تقرير خاص ل" عربي برس " - دبي : قناة الاورينت وجمعية جيفري فيلتمان الخيرية
إعلام, مواقع, ن, i 12:18 م

الاستاذ ايهم اليماني عمل سابقا كما تقول سيرته الذاتية في قناة اورينت السورية ، وكونه قد كتب ما قد يعيب به على قناة اورينت وعلى صاحبها ، فإن موقع عربي برس يرحب بالرد الموثق الذي قد يدحض به اي كان اتهامات ايهم اليماني ضد من ورد ذكرهم في مقالته الموثقة بما يفيد مزاعمه، ونحن إذ ننشر هذا المقال فإننا نفتح المجال لحوار قوامه الرأي والرأي الآخر مهما كان قاسيا.
المحرر .
كتب ايهم اليماني – دبي *
حين بدأت بثها في شباط 2009 استبشر السوريون خيراً , فقناة المشرق - أورينت ( orient) جاءت مطلباً مهماً لشرائح المجتمع السوري المتعددة حيث أنها كانت القناة الخاصة الثانية بعد قناة الدنيا و فيها يمكن أن يجد المشاهد السوري فائدته و متعته من خلال دورة برامج متنوعة كان الهدف منها جذب أكبر نسبة مشاهدين و اللعب على قلوب السوريين و المشاهدين العرب عامة , فكان نجاحها باهراً , لكن أحدا لم يسأل نفسه , آنذاك , من يملك هذه القناة , ومن هي الجهات التي تقف وراءها و تمولها , و قد أشيع أن هناك مستثمراً سوريا هو المدعو غسان عبود أحب الدخول إلى عالم الإعلام من بابه الواسع فأنشأ هذه القناة و بالرجوع إلى سجلاته نجد أنه لم يكن من أصحاب الأموال الضخمة التي تمكنه من إنشاء قناة فضائية تبلغ تكاليفها أكثر من ثلاثة ملايين دولار كأقل تقدير , و قد سارع المدعو عبود إلى فتح مكتب إعلامي تابع للقناة في كل من دمشق و حلب و تقدم للحصول على ترخيص من وزارة الإعلام , و لكن الوزارة وسندا الى تقارير معلومات موثقة عن علاقة العبود وقناته باللوبي الصهيوني في اميركا (هذا ما كشفته لاحقا وثائق ويكليكس ) رفضت إعطاءه ترخيصاً , و طبعاً لم يكن هذا الرفض نتيجة لموقفِ مسبقِ من المدعو غسان عبود , بل لا شك أن السلطات السورية إستفادت من علاقاته الجيدة مع الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وتزودت من مقربين منه في الاجهزة الاماراتية الامنية بمعلومات موثقة عن اتصالات العبود مع رجال جيفري فيلتمان في مكتب الاتصال الاميركي في دبي (مكتب محطة الاستخبارات العلني الموجه عمله ضد ايران وسورية ) وقد افادت المعلومات الاماراتية بما اقنع السوريين بوجود محرك خفي لأجندة القناة الجديدة فرفضت السلطات السورية منح القناة ترخيصا وحاولت توجيه اشارات الى العبود تعلمه بانكشاف مصدر تمويله عله يعود الى جادة الصواب ولكنه أبى و على الفور قام غسان عبود بشن حملة على النظام متهماً إياه بأنه وراء إغلاق المكتبين و أنه يسعى إلى وضع يده على القناة بطريق – التشبيح – و قد جذب هذا الكلام الكثير من التعاطف و أظهر غسان عبود و من معه من ممولي الأورينت في مظهر الحمل الوديع في وقت كان بأمكان الدولة السورية اظهار ما لديها من معلومات حول علاقات العبود الخارجية في وقت مبكر ولكنها السياسة السورية التي تشعر بان كل إعلام هو رجس من عمل الشيطان فدفعت ثمن تلك السياسة في الازمة الحالية حيث ظهر العملاء من امثال غسان العبود بمظهر المعارضين السياسيين بينما في الوقع مجرد ادوات اميركية تخدم واشنطن وتل ابيب.
و للحق كان اغلب المقربين من غسان عبود (وكاتب هذه السطور منهم ) ليهم شكوك قوية منذ ذلك الوقت بمصدر تمويله الاميركي وبتوجهه المعارض لسوريا كبلد لا كنظام ربطا بأوامر مموليه جيفري فيلتمان ومشروعه المتخصص في ضرب كل خصوم اسرائيل، ولكنا كنا جميعا نحس بانه يضحك على الاميركيين للحصول على المال ولا يريد الخضوع لرغباتهم.
