الدعوة إلى تأسيس جامعة للشعوب العربية مقرها دمشق



الوحدة الإخبارية

بعد انكشاف الدور المخزي لما يسمى جامعة الدول العربية بما اتخذته من قرارات معيبة وعميلة ضد ليبيا بداية وضد سورية تالياً وبناء على السيرة الذاتية السيئة لتلك الجامعة المفرقة منذ أن نصح الإنكليز بتأسيسها وحتى يومنا هذا، ندعو إلى إقامة جامعة للشعوب العربية كافة يكون مقرها دمشق، مهمتها مراقبة جامعة الدول وتصويب قراراتها وتصحيح مساراتها وإبعادها عن الهيمنة والانصياع للرغبات الأجنبية والأعرابية لتكون جامعة موحدة لا مفرقة كما هي عليه الآن وبعيداً عن الحكام الفسدة لهذه الشعوب الذين أمسوا أداة طيعة رخيصة بأيدي الأميركان واليهود، واختيار دمشق لكي تكون مقراً لتلك الجامعة العتيدة المقترحة كون سورية الدولة العربية الوحيدة التي تتصاعد حدة التهديدات العدوانية ضدها إنما تستهدف تطويع آخر القلاع الصامدة والمعترضة على مخطط الاجتياح الاستعماري للمنطقة العربية بأكملها دون استثناء!!


فحملة الترهيب الجارية ضدها تحت عنوان عدم التدخل في العراق وفلسطين ولبنان والموافقة على خارطة الطريق العمسامية الحاخامية وتصنيف مقاومة الاحتلال على أنها إرهاب، وتأمين أمن وتفوق الكيان الصهيوني عن طريق تجريد المقاومة الباسلة من سلاحها، أو الحملة المنظمة التي تقودها الإدارة الأميركية المعتمرة للقلنسوات اليهودية حيالها باتهامها تارة بامتلاك أسلحة الدمار الشامل وأطواراً بإيواء قادة المقاومة الفلسطينية وتسهيل دخول المقاومين لقوات التحالف في العراق ودعم ومساندة المقاومة بلبنان وانتهاك لحقوق الإنسان هي في واقع الأمر مخطط يرمي إلى تجريد العرب مما تبقى من أسباب قوتهم، وعناصر صمودهم في وجه هذا المخطط التدميري لحقهم في أرضهم، ولحضارتهم التي تمتد إلى أكثر من عشرة آلاف سنة والتدخل السافر بالشؤون الداخلية والسياسية لدولة عضو في المؤسسات الدولية والحقوقية إكراماً لعيني إسرائيل المكحلة بدماء أطفال ونساء فلسطين ولبنان


ويندرج في سياق هذه الحملة العدوانية تحرك الجماعات المتصهينة في مجلس الشيوخ الأميركي باستصدار قرار محاسبة ومقاطعة سورية في خطوة تشكل انتهاكاً لكل الشرائع والأعراف الدولية، وتعدياً سافراً على حقوق السيادة للشعوب والدول.


