لافروف: موقف روسيا اتجاه سوريا لم يتغير و موقف الغرب اتجاهها ناتج عن اعتبارات انتخابية
سياسة, ن, P 12:24 م
أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن التشدد في سياسة الولايات المتحدة وفرنسا إزاء سورية ناجم إلى حد كبير عن محاولة كسب النقاط أثناء الحملتين الانتخابيتين فى هذين البلدين.
وأشار لافروف في حديث لإذاعة كوميرسانت اف ام الروسية اليوم إلى أنه يجري في الولايات المتحدة لعب ورقة العداء لروسيا بغية تحقيق أهداف انتخابية وبهدف تهييج الأمريكيين وكسب أقصى ما يمكن من النقاط بواسطة النزعة العدوانية في الحلبة الدولية.
واعتبر وزير الخارجية الروسي أن تأثير القضايا السياسية الخارجية على السياسة الداخلية في روسيا اثناء الحملات الانتخابية هو أقل كثيرا مما في الولايات المتحدة وفرنسا وقال إن المرشحين الجمهوريين الامريكيين يستخدمون في دعايتهم العداء لروسيا ولكننا سنحكم على سياسة الرئيس الأمريكي الذي سينتخب في تشرين الثاني القادم تجاه بلادنا حسب أعماله الملموسة وليس بموجب الدعايات التي نسمعها اليوم.
وأعرب لافروف عن اعتقاده بأن تنظيم القاعدة قد يكون وراء الأعمال الإرهابية الاخيرة التي وقعت في سورية وأنه من المجانب للصواب دعوة الحكومة السورية إلى إلقاء السلاح في هذه الظروف وقال.. عندما تقع مثل هذه الأعمال الإرهابية كالتي حدثت في دمشق وحلب مؤخرا كيف يمكن مطالبة السلطة السورية بإلقاء السلاح.
وتابع لافروف.. أعتقد انه في ظروف الأعمال الإرهابية وتجلي هذه المظاهر التي تدل على بصمات القاعدة إذا كنت أفهم ما يجري بصورة صحيحة فلا يمكن إلا الرد على ذلك وإلا فإن السكان سيعيشون في ظل هلع متواصل بكل بساطة.
رفض لافروف مزاعم ممثلين اميركيين عن أن روسيا تدخل تعديلات على موقفها في المسألة السورية.
وقال لافروف خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره اللبناني عدنان منصور بعد اختتام مباحثاتهما في موسكو اليوم أعتقد أنه لايمكن أن يدور الكلام أبدا عن أي إعادة نظر في موقفنا وهذا امر يتضح من بياناتنا الدائمة داعيا الصحفيين الى مقارنة البيانات الروسية منذ بدء الازمة السورية بما تقوله روسيا اليوم بما في ذلك ما تم تنسيقه من البنود الخمسة أثناء زيارته الى مقر جامعة الدول العربية.
وأشار لافروف في الوقت ذاته إلى ارتسام تغييرات إيجابية في مواقف بلدان الغرب والشرق الاوسط موضحا اننا نشعر بمزيد من الواقعية في موقفهم الذي يقارب التقييمات حول مايجري في سورية ونحن نرحب بذلك ولابد للاسرة الدولية من اتخاذ القرارات اللازمة لاستمرار وتعزيز هذا الموقف واذا كان من المناسب لهم القول اننا نحن الذين نغير موقفنا فليتكلموا عن ذلك اذا كان هذا الامر يخدم القضية.
وأضاف وزير الخارجية الروسي ان هذه التغييرات تتضح من خلال ضرورة مراعاة تعقيدات الوضع في سورية ولاسيما في بعدها الاقليمي ومراعاة مصالح دول مثل لبنان.
كما أكد لافروف أهمية ايصال المساعدة الانسانية الى سورية ووقف العنف في وقت واحد من جانب السلطة والمعارضة قائلا انه لابد في البداية كخطوة فورية والى جانب السماح بوصول المنظمات الانسانية اتخاذ تدابير دقيقة لدرء العنف مهما يكن مصدره وعلى أن يجري ذلك في وقت واحد بالضبط وليس كما يطالبون الحكومة بسحب وحداتها من المدن بينما لايطلبون ذلك من المعارضة .
وأضاف لافروف أن الأسلحة والمقاتلين يتغلغلون الى سورية عبر اراضي لبنان والاردن والعراق وليبيا بغض النظر عن المواقف التي تشغلها حكومات هذه البلدان مؤكدا ان مهمتنا تكمن في الاسهام باتخاذ تدابير تحول دون استمرار هذا الامر لانه يزيد من تعقيد الوضع في سورية ويؤجج النزاع المسلح.
