الإعلام التركي يتحدث عن فشل مؤتمر اسطنبول: أي ديمقراطية أرادت أنقرة إرسالها عبر تصديها العدواني لتظاهرة السوريين المنددين بالمؤتمر
إعلام, ن, وكالات, i, J 10:37 ص

توافقت غالبية وسائل الأعلام التركية على إبراز فشل مؤتمر ما يسمى بأصدقاء سورية في اسطنبول رغم محاولات الإعلام الموالي للحكومة التركية الايحاء بعكس ذلك حيث أكد الكثير من كتاب الزوايا المختصين بالشؤون الدولية على فشل رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان ووزير خارجيته أحمد داود أوغلو في إقناع المشاركين في المؤتمر لاستصدار قرارات واضحة وحازمة ضد سورية .
وتناولت محطات التلفزة و الصحف التركية الموقف الاستفزازي والعدواني لسلطات الأمن التركية ضد المتظاهرين السوريين في اسطنبول المنددين بالموءتمر والمؤيدين للرئيس بشار الأسد.
وبهذا الصدد تساءلت الصحفية التركية المعروفة أصلي أيدينتاشباش في صحيفة ميللييت.. أي رسالة ديمقراطية يمكن أن تبعثها أنقرة للرئيس الأسد عبر ديمقراطية غاز الفلفل الحارق الذي لم يتحمل صراخ 30 شخصا فقط.
بدورها كشفت صحيفة جمهورييت التركية عن أن وزراء خارجية الدول الغربية وخاصة الولايات المتحدة وبريطانيا والمانيا رفضوا طلبا تركيا لمنح مبعوث الامم المتحدة الخاص الى سورية كوفي انان مدة أسبوعين فقط كما رفضوا طلبا آخر من تركيا لتسليح المعارضة وميليشيا ما يسمى بالجيش الحر والإعلان عن مساعدات مالية واضحة له كما استبعد المشاركون في المؤتمر مناقشة فكرة إقامة منطقة عازلة على الحدود التركية السورية.
مدير معهد الدراسات الاستراتيجية للشرق الأوسط في أنقرة: سياسة أردوغان ضد سورية تغيير جذري في السياسة التركية القائمة على عدم التدخل بشؤون الدول الأخرى
وأكد كوكهان باجيك مدير معهد الدراسات الاستراتيجية للشرق الأوسط في أنقرة أن سياسة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان تجاه سورية أظهرت تغييرا جذريا في سياسة تركيا الخارجية التي كانت تستند على عدم التدخل بشؤون الدول الأخرى منذ عام 1923.
ورأى باجيك في تصريح لمراسل سانا في أنقرة أن سياسة بلاده وقدراتها بدأت تنخفض لأن تركيا أصبحت لاعبا هاما للسياسة الأمريكية ولكن يتوجب على الأتراك ألا ينسوا أن الولايات المتحدة لا تتمتع بشعبية في العالم العربي مشيرا إلى أن تركيا تدعو لتغيير النظام في سورية وتستضيف معارضة سياسية ومسلحة وتناقش مع دول أخرى مثل واشنطن إقامة مناطق عازلة ودعم المعارضة السورية.
ولفتباجيك إلى أن هناك شريحة كبيرة من المجتمع التركي على قناعة بأن سياسة أردوغان خاطئة تجاه سورية ولكن من جانب آخر هناك حملة إعلامية قوية ضد سورية وهذا ما يثير الشكوك لدى الأتراك بأن الديمقراطية العربية قادمة.
وسخر كوكهان من ما يسمى مؤتمر أصدقاء سورية مؤكدا أن سبب التدخلات الأجنبية في الشؤون العربية والإسلامية هو الانقسام والخلافات الداخلية في المجتمعات الإسلامية التي جعلت من الصعب الحد من مثل هذه التدخلات.