فإزاء هذا الواقع الاستعماري الذي تقوده وتروج له الإدارة الأميركانية السياسية والعسكرية بغطاء أعرابي فإن احتضان صمود مواقف سورية ولبنان وفلسطين والعراق وأي كيان عربي آخر أرضه محتلة هو الأمل الوحيد الباقي للحفاظ على الحد الأدنى من التضامن العربي الغائب المنشود والذي أصبح شعاراً كلامياً خجولاً وخائفاً لا قيمة له في واقع الممارسات العملية.
فالشعوب العربية بمنأى عن حكامها ثبتت في كل الساحات بالتعبير عن وحدة موقفها الرافض لكل مشاريع العدوان والقهر والهيمنة الأجنبية وهي على استعداد لتحمل تبعات الصمود والمواجهة، وهذا ما يجب أن يكون حافزاً للأنظمة العربية الحاكمة المستكينة لأعداء شعوبها للارتقاء إلى مستوى الحركات الشعبية بآفاق تطلعاتها واتخاذ قراراتها بما ينسجم مع إرادة هذه الشعوب والتحرر من التجاوب والضغوطات والتهديدات الأمركصهيونية التي تضع هذه الأنظمة في معاداة دائمة مع شعوبها وخارج الالتزام الوطني، والقومي وجامعتنا العربية خير دليل على واقعنا العربي المهين لتواطؤ الأمناء العامين الذين تعاقبوا على رئاستها مع أعداء تطلعات العرب في الحرية والتضامن والمساواة مقابل رشاوى مالية وسياسية رخيصة، فالتضامن العربي إذا لم ينهض على قواعد الالتزام بالتعاضد الحي والصادق بين الأشقاء العرب والوقوف إلى جانب الحق والكرامة ووحدة المصير المشرف فلا معنى لأية مناداة تضامنية عاطفية التي يجيدها القادة العرب مع بعضهم بعضاً وقد طبع على قلوبهم الشيطان وغالباً ما تتسم بالنفاق من قبل أكثرهم، وهل نملك عربياً كحد أدنى من المواقف الكلامية (الجريئة) نعبر فيها عن حضورنا الغائب وعن مصالحنا المنتهكة وعن مواردنا المنتهبة التي أمست بين أيادي أعدائنا الكبار والصغار الذين يحتلون أجزاء غالية من أرضنا وبأشكال مختلفة، ففي هذا العالم المتحضر الكبير لا تسود فيه سوى الأنماط الاتحادية والتعاونية الإقليمية أو القارية نلحظ فيه أن إدارة أقوى دولة عالمية ومن خلال إرادتها المتصهينة تنزع إلى قيام نظام إمبراطوري على غرار الإمبراطوريات المندثرة على حساب المؤسسات الدولية والحقوقية والإنسانية التي جاءت حصيلة لنضال الشعوب الصغيرة للاطمئنان إلى حقوقها ومستقبلها ومصيرها في عالم مفتوح على العدالة الدولية والشرعية لا مكان فيه البتة لشرعة الغاب والقوة والإرهاب كما هو عليه الحال في هذه الأيام السوداء في تاريخ العلاقات البشرية والإنسانية المنتهكة من قبل الذين يدعون بالديمقراطية وحماية حقوق الإنسان ومناصرة الشعوب ضد الهيمنة والاستعمار ويمارسون الظلم ضدها.


فمن أجل وجود تضامن عربي فعال ومؤثر وبعيد عن المزايدات الكلامية التي نجيدها عربياً وتجسيداً حياً وصادقاً لروابط الأخوة العربية التي تقوم على ألف رباط ورباط لو وضعت تلك الروابط على ظهر أتان بلدي إن وجد لنهق ولبط ورفس احتجاجاً على ثقلها، ندعو إلى عقد مؤتمر شعبي تستثنى منه الأنظمة السياسية العربية الخليجية المتورطة بأحداث سورية التي هي قاعدة النضال القومي والعربي، تتخذ فيه القرارات الفاعلة والملزمة بعيداً عن الضغوطات والإملاءات الأجنبية التي تلاحقنا إلى غرف نومنا بما تملكه من مجسات ووسائل تصوير وتكنيك واتصالات وجواسيس وجمّاع معلومات ونحن في حالة رعب واسترخاء في الحمامات البخارية نجتر الأحلام ونعانق الحسان دون أن نقوى على الرد عن أنفسنا لا بالكلمة ولا بالعصي أو بحد السيف. ومن تلك القرارات التي نتصور أن تتخذ وإن كانت حبراً على ورق على ما سبقها من مجلدات من القرارات التي لم تتحقق بسبب فرقتنا تارة على السماء وأطواراً على الأرض حتى فقدنا القدرة على إدارة مصالحنا بأنفسنا إلا بالاتكاء على الأعداء الخانسين فوق أرضنا كما تخنس الذئاب لفرائسها من النعاج والخرفان.


1- التأكيد على خروج كافة القوات المحتلة لأرضنا دون قيد أو شرط ورفض كافة القواعد العسكرية الأميركانية الموجودة في عدد من الأقطار العربية.


2- دعم القوى المقاومة للاحتلال والهيمنة والاستعمار بغض النظر عن أفكارها ومعتقداتها المذهبية أو السياسية.


3- رفض فكرة إقامة الدويلات الطائفية والعرقية ومنع إصدار الفتاوى بالتكفير والتلعين والتهجير من أية جهة دينية للحفاظ على الوحدة الوطنية بين المواطنين.


4- تأكيد الهوية العربية لأية أرض وطنية أو قومية محتلة.


5- دعم الشعب الفلسطيني ليتمكن من استعادة كافة حقوقه الطبيعية في العودة والتحرير وتقرير المصير.


