نصر الله: هناك من لا يريد لسورية الإصلاح والأمن بل نظاما يوقع على بياض لأمريكا وإسرائيل
سياسة, ن 12:05 م
أكد السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله أن الإدارة الأمريكية ومشروعها هما العدو والتهديد الحقيقي للأمتين العربية والإسلامية ولكل أوطانها وشعوبها وحكوماتها.
وقال نصر الله في كلمة له اليوم بمناسبة ذكرى العاشر من محرم نقلتها قناة المنار إن أجهزة المخابرات الأمريكية تحولت من أجهزة كبيرة وعريقة تعمل على قضايا أساسية إلى عملاء صغار في خدمة أمن إسرائيل والدفاع عنها وإلى مخبرين في لبنان عند الموساد والأجهزة الأمنية الإسرائيلية.
ودعا نصر الله الشعوب العربية والإسلامية إلى عدم الانخداع بالإدارة الأمريكية أيا كان رئيسها لأنها تحتل فلسطين وتنتهك القدس وتهدد بيت المقدس وهي المسؤولة قبل العدو الإسرائيلي عن احتجاز آلاف الفلسطينيين في السجون وتهجيرهم وتعذيبهم ومحاصرتهم في غزة والضفة.
العدو هو الإدارة الأمريكية وإسرائيل هي أداتها في المنطقة
وأكد نصر الله أن العدو هو الإدارة الأمريكية وإسرائيل هي أداتها في المنطقة وليس حليفتها فهي تستخدمها رأس حربة لإذلال العرب والمسلمين وقهرهم ولفرض إرادتها عليهم وتأمين أسواق السلاح ونهب نفطهم وخيراتهم ومقدراتهم.
وأشار نصر الله إلى أن الأمريكيين يحاولون أن يقدموا أنفسهم كمدافعين عن حقوق الإنسان وحريات الشعوب والديمقراطية في العالم العربي لكنهم دجالون ومنافقون ونعرفهم جميعاً كما نعرف تاريخهم الحافل في دعم الديكتاتوريات فكل الديكتاتوريات التي انهارت كانت تحظى بدعم الإدارة الأمريكية سياسياً وإعلامياً ومخابراتياً وعسكرياً لكن عندما وجدت أمريكا أتباعها يتساقطون وينهارون تبرأت منهم وبحثت عن مصالحها وتخفيف خسائرها.
وأوضح نصر الله أن الإدارة الأمريكية وبعد فشل مشروع الشرق الأوسط الجديد بفعل حركات المقاومة في لبنان وفلسطين والعراق والدول المقاومة وفي مقدمتها إيران وسورية ووعي شعوب المنطقة تحاول إحياء هذا المشروع من جديد عبر الفتنة الطائفية والصراع الداخلي لأن هذا هو الخيار الوحيد الذي بقي متاحاً أمامها لإعادة سيطرتها على المنطقة.
وحول الوضع في سورية قال نصر الله إن موقفنا منذ الأيام الأولى واضح فنحن مع الإصلاح الذي قبلت به القيادة السورية ونادى به الشعب السوري ومعالجة كل أسباب وظواهر الفساد أو الخلل ونقف إلى جانب دولة قاومت ومانعت ودعمت حركات المقاومة.
ولفت نصر الله إلى أن هناك من لا يريد في سورية الإصلاح والأمن والاستقرار والحوار والسلم الأهلي بل يريد تدميرها والاستعاضة عن هزيمته في العراق لأن سورية كانت شريكة بإلحاقها به مؤكدا أن من يطالب بالتغيير في سورية لا يفعل ذلك لمصلحة فلسطين وشعبها والأمة العربية.
المجلس الذي تشكل في اسطنبول وتدعمه بعض الدول الغربية والعربية قدم أوراق اعتماده للأمريكي والإسرائيلي
وقال نصر الله إن المجلس الذي تشكل في اسطنبول وتدعمه بعض الدول الغربية والعربية قدم أوراق اعتماده للأمريكي والإسرائيلي عندما قال قبل أيام على لسان رئيسه إننا إذا غيرنا النظام واستلمنا السلطة في سورية فسنقطع علاقاتنا مع إيران وحركات المقاومة في لبنان وفلسطين وسنذهب إلى المجتمع الدولي لنتفاوض من أجل الجولان مشيرا الى أنهم يطمحون لالقاء أنفسهم في احضان المجتمع الدولي.