ونفى لافروف الانباء التي تحدثت عن دخول سفن حربية روسية الى موانىء سورية مشيرا الى ان هذه الروايات وكذلك الاعمال الارهابية التي وقعت في سورية مؤخرا الى جانب غيرها من الاحداث لاتسهم في انجاح مهمة كوفي انان موفد الامم المتحدة الى سورية فهذا استفزاز واضح يهدف الى احباط جهود/انان/هناك.
وأشار لافروف الى أن الناقلة الروسية التي دخلت ميناء طرطوس للتزود بالوقود كانت تحمل وحدة حراسة لحمايتها من هجمات القراصنة مضيفا ان وزارة الدفاع الروسية اعلنت رسميا انه توجد في ميناء طرطوس ناقلة روسية تضمن تزويد سفن اسطول البحر الاسود واسطول الشمال الروسيين بالوقود ..وهذه السفن العاملة في خليج عدن ضمن اطر مكافحة القرصنة التي تشارك فيها سفن بلدان الاتحاد الاوروبي وحلف الناتو ايضا.
واوضح لافروف انه توجد في هذه الناقلة كما في اي سفن مساعدة مدنية لمكافحة القرصنة وحدات للحراسة في حال تعرض هذه الناقلة او اي سفن غير حربية اخرى لهجمات القرصنة اثناء تواجدها في خليج عدن وصد هجمات القراصنة عليها .
وقال لافروف..ان القرارات التي اتخذت ايضا قبل ايام بسحب جميع سفراء البلدان الخليجية من دمشق والعقوبات الجديدة التي فرضها الاتحاد الاوروبي وروايات الامس واليوم عن دخول سفن حربية روسية الى موانىء سورية لاتساعد في انجاح مهمة/انان/مشيرا الى انه يجري حاليا تنسيق مواعيد زيارة انان الى روسيا .
كما اعرب وزير الخارجية الروسي عن استغرابه موقف ممثلي وزارة الخارجية الاميركية من هذه المسألة مضيفا لا أعرف لماذا يعمد ممثل وزارة الخارجية الاميركية الى الاشتغال بجدول الاتصالات الدولية للقيادة الروسية مشيرا الى ان انان استلم دعوة لزيارة موسكو وهذا ماجرى الافصاح عنه في البيانات الى وسائل الاعلام حول نتائج المحادثات التي اجراها معه في اليوم الثاني لتعيينه .
واكد لافروف ان روسيا ستؤيد بيانا او قرارا لمجلس الامن حول نتائج نشاط مجموعة انان في سورية اذا كانا لايتضمنان انذارا.
واوضح قائلا.. هناك شرطان على الاقل من اجل ان يبدي مجلس الامن رد فعله اما بصورة بيان او بصورة قرار فلابد ان يتخذهما مجلس الامن ليس على شكل انذار بل بمراعاة استمرار العمل وان يقرهما كاساس لمواصلة جهود انان للتوصل الى اتفاق بين السوريين اي بين الحكومة وجميع مجموعات المعارضة .
واعتبر لافروف من الضروري ايضا نشر اقتراحات انان في المسألة السورية مؤكداً من جديد دعم روسيا لنشاط بعثة موفد الامم المتحدة في سورية.
وفيما يتعلق بالشأن اللبناني أدان لافروف انتهاك إسرائيل الدائم لحرمة الأجواء اللبنانية قائلا إننا نرى من غير الجائز انتهاك قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 الذي ينص على احترام سيادة لبنان وفضائه الجوي الذي يتعرض للأسف لاختراقات دائمة من جانب إسرائيل.
وأكد لافروف أن روسيا تساند مسعى القيادة اللبنانية لضمان سيادة لبنان وسلامة أراضيها واستقلالها على أساس الدستور اللبناني والحوار الوطني بمشاركة ومراعاة مصالح جميع القوى والمجموعات اللبنانية.
من جهة ثانية قال لافروف إنه من الضروري عدم السماح باستخدام أحداث ما يسمى الربيع العربي كذريعة لتجاهل القضية الفلسطينية معربا عن اهتمام روسيا بأن يتم في سير الجلسة الوزارية للجنة الرباعية الدولية المرسومة في واشنطن في نيسان القادم ايجاد حلول تسمح بعودة الفلسطينيين والاسرائيليين إلى عملية المفاوضات.
من جهته أكد وزير الخارجية اللبناني تأييد بلاده لمواقف روسيا إزاء مسألة تسوية الأزمة في سورية ورفض بلاده للتدخل العسكري في شؤونها.
وقال منصور إنه ليس هناك أحد يقف ضد الإصلاحات في سورية فالجميع ينتظر هذه الإصلاحات ولكن الجميع يقفون ضد العنف فيها ونحن نسجل هنا تطابق مواقف لبنان وروسيا حيال سورية وندعو إلى وقف العنف من قبل جميع الأطراف.