مناع: المجلس الوطني لا يمثل المعارضة و يؤكد بأنه ممول من أمريكا
إعلام, محطات, ن, i 4:00 ص
اتهم ناشط حقوقي وسياسي سوري المجلس الوطني السوري الذي تم اعلانه مؤخرا في مدينة اسطنبول التركية بانه ممول من مؤسسات اميركية، واعتبر انه لا يمثل المعارضة ولا تركيبة مكونات المجتمع السوري، منتقدا الحملة الاعلامية الاقليمية ضد سوريا من دول ديكتاتورية تقمع شعبها وتشارك في قمع الشعوب الاخرى مثل الانتفاضة في البحرين.
وقال المتحدث باسم الهيئة العربية لحقوق الانسان هيثم مناع في تصريح خاص لقناة العالم الاخبارية الاثنين: ان المجلس الوطني السوري يمثل مجموعة من القوى والاطراف السورية معظمها في الخارج وانه ذو لون ايديولوجي محدد هو اللون الاسلامي، معتبرا ان ذلك لا يتناسب مع حقيقة مكونات المجتمع السوري السياسية.
واضاف مناع انه ليس هناك اي بعد ديمقراطي في عملية انتخاب وتكوين المجلس الوطني حيث يضم اطرافا متناقضة تضم من يريد التدخل العسكري الاجنبي الفوري ومن يدعو للتاجيل ومن يرفض ذلك البتة.
واشار هذا الناشط السياسي والحقوقي السوري الى ان برهان غليون وقبل ان يتولى رئاسة المجلس الوطني في اسطنبول كان مع المعارضة في الدوحة وقدم نفسه بصفته من هيئة التنسيق الوطنية واعلان دمشق وقد تمت دعوته لاجتماع برلين لفرع المهجر لهيئة التنسيق الوطنية وقد وافق على ذلك مع المعارض نوار عاطفة لكنه بدل ان يكون في برلين كان في اسطنبول.
واكد مناع ان هيئة التنسيق الوطنية لا تعتبر غليون الان عضو فيها لانه لم يحضر ولم يتابع ، ويسلك سلوكا مختلفا معها، حيث تناضل هيئة التنسيق سياسيا وفق قيم ومبادئ من اجل سوريا ديمقراطية مدنية واضحة المعالم ، وعهد واضح فوق دستوري للكرامة والحقوق.
وتابع مناع بان ذلك يجب ان يحدد كل معالم الدولة السورية الديمقراطية الجديدة التي تؤكد حقوق الجميع خاصة الاقليات الدينية والقومية ومفهوم المواطنة والسيادة الوطنية وان الجمهورية السورية الثانية ستكون حريصة على وحدة اراضيها والمساواة بين مواطنيها ومشاركة كل المواطنين في بناء المستقبل السوري، معتبرا ان هذا المشروع شرط واجب الوجوب لتوقيع اي اتفاق مع اي طرف اخر.
وحذر المتحدث باسم الهيئة العربية لحقوق الانسان هيثم مناع من ان الجلوس باسم اسقاط النظام بدون اي برنامج لا يمكن الا ان يؤدي الى حالة ضياع وتخويف اكثر للاغلبية الصامتة في المجتمع السوري.
ورفض مناع اي ربط بين التجربة الليبية والتدخل الخارجي فيها وبين ما يجري في سوريا التي لم يعش شعبها يوما واحدا بدون تكوينات سياسية ومئات الجمعيات غير الحكومية التي لم يستطع الحكم الحالي الغاءها باي حال من الاحوال، في حين لم تكن هناك تعبيرات في ليبيا تمثل وجهة نظر متماسكة ومتكاملة ولذلك فان المجلس الانتقالي هو في معظمه من فريق القذافي (منشقين) وتربوا في مدرسة غير ديمقراطية وقد مدوا يدهم للخارج منذ البداية.
وشدد على انه لا يمكن ان يستمر اي مجلس حتى نادي واشنطن السوري لشهر واحد بعقلية تدخل خارجي وتمويل من دول مشبوهة، معتبرا ان الشعب السوري اليوم في انتفاضته تم ضربه بضربات لم يتحملها شعب في القرن الواحد والعشرين وقد نادى البعض بما يسمى فليأت الشيطان لكنهم اقلية ويمكن ان يحملوا بمئتي دولار شعار عاش المجلس الوطني والمجلس السوري وليأت الشيطان واسرائيل، لكن هؤلاء لا يمثلون شيئا في الثورة السورية، معتبرا ان خيرة كوادر الانتفاضة هم في السجن الان.