وبين نصر الله أن المطلوب في سورية ليس الإصلاحات ومعالجة الفساد والتعددية بل نظام خيانة واستسلام وتوقيع عربي على بياض لأمريكا وإسرائيل وعلى البعض الانتباه كي لا يتم استخدامهم في مشروع يتنافى مع عقيدتهم ودينهم وثقافتهم ووطنيهم وقوميتهم وسوريتهم وانتمائهم الحقيقي داعيا إلى الحوار والسلم ومعالجة الأمور بهدوء.
وقال نصر الله إنني أبشر كل هؤلاء الذين يهددون من وراء البحار والمحيطات بانه جاءت جحافل وقوافل وبواخر وبوارج من هناك ودُمرت عند شواطئ بيروت.
وبشأن القضية الفلسطينية حذر نصر الله من سياسة التهويد التي يتبعها الاحتلال الإسرائيلي يوميا بهدف إنجاز تهويد كامل للقدس عبر هدم المنازل وبناء آلاف الوحدات الاستيطانية وتهديد أجزاء من بيت المقدس بالهدم عبر ادعاء الترميم كما نبه من قيام الاحتلال باغتنام فرصة انشغال الشعوب العربية بمشاكلها الداخلية ليوجه ضربة قاسمة لبيت المقدس.
ودعا نصر الله إلى وجوب بقاء فلسطين القضية المركزية الأولى قائلا إن الرهان هو أن الشعوب العربية لن تخدع ولن تغتر بكل النفاق الأمريكي وعندما تتجاوز محنتها الداخلية ستعود إلى موقعها الطبيعي الذي تحتشد فيه من أجل هذه القضية.
الولايات المتحدة الأمريكية منيت بهزيمة حقيقية في العراق
وأكد نصر الله أن الولايات المتحدة الأمريكية منيت بهزيمة حقيقية في العراق لأن هدفها كان البقاء فيه والسيطرة عليه وإقامة قواعد عسكرية محصنة قانونيا وميدانيا لعشرات السنين لكن المقاومة البطلة وصمود الشعب العراقي والقوى السياسية والكلفة العالية للاحتلال فرض عليها خيار الانسحاب الذي يجب إبرازه وتظهيره وتقديمه لكل شعوب منطقتنا.
ولفت نصر الله إلى أن عمليات المقاومة العراقية لم تحظ بالتغطية الإعلامية العربية ولا العالمية رغم أن الكثير من فصائل المقاومة كانت ترسل أفلام الفيديو عن عملياتها النوعية الواضحة والقوية والمؤثرة إلى الفضائيات العربية والعالمية إلا أنها تجاهلت هذه العمليات وعتمت عليها خدمة لمعنويات الجيش الأمريكي والإدارة الأمريكية ما يوءكد طبيعة هذه الفضائيات التي تسيطر على الإعلام في العالمين العربي والإسلامي.
وقال نصر الله عندما تلحق الهزيمة بإسرائيل في لبنان وغزة يعني أنها تُقهر وعندما تلحق الهزيمة بأمريكا في العراق يعني أيضا أنها تقهر وكما قهرت في العراق يمكن أن تقهر في أي بلد آخر موضحا أن الأمريكيين يريدون إخفاء هزيمتهم عبر قصف دخاني وأحداث وتضليل وتحت هذا السياق يندرج ما يجري في المنطقة بهدف إشغال شعوبها عن رؤية هزيمة الجيش الأمريكي الذي قدم نفسه قوة عظمى ووحيدة في العالم.
وأضاف نصر الله أن الأمريكيين وللأسف الشديد نجحوا بنسبة كبيرة فعندما نفتح الآن الفضائيات العربية والعالمية لا نجد خبر الانسحاب من العراق وصور الجنود والدبابات يخرجون فهناك نحو 150 ألف جندي خرج ولم يرهم أو يحس بهم أحد بينما نجد أخبار ما يجري في المنطقة فقط وهذا أمر متعمد وليس بالصدفة وبالتالي مسؤولية القوى المقاومة والشعب العراقي والإعلام العربي وكل إعلام مخلص أن يظهر هذه الهزيمة.
ونبه نصر الله من مشروع الفتنة الذي تعمل عليه الولايات المتحدة في كل المنطقة بعد انسحابها من العراق الأمر الذي يتوقف على وعي العراقيين وحوارهم وتفاهمهم وحرصهم على وحدة بلدهم.