لم يفطن أحد من محرري و موظفي القناة أنهم يعملون في وكر من أوكار التآمر و الحقد على شعب سوريا لأن الأورينت طرحت نفسها كقناة ترفيه و ليست كمركز لبث الفتن و تلفيق الأخبار الطائفية – كما هو حالها الآن –و شيئا فشيئا بدأ غسان عبود بتوجيه إعلامه نحو الخطاب الطائفي التكفيري ولكن بصيغ علمانية تحاكي عقل الطائفيين وتستحث الغرائز و كانت خطته تهدف إلى تسليط الضوء على الأخطاء في سوريا و في المجتمع السوري ليس بقصد البناء و الإصلاح -كما يفعل الكثير من المخلصين - بل لإفساد الرأي العام و تعبئته ضد بعضه بعضا , و انطلاقا من أن الإنسان يظن دائما ظن الخير لا الشر فقد وجد السوريون في هذه القناة تعبيراً عن آمالهم في إعلام متوازن يبث الترفيه و البرامج الثقافية و الأخبار المنوعة , و في عام 2010 ظهر على مسرح القناة المدعو أيمن عبد النور ليقدم برنامجاً بعنوان – البلد بارك( البلد ( park– و هو برنامج كان يهدف إلى تسليط الضوء على الأخطاء في سوريا و تضخيمها و خلق حالة معارضة من خلال استقطاب بعض السوريين المنخرطين في المشروع الأمريكي الصهيوني ضد سوريا كالمدعوة مرح بقاعي و سهير الاتاسي و رضوان زيادة و بسمة قضماني و سواهم من عملاء الاستخبارات الأمريكية , و كان أيمن يتصرف في القناة و كأنه المالك لها ( من حيث تمثيله للمخابرات الاميركية فيها ) و لعله استطاع من خلال علاقاته مع بعض الجهات الاستخبارية الغربية و الصهيونية أن يؤمن تمويلا اضافيا لها , و كان أيمن شخصية غامضة و مشبوهة و كان قد أسس موقع – كلنا شركاء في سوريا – و هو موقع إخباري سياسي , ثم فر إلى دبي بعد اكتشاف تعامله مع الاستخبارات الأمريكية و الصهيونية فاجتمع مع غسان عبود ليبدأ الرجلان مسيرة جديدة في التآمر على الشعب السوري بأسم معارضة النظام .
وقد شاهدنا أول ظهور صريح ومباشر للإسرائيليين على قناة الأورينت عام 2010وكان ذلك عبر بث برنامج " الرأي الثالث " الذي يقدمه هاني نصر وهو عبارة عن برنامج إخباري منوع يتناول المواضيع الساخنة في الشرق الأوسط ومنها النووي الإيراني حيث شارك في هذه الحلقة عبر الهاتف شخص من إيران يلقب "بالموسوي" وفي الطرف الثاني من القدس المحتلة عبر الهاتف المحلل الإسرائيلي " شاؤول مينشي "
كان هذا بداية التعامل العلني بين القناة و الكيان الصهيوني فظهور شخص إسرائيلي على قناة سورية ليس أمراً طبيعياً ولو أن قناتي الجزيرة والعربية حاولتا تعويد المشاهد العربي على الظهور المتكرر لشخصيات إسرائيلية لتعرض رأيها بكل وقاحة واستفزاز لمشاعر الملايين من المعذبين بسبب ممارسات هذا الكيان الغاصب . كما أن خبر زيارة المدعو أيمن عبد النور لإسرائيل يقطع الشك باليقين عن تعاون وتنسيق بين غسان عبود ومعاونيه وإسرائيل وحلفائها في الحملة المنظمة ضد سورية وشعبها .
