رسالة من كاتبة تونسية إلى الشعب السوري: عذرا رئيسنا مازال يتعلّم أدب المصافحة فكيف له أن يعرف أدب التعامل مع الشعوب ؟

الكاتبة التونسية "سيماء المزوغي"


 سيماء المزوغي_ موقع "الوزير" التونسي
حبيبتي دمشق
عذرا رئيسنا مازال يتعلّم أدب المصافحة فكيف له أن يعرف أدب التعامل مع الشعوب ؟
أثناء الثورة التونسية كنت أعتقد أني أؤمن بشئ ما أو بأحد ما لكنّي الأن لا أؤمن إلا بسخريّة القدر و بحتمية المصلحة الفردية ؛ فما أشبه الغباء السياسي بنظّارة الرئيس وما أشبه فتاوى القرضاوي بصناديق الإنتخابات العربية وما أشبه ألوان القائمات الفائزة بعلم إسرائيل الأزرق و الأبيض
وما أشبه الجزيرة بالموساد و بال ‘أف بي أي ‘ وما أشبه مؤخرة موزة بالسياسة الخارجية التونسية.. فمهما أوهمتنا أنها طبيعية إلا أننا نعرف أنها رُكّبت عليها تركيبا.

لمّا طردوا سفيرك يا دمشق لم نسمع غير التكبير
إن التكبير اليوم يعني تعظيم اسرائيل وربّ الجزيرة. يعني الإحتفاء بحلف الناتو أينما سفك دما عربيا .

يعني افتحوا الطريق للمدّ السلفي ، يعني اِرخوا لحاكم و اِرتدوا الجلابيب الأفغانية ، يعني هلّلوا للجزيرة وما تنفثه من كذب ، يعني بايعوا حمد وموزته علي خيانة ما تبقي من الوطن العربي ، يعني طأطئوا رؤوسكم وهيئوا غلمانكم وجواريكم لملوك الخليج ، تعني فجّروا آخر معاقل العروبة آخر جدار ضد المدّ الصهيوني .

دمشق..
إ ن لم يكن هناك بطل فلا بد للجزيرة أن تصنع بطلها ولا بد للأغبياء أن يطردوا سفيرك وحتى لو أوهمتنا موزة بعروبة حمدها فمن المستحيل أن يكون الإبن العاق بارّا للعروبة وللدم العربي .

أنا لا يفاجئني ما آل عليه الوضع الراهن ، فكما رمى الإخوة أخاهم في الجبّ فلا بد للسيّارة أن تُدلي دلوها وتُخرجه من البئر ..
كذلك لن يمرّ مخطط التقسيم الجديد للمنطقة العربية ؛ فمن الغباء أن نصدق أن الذئب تحالف مع الراعي لحماية نعاجه .
سيسقط الأسد أو سيبقي هذا لا يعنينا إنما يعنينا الحمق السياسي وتداعيات القرارات المتسرّعة ، إنما يعننا مصير أربعة آلاف تونسي في سوريا إنما تعنينا الدماء السورية التي ستُسفك على يد الناتو ويد الإبن العاق ، إنما تعنينا دولة إسرائيل من الفرات إلى النيل
آسفة دمشق فنحن تحت راية الصفر فاصلة ورئيسنا لا يمثلنا .لا الحكومة تمثل الشعب ولا هو يمثلها .

الفقر والحرمان و البطالة والقهر والجهل وحب الوطن هم من يمثلون الشعب ، والنفاق والبهتان والأنانية والنرجسية والغباء والتهافت على الكراسي هم من يمثلون الحكومة .

إن الجزيرة و إسرائيل والحكومات الصاعدة الأن اِتفقت على كلمة سواء.

وهذا لا يعني إلا أحد الأمرين :
أولا إما أن تكون اسرائيل قد خفضت جناح الذلّ من الرحمة للوطن العربي .

أو أن إسرائيل دمغجت الجزيرة على حساباتها حتى تجعل كيدنا في نحرنا وتشرب نخب منطقة عربية جديدة مقسّمة ونخب حكومات أشدّ خنوعا من المخلوعين .

إنّ الدمغجة التي تنفثها الجزيرة كما الدمغجة الوهابية حيث تبدأ بسدّ نوافذ النور عن ضحاياها ، وذلك بابتداع فتوات دينيية تكون مواضيعها حساسة ترمي من يشكك فيها بالكفر والفسوق ، ينمقونها ببديع الكلام وينفثون فيها سموم المفردات من ترغيب و ترهيب وتهديد ووعيد ويلقونها بمؤثرات صوتية حزينة ولا ينسوا تنهداتهم وآهاتهم ومناديلا لدموعهم ..ويحكمونها بمكان حتى تُحيط بالبسطاء إحاطة محكمة لأنها تمنع التفكير وتمسّ العواطف. وبالطبع يتدرجون في خطاباتهم بتكفير كل من ينتقدهم لأنه يهدد مصالحهم ومصالح أربابهم

.
أنت معي إذا في الجنة والله راض عنك أنت ضدي إذا أنت في النار ودمك مباح ..يكفرون الأغلبية المعارضة من مثقفين و علماء واعلاميين وأكادميين ..ثم يتدرجون إلى ذكر الأسماء ويركزون خاصة على الأكثر شهرة ونجاحا و قربا من الجماهير ويقترحون في المقابل بدلاءهم ، ومن هم بدلاءهم ؟ هم أنفسهم طبعا بعدما ينزعون أقنعتهم ..

ثم يخترعون حادثا عرضيا لصناعة الحدث المزعوم ؛ يلفقونه تلفيقا ويخرجون ما في جعبتهم من خطباتهم المكتوبة سلفا ويبدؤون حملتهم المفضوحة أصلا ويتصلون بمرشدهم الروحي وبأطراف خارجية معادية لضجة إعلامية ولزعزعة أمن البلاد ونشر الرعب والبلبلة ولمحاولة إقناع يائسة بفرض أنفسهم و كلمسات أخيرة لمسرحياتهم يطأطؤون رؤوسهم طيبة وتواضعا ويرتدون لباس التقوى ويدسّون كلام الله بين كل كلمة وأخرى ويسدل الستار على مسرحيتهم بقليل من دموع التماسيح والكثير من نظرات المكر ولكن هم يمكرون و الله مكره أشد .

دمشق
آسفة فالغباء السياسي لا يُعبّر عنه كما ينبغي .
فهناك من يكتب بالحبر وهناك من يكتب بعرقه وهناك من يكتب بدمه وهناك من يكتب بحيواناته المنوية وهناك من يكتب بلعاب الكلاب ــ إن لم أقل شيئا آخر ــ أما أنا وبكل تواضع فأكتب بكل هذا في آن ولم أستطع أن أصف نظّارة الرئيس ولا قراراته السياسية الصائبة .

أخبار ذات صلة



0 التعليقات for رسالة من كاتبة تونسية إلى الشعب السوري: عذرا رئيسنا مازال يتعلّم أدب المصافحة فكيف له أن يعرف أدب التعامل مع الشعوب ؟

إرسال تعليق

أدخل بريدك واشترك معنا بالنشرة الإخبارية:


.

syria a2z news (c) 2011 All Rights Reserved