عندما يلتقي العرعور وجعجع على قواسم مشتركة
إعلام, مقالات و ترجمات, ن 6:54 م
جواد الصايغ
في جمعة "المجلس الوطني السوري"، ظهر أحد رموز التحريض المذهبي والطائفي، الشيخ عدنان العرعور على الشاشة الصغيرة ليطالب جماهيره بضرورة الخروج إلى الشارع من أجل "وقف الجيش السوري عند حدّه".
لم يتمكن العرعور من إيجاد إعلاميّ سوري يحاوره، استعان بمحاور خليجي حاول الظهور بمظهر العالم بخبايا وخفايا ما يجري في الثورات العربية، وبمظهر من له باع طويل في دراسة جغرافية سورية وتاريخها، فنقلَ ساحة العباسيين إلى حلب برمشة عين، داعياً الشعب إلى التوافد بكثافة عليها، كما جعل من حمص المدينة الصناعية الأولى في سورية!
في الاستديو الذي امتلأت جنباته بعبارة "الشعب السوري ماذا يريد؟"، أراد عدنان العرعور للسوريين ما لا يريدون، واختصر أربعة وعشرين مليون سوري بنفسه؛ فقد أخرج كل مفرداته التحريضية على الشاشة، وأفتى بقتل الجيش والأمن وكل مواطن يساند النظام، وحلل دعوة الحلف الأطلسي لفرض حظر جوي، وسمح لأميركا بالتدخل عسكرياً في سورية، وجعل المسؤولين السوريين ترتعد فرائضهم عندما نهض عن كرسيه وتوجّه إليهم متوعداً بتعليق المشانق، وختم مشدداً على ضرورة الحفاظ على سلمية الثورة!
لم يكتف عدنان العرعور بمحاولة تسعير الفتنة الطائفية في سورية، بل أراد أن يضيف لبنان إلى ضحاياه، فهاجم البطريرك مار بشارة بطرس الراعي ووصفه بأقسى النعوت بسبب مواقفه الأخيرة، وطلب منه الرحيل لأنه ليس على قدر المسؤولية. العرعور فاجأ الجميع عندما تغنى بـ"الأستاذ المكرّم" سمير جعجع، "الذي وقف وقفة الرجال في مواجهة البطريرك الراعي ووضع له النقاط على الحروف"! اعتبر العرعور سمير جعجع قائداً تاريخياً للمسيحيين، وواحداً من قلائل تمتد اليد لمصافحته! العرعور شكر جعج لأنه "أمدّه بالعزم في لحظة يأس"، ولم يذهب عن بال العرعور في سياق حديثه مهاجمة الجيش اللبناني الذي يرابط على الحدود و"يمنع اللبنانيين الشرفاء من مدّ يد العون إلى إخوانهم في سورية لتقديم ما قد يحتاجون إليه في معركتهم مع النظام".