ونوه مناع الى ان المسؤول من الناحية السياسية عن جرائم القتل (الرد فعلية) هو الخيار الامني السلطوي، لكن لا يمكن اعفاء الاشخاص الذين يرتكبون هذه الجرائم من الناحية القانونية، مشيرا الى ان اربع مؤسسات اميركية مولت فكرة المجلس الانتقالي اضافة الى بعض رجال الاعمال السوريين، حيث من المعروف ان المتحدثة باسم المجلس تعمل في هذه المؤسسات الاميركية.
وحذر المتحدث باسم الهيئة العربية لحقوق الانسان هيثم مناع مما وصفه بالهجمة على الثورة والثوار لتشويه صورتهم بتكوينات كالمجلس الانتقالي على انها ممثلة للثوار وهي لا تمثل الا نفسها، مشددا على رفضه الدعوات من اعلام الدول العربية في الخليج الفارسي للمشاركة في لقاءات حول سوريا وذلك ان هناك الاف المعتقلين يقبعون في سجونها، كما انها تقمع انتفاضة البحرين، لذلك فانهم يأتون من المعارضة السورية بمن يمجد السعودية ودول مجلس التعاون لانها تدعمه.
وطالب مناع مؤسسة افاز الاميركية والتي لها مكتب في بيروت بتقديم كشف عن المبلغ الذي قدمته لانشاء المجلس الوطني وكذلك مؤسسة اندومنت فور دموكراسي ومؤسسة فورد فونديشن، مشيرا الى ان المتحدثة باسم المجلس الوطني موظفة في هذه المؤسسة منذ عشر سنوات.
وتابع ان نادي واشنطن السوري اخذ حصة في المجلس الوطني اكثر من حصة قوى اعلان دمشق والاخوان المسلمين، مشيرا الى ان الخارجية الفرنسية اكدت انها لن تأخذ موقفا من المجلس الانتقالي حيث تعلم ان القوى الاساسية لم تعد في المجلس.
واعتبر مناع ان المشكلة الاساسية هي ان مجموعة من الناس جاءت وجلست في اسطنبول واصدرت مجلسا مسخا وكان مهزلة، فجمع عزمي بشارة (نائب عربي سابق في الكنيست الاسرائيلي) في الدوحة المعارضة ودعاها الى مناقشة مشاكلها، مشيرا الى ان الجلسة مع بشارة ضمت 25 شخصا وقف 3 منهم مع قيام مجلس وطني سوري هم احمد رمضان وعبيدة النحاس وعماد الدين الرشيد.
واوضح هذا الناشط السياسي والحقوقي السوري ان الكردي المستقل عبد الباسط سيده امتنع عن التصويت فيما رفض الباقون تشكيل المجلس ما يعني ان اغلبية القوى السورية كانت ضد هذا المشروع بمن فيهم برهان غليون، وتم الاتفاق على برنامج الائتلاف الوطني السوري ووقعت عليه الاطراف السياسية الاساسية.
واكد مناع ان مؤامرات جرت تحت الطاولة بعد ذلك لتغيير رأي هذا او ذاك، ما ادى الى انتقال هذا الى ذلك الطرف، وخروج المعارضة بتركيبة جديدة، رافضا قول قوى المجلس الوطني بانهم كانوا امينين في الحوارات او انهم يمثلون المعارضة او الاساس فيها، ومعتبرا انهم يمثلون انفسهم فقط.
واشار المتحدث باسم الهيئة العربية لحقوق الانسان هيثم مناع الى ان اللجنة العربية لحقوق الانسان كانت وراء متابعة قضايا الانتهاكات في سوريا في مجلس حقوق الانسان التابع للام المتحدة وتشكيل لجان التحقيق والمحكمة الجنائية ولم يكن في ذلك اي من اعضاء المجلس الوطني الذين يتنقلون من فندق خمس نجوم الى الى اخر مماثل .
واوضح مناع ان من يناضل فعلا من اجل حماية الثورة والثوار والشعب هم مناضلون على الارض من تنظيمات جديدة مثل ائتلاف شباب ثورة 14 آذار في درعا او غيرها ومن تنسيقيات الفعل وليس الاعلام.