واشنطن ولندن والرياض وباريس...مــأزومــون يهـربـون إلى الأمـام عبـر سـورية
إعلام, قضايا, i 8:31 م
واصلت بلدان مأزومة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، أبرزها الولايات المتحدة والسعودية وبريطانيا وفرنسا، الحديث عن الشأن السوري، في تصريحات تعكس واقع أن زعماء هذه الدول يتخذون من الأوضاع في سورية ذريعة للهروب من مواجهة مشاكل بلدانهم العميقة.
وأعلن البيت الأبيض في بيان له أن الرئيس الأميركي باراك أوباما والملك السعودي الملك عبد اللـه ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أكدوا في «أحاديث» هاتفية بينهم يوم أمس السبت ضرورة وقف «العنف ضد المتظاهرين في سورية»، على حد تعبيرهم، مستخدمين كلمة «فوراً» في استعراض دعائي في وقت أن أوباما لم يستطع أن يستخدم كلمة «فوراً» ذاتها لحل المشاكل الاقتصادية التي تعصف ببلاده ولم يستطع حلها بعد ثلاث سنوات في الرئاسة، في حين أن الملك السعودي لم يستطع أيضاً أن يستخدم كلمة «فوراً»، على سبيل المثال، لحث مؤسسات المملكة المترهلة على احترام حقوق الإنسان، وعدم استخدام العنف ضد الأقليات فيها.
كاميرون، من جهته، تقدم على نظيريه بقدرته على استخدام كلمة «فوراً» لجهة تنفيذ وعوده باستخدام العنف ضد المحتجين في بلاده ورميهم وعائلاتهم في الشوارع بعد طردهم من مساكنهم.
أما فرنسا التي قطع رعب العجز في خزينتها متعة رئيسها ورئيس وزرائها في عطلتهما، فعاودت استخدام الوضع السوري بتجديد «دعوة رعاياها لمغادرة سورية»، بهدف التغطية على المجازر التي ترتكبها قواتها في ليبيا وإظهار «مكانة فرنسية» آخذة هي الأخرى في الأفول.
وتواصل باريس ضغطها في الشأن السوري في وقت يعاني فيه رئيسها نيكولا ساركوزي تحديات اقتصادية كبيرة أقلها العجز في الخزينة، وتناقضات اجتماعية مع الأقليات المهاجرة قابلة للانفجار على الطريقة البريطانية في أي وقت، بينما التراجع متواصل في نموها الاقتصادي، وتوجه رئيس يعاني من انهيار شديد في الشعبية واحتمالات كبيرة بالخروج قريباً من الإليزيه بعد إخفاقه في تحصيل مجد يطغى على «مجد شارل ديغول» في عيون الفرنسيين.