سوريا تنتقل من مرحلة الدفاع و التلقي إلى مرحلة الهجوم عبر ثلاث مراحل


انطوان الحايك _ النشرة

صحّت المعلومات التي كانت قد نقلتها "النشرة" عن زوار الرئيس السوري بشار الاسد منذ بداية شهر كانون الثاني  حول انتظاره الفرصة المناسبة للانتقال من موقع الدفاع والمتلقي إلى مرحلة المواجهة واستعادة زمام المبادرة، وهذا ما بدأه فعلا الاسد في العاشر من الجاري، حيث ألقى خطابه الشهير الذي حمل فيه على الدول العربية وأسّس إلى نقلة سياسية نوعية استكملها امس الثلاثاء وزير الخارجية وليد المعلم بخطوات أكثر وضوحا، معلنا ما يشبه الحرب السياسية والدبلوماسية على الدول العربية، من خلال توجيه تحذيرات ورسائل هي أقرب إلى أن تكون انذارات.

 وفي حين رأى البعض أنّ المؤتمر الصحافي الذي عقده المعلم يهدف للرد على ما صدر عن اجتماع وزراء الخارجية العرب الاخير، يقرأ الاستراتيجيون في مضمون الكلام السوري تهديدا مباشرا بالحسم العسكري السريع والخاطف، وهذا ما ألمح إليه صراحة من خلال ما اعتبره احد مطالب الشعب السوري إذ تطرق مباشرة إلى الحل الامني من خلال عبارة تجاهلتها بعض وسائل الاعلام، وهي تشكل بحد ذاتها بيت القصيد، كما ترسم خريطة العمل التي سينتهجها النظام حيث قال ما حرفيته أن "الحل الامني  فرضته الضرورة واليوم هذه الضرورة اصبحت واضحة بوجود ما يسمى الجيش السوري الحر وهو مسلح وهناك جماعات اخرى مسلحة، لذلك الحل الامني مطلب جماهيري للشعب السوري ولكن ليس هو الحل الوحيد، فهناك مسار سياسي بالاصلاحات ومسار اقتصادي لتحسين الظروف والتغلب على الحصار".

 في هذا السياق، يمكن التكهن بالخطوات المستقبلية التي قد يعتمدها النظام، وهي تتوزع على ثلاثة محاور:
 الاول: أمني بامتياز وهو يعتمد وفق ما يؤكد المتصلون بدمشق على محاصرة الاحياء الداخلية التي يسيطر عليها المسلحون باحكام، ومن ثم توجيه ضربات قاسية ومتلاحقة بغية القضاء عليهم، وذلك بعد أن تمكنت الأجهزة الأمنية السورية من تحديد مكامن الخلل لدى هؤلاء من جهة، وكذلك تحديد المعابر التي يتم من خلالها تسريب السلاح والعتاد إلى الداخل السوري، بما يعني أنّ الحصار سيتزامن مع إقفال هذه المعابر والسيطرة عليها، وهو ما يجري العمل عليه حاليا.

 الثاني: سياسي قائم على إعادة التواصل مع بعض فصائل معارضة الداخل، وهم من نخبة المثقفين والعلمانيين، ومن زعماء العشائر، فضلا عن المجتمع المدني المتمثل برجال الاعمال والاقتصاديين، بما يشكل تمهيدا لمؤتمر الحزب الحاكم الذي يفترض أن يعقد الشهر المقبل، كما أنه قائم أيضاً على إعداد خطة متكاملة لتعديل الدستور وفق تأكيد المعلم، مع الاشارة إلى أنّ فريق عمل الاسد يعمل منذ مدة على التحضير لهذه الخطوة التي ستتكامل مع الحل الامني الذي قد يرفع الضغوط السياسية والمعنوية عن جميع المشاركين.

 الثالث: دبلوماسي بالكامل، وهو يعتمد على خطة مبرمجة بحسب ما يكشف هؤلاء تعتمد على صياغة تسويات كبيرة عبر ايران وروسيا، وذلك في ظل معلومات أكيدة عن عروض أميركية لمصلحة طهران تقوم على بدء حوار مباشر حول مستقبل المنطقة، على أن تسهل إيران عمل ادارة الرئيس الاميركي باراك أوباما، بما يسمح له تسجيل خروقات محددة تساعده على الفوز بانتخاباته الرئاسية.

 وحيال هذا الواقع، يعتبر المراقبون أنّ تسارع التطورات السورية لا يأتي من فراغ، فالرد السريع من قبل الحكومة السورية بالموافقة على التمديد للمراقبين العرب لم يأت من فراغ، بل استنادا إلى معطيات أساسية يستفيد منها النظام لكشف الواقع الميداني، وكذلك المواقف الفرنسية المتعاقبة التي تأتي متأرجحة بين التصعيد والتجميد، على غرار الطلب من الجميع دون استثناء الكف عن استخدام السلاح.     

Syria a2z news

أخبار ذات صلة



0 التعليقات for سوريا تنتقل من مرحلة الدفاع و التلقي إلى مرحلة الهجوم عبر ثلاث مراحل

إرسال تعليق

أدخل بريدك واشترك معنا بالنشرة الإخبارية:


.

syria a2z news (c) 2011 All Rights Reserved