فعندما بدأ مسلسل الإحتجاجات في تونس و مصر , بدأ المحررون في القناة بكتابة تقارير تناصر هذه التظاهرات التي كانوا يظنونها ثورات عفوية و بما يتناسب مع ما تبثه قناة الجزيرة التي كانت محركاً أساسياً و أداة تحريض قوية و فعالة على الأرض و لم تكن ناقلة حيادية أبداً . فاجتمع غسان عبود بفريق التحرير و خطب فيهم خطبة مليئة بالشتائم و راح يقرعهم و اتهمهم بأنهم يخربون عليه مشروعه الإعلامي فهو – وفق زعمه – ليس جبهة تحرير و لا حزباً سياسياً , بل إنه مستثمر في مجال الإعلام يسعى إلى الربح فقط و ليس إلى تعكير الأجواء في العالم العربي و قال إن أفعالكم هذه قد تؤدي إلى حجب بث القناة عن الفضاء , و لعله اصطنع هذه المسرحية الخطابية ليزرع في أذهان المحررين أنه غير معارض و أنه جهة إعلامية حيادية و تجارية . و في تلك الأثناء كان المدعو (ب ب )قد اجتمع مع المحررين في القناة و قال لهم أنهم سيكونون مسرورين إن هم ناصروا وصول ما يسمى الديمقراطية إلى سوريا و طبعا كان كلامه هذا , و هو مسؤول في القناة , مؤشرا على أن هناك طبخة يعد لها بعناية و هذا ما حدث , فبعد مدة وجيزة بثت شبكة شام التي تتبع للمدعو بلال طه (نقطة تقاطع للإخوان المسلمين السوريين مع المخابرات الاسرائيلية و التي تتخذ من بلجيكا مقرا لها و وهو ممن يتعاون مباشرة مع سهير أتاسي) خبر مظاهرة في سوق الحميدية في 15 – 3 – 2011 و على الفور و صل هذا الفيديو إلى القناة فقطع غسان عبود بث البرامج المنوعة و فتح الهواء لأكثر من ثلاث ساعات مع عرض مستمر لذلك الفيديو الذي لم يكن سوى عشرين ثانية من التسجيل السيء مع استقبال الهواتف المرتبة مسبقاً مع أصحابها للزعم بأن ما يسمى ثورة الشعب السوري قد بدأت , و من ذلك الوقت كشف غسان عبود عن وجهه الحقيقي و نسي ما قاله لموظفيه من أنه مستثمر فقط و بدأ يبث الأكاذيب و الأخبار و الفيديوهات المفبركة ضد الشعب السوري و اتخذ هو من بلجيكا مقرا له ليكون قريباً من أعضاء شبكات التخريب الإخوانية التي احتضنتها مكاتب استخبارات الحلف الاطلسي في تلك المدينة الاوروبية حيث أنشأ الاوروبيين مقرا قيادة للثورة السورية المزعومة وسلم مكتب الاعلام فيها لفريق عمل سوري لبناني يعمل بامرة الاميركيين والاوروبيين وممن يشاركون في ادارته اللبناني عقاب صقر وآخرين ), و بدأت نشرات الإخبار و الفيديوهات تصل إلى القناة جاهزة و ما لبث فريق من المحررين و معدي البرامج أن قدموا استقالاتهم بشكل جماعي من القناة و انشغل الإعلام بهم فانتبهت الجهات المختصة في دولة الإمارات لهذا الموضوع و دققت في تصرفات القناة فرأت أنها خالفت شروط الترخيص فهي مرخصة كقناة ترفيه و ليس كقناة أخبار , فصدر قرار من المجلس الوطني للإعلام في أبو ظبي بحجب بث القناة إلى حين تعديل تصرفاتها و العودة إلى نشاطها الحقيقي (خلق ذلك خلافا ما بين محمد بن راشد والاميركيين الذين ضغطوا عليه كثيرا فمنح القناة فرصة نقل معداتها الى مكان آخر مهما استلزم ذلك من وقت , و قد سعى غسان عبود لدى الجهات المختصة في أبو ظبي و لا سيما لدى المدعو (أ -ع )و راح يسوق الأكاذيب في مسعى منه لتليين قلبه ليعيد بث القناة لكن من دون جدوى (لعناد محمد بن راشد في وجه الطلبات الاميركية والابو ظبيية ) , و لما رأى غسان العبود انه لا بد من الانتقال بالقناة قام بعون من الاميركيين بإستئجار مقر لها في مدينة الانتاج الاعلامي في القاهرة ونقل معظم اعمالها إلى هناك .
وسرح كثيرا من الموظفين السوريين المعارضين لتوجهاته التخريبية الطائفية في سورية وابقى على موافقيه من المشبوهين مثل بعض المذيعين و المحررين من جنسيات عربية وسورية كالجزائرية آمال شابة و السوريين مهند سيد علي و وائل نبواني و راحت هذه القناة تبث من الصباح إلى الليل و من الليل إلى الصباح أخبارا و فيديوهات ركيكة و مكذوبة و تعيدها بطريقة غير مهنية و كأنها قناة أطفال يتعلمون السياسة ولكن قبح الله الطائفية فقد قضت على عقول كثيرين , و على الرغم من أن بعض السوريين ما زالوا يعملون في القناة الا ان العديد منهم غير راض عن أكاذيبها و هم مع دولتهم ووطنهم و لكنهم مبتلون بقروض و قضايا مالية و هم ينتظرون الفرصة المناسبة للفكاك منها غير آسفين عليها و على مديرها الذي باع نفسه للشيطان.
· ايهم اليماني مدير سابق لمكتب غسان العبود ومطلع على الكثير من اسراره.