وفي الشأن اللبناني قال نصر الله إن ما يجري في لبنان مرتبط بما يجري في المنطقة وانطلاقاً من فهمنا للأولويات كنا وما زلنا نصر على السلم الأهلي وتجاوز الفتن مهما كانت الأسباب وجو التحريض والظلم والافتراء الذي يساعد عليه آخرون في الخارج.
وأضاف نصر الله أن هناك من يريد دفع الأمور في لبنان إلى فتنة داخلية ونحن لا نريد أي شكل من أشكالها ويجب مواجهتها بالوعي والحكمة والصبر والتحمل وغض الطرف ومعالجة الخلل وتفعيل العمل الحكومي الذي هو حاجة وطنية حقيقية.
ودعا نصر الله إلى المحاسبة وتحقيق العدالة في ملف شهود الزور وإنصاف الضباط الذين اعتقلوا ظلماً وعدواناً لأن الموضوع لم يكن شهود زور وحبس ضباط فقط إنما وصل لأحداث سياسية كبرى في البلد وانقسامات حادة وتوترات طائفية ومذهبية وقتل عشرات السوريين ظلماً وعدواناً.
ولفت نصر الله إلى أن الأهم في لبنان هو التهديد الإسرائيلي القائم والدائم سواء من خلال الجواسيس والعملاء أو عملاء السي اي ايه وأجهزة التجسس التي تقوم المقاومة والجيش والأجهزة المعنية باكتشافها تدريجياً إضافة للخروقات والاعتداءات الإسرائيلية.
وجدد نصر الله التمسك بثلاثي المنعة والقوة والكرامة للبنان أي الجيش والشعب والمقاومة قائلا للمتآمرين والذين يعلقون الآمال وينتظرون المتغيرات إن المقاومة في لبنان بسلاحها وتشكيلاتها وعقلها وثقافتها وحضورها ستبقى وستستمر ولن تتمكن منها كل المؤمرات والحروب النفسية والإعلامية والسياسية والمخابراتية.
المقاومة اللبنانية متمسكة بمقاومتها وسلاحها وهي تزداد عددا وتسليحا وتدريبا
وأكد نصر الله أن المقاومة اللبنانية متمسكة بمقاومتها وسلاحها وهي تزداد عدداً وتسليحا وتدريبا وثقة بالمستقبل ومن يراهن على أن سلاحها يصدأ نقل له إذا صدأ سلاحنا نأتي بجديد ونجدد كل شيء أيضاً.
وقال نصر الله إن حديث البعض عن أن سلاح المقاومة سبب الفوضى والاضطراب والقلق الأمني في لبنان هو خداع ومن يريد أن ينزع أو يفكر بنزع هذا السلاح يقدم خدمة جليلة لإسرائيل ويساعدها على إنجاز ما عجزت عنه خلال 33 يوماً من العدوان على لبنان ومعها العالم كله بتكنولوجيته وأقماره الصناعية وطائرات استطلاعه مؤكدا أن هذا الأمر لن يتحقق.
وأضاف نصر الله أن خيار المقاومة أخذ منذ عام 1982 دون انتظار مجتمع دولي أو جامعة عربية أو منظمة مؤتمر إسلامي أو أي أحد في هذا العالم فنحن بإرادتنا وعزمنا وشبابنا ورجالنا ونسائنا وإمكانياتنا المتواضعة قاومنا وقاتلنا وقدمنا الشهداء واستعدنا أرضنا وكرامتنا وأسرانا وبمقاومتنا سنحافظ عليها وعلى بلدنا ولن يحول بيننا وبين أداء هذا الواجب أي أخطار وتهديدات وتهويلات ووقائع ومتغيرات.
وقال نصر الله نحن عشرات الآلاف في لبنان من المقاتلين المجهزين المدربين المستعدين للشهادة ونحن قوة ما زال يجهلها العدو وسيبقى جاهلا لها وسنفاجئ كل عدو من خلال حضورنا القوي وإبداعنا في أي ساحة مواجهة لذلك نحن نقول إن الزمن الذي نساوم فيه على كرامتنا وعزتنا وشرفنا ووطننا وعرضنا ومقدساتنا انتهى أيا يكن الثمن وسنصنع انتصاراتنا.