهمية التركيز في المرحلة الراهنة على الدعم الملموس و تشجيع جميع الاطراف السورية بدون استثناء على تنفيذ اقتراحات انان الذي سيقدم اليوم تقريرا عن تقييماته وآرائه لمجلس الامن الدولي .