6- رفض التسوية عبر جدار الفصل العنصري وخريطة الطريق باعتبارها تسوية لحل أمني يستهدف تصفية المسألة الفلسطينية وضمان أمن «إسرائيل» على حساب الحقوق القومية للشعب الفلسطيني وفي طليعتها حق العودة وفق منظور القرار 194 ومواجهة التحريف والتفسير الإسرائيلي لإسقاط القرار وإفراغه من مضمونه عن طريق الحديث عن الرغبة في العودة وليس في حق العودة.


7 - التأكيد على حق الشعب الفلسطيني باعتماد كل المسائل المشروعة لتحرير أرضه والتمييز بين المقاومة والإرهاب واعتبار إسرائيل ومن يدعمها نموذجاً لإرهاب الدولة المنظم بامتياز فريد.


8 - دعم لبنان في نضاله لتحرير كامل أرضه من الاحتلال الإسرائيلي. بعيداً عن تحريض اللبنانيين ضد بعضهم بعضاً بدوافع مذهبية لعينة.


9 - رفض التهديدات الصهيوأميركية الموجهة إلى سورية ولبنان والتضامن معهما فعلاً لا قولاً في مواجهتهما لأعدائهما.


10 - شجب واستنكار العقوبات التي أقرها مجلس الشيوخ الصهيوأميركي ضد سورية لعدم انصياعها للمطالب الصهيونية- الأميركانية العدوانية.


11 - القيام بحركة دبلوماسية فاعلة على كل المستويات الدولية للتنديد بالضغوطات الأميركية على سورية، وتبني مشروع نزع أسلحة الدمار الشامل من منطقة الشرق الأوسط بكاملها وبالمقدمة إسرائيل.


12 - تطوير التشريعات العربية لإقرار شرعة حقوق الإنسان العربي بعد إجراء التعديلات الضرورية على النص الذي سبق وأن اعتمد لدى جامعة الدول العربية.


13 - السعي لتفعيل البرلمان العربي الموحد وجعل قراراته نافذة وليست حبراً على ورق كما هي عليه الحال.
14 - تفعيل فكرة إقامة السوق العربية المشتركة باعتبارها طبيعياً يشد أوصال العالم العربي بديلاً عن مؤامرة السوق الشرق الأوسط الجديد.


15 - تعديل ميثاق ما يسمى بجامعة الدول العربية بما يجعلها أكثر ديناميكية وفاعلية ويبعدها عن الانحياز والتبعية لأية دولة عربية كبيرة أو صغيرة ورفض كل القرارات والتوصيات التي تتخذ ضد أي قطر عربي ينتهج طريق المقاومة والممانعة وتسفيه القرار الذي اتخذ من قبل اللجنة الوزارية العربية الذي يقضي بتجميد عضوية سورية بالجامعة العربية التي أمست أداة بيد اليهود والأميركان.


16 - إنشاء محكمة عدل عربية للنظر بالخلافات العربية المستديمة المعهودة.


17 - المطالبة الجادة والجريئة لمحاكمة الرئيس الأميركي السابق المجرم دبل بوش وأركان إدارته وقادة الكيان العنصري الصهيوني بتهمة مجرمي حرب من الدرجة الأولى أقلها الإبادة الجماعية واستعمال الأسلحة المحرمة دولياً وإنسانياً.


18 - إلزام الآليات الإعلامية من صحافة وإذاعة ونشر على تقصي الحقائق والموضوعية في نشر الخبر بعيداً عن التهييج والإثارة ونكء الجراح والتحريض على الفتن الدينية والمذهبية وقتل الناس كما هو حاصل الآن في أكثر من قطر عربي وفي المقدمة سورية.


إن سورية هي صدر العالم العربي وسيفه وترسه ومصدر الإشعاع الفكري وحامية «الضاد» وإنها القلعة العربية الأخيرة... فهل ندرك هذه الحقيقة أم أننا في جهلنا سادرون؟.


كاتب وناقد صحفي سوري (مقيم) بالكويت- Syria a2z news

أخبار ذات صلة



0 التعليقات for الدعوة إلى تأسيس جامعة للشعوب العربية مقرها دمشق

إرسال تعليق

أدخل بريدك واشترك معنا بالنشرة الإخبارية:


.

syria a2z news (c) 2011 All Rights Reserved