صحفية روسية: التغطية الاعلامية للاحداث الجارية في سورية "جريمة"
إعلام, محطات, i 5:45 م
قال الصحفية الروسية مريانا بيلينكايا في حديث لقناة "روسيا اليوم" بعد عودتها من سورية، إنها خلال وجودها هناك زارت عدة مدن سورية منها دمشق واللاذقية وحماه ومدينة قطنا، التي تعتبر نموذجا مصغرا عن مدينة حمص نظرا لأنها تضم سكانا من طوائف وأديان متعددة.
واشارت الى ان الوضع يختلف من مدينة لأخرى، فمثلا دمشق تعيش في هدوء وكان شيئا لا يحدث في سورية.
واضافت أن زيارتها إلى مدينة حماة جاءت قبيل دخول القوات الحكومية إليها، قائلة "ما أدهشني في حماة أن المدينة كانت تعيش شهرا بشكل مستقل عن اي سلطة، ومنقسمة إلى أحياء حيث كل حي يعيش حياته الخاصة". وأضافت ان أهالي المدينة كانوا يدركون بأن استمرار الوضع بهذه الصورة غير ممكن، فلديهم خياران، اما الحوار مع السلطة واما أن تدخل القوات المدينة في نهاية المطاف.
واوضحت ان بعض سكان حماه اكدوا لها أنهم مستعدون للمقاومة حتى الموت.
ولفتت الصحفية إلى أنه بعد هذه الزيارة الى حماة اتضح أنه من الصعب قيام حوار بين السلطة والمعارضة لأن الأخيرة لم تتمكن من الاتفاق فيما بينها وهي غير متجانسة وغير موحدة. واكدت بيلينكايا أن الشعب متوتر ويخشى وقوع اشتباكات طائفية، كما جرى في حمص، كما أنه متخوف مما سيحدث لاحقا.
وتابعت الصحفية القول إن هناك تباين في الآراء بين صفوف الشعب، ضاربة مثالا مدينة حماة حيث هناك الأخوان المسلمين وهناك أحياء لا يجرؤ أهالي حماه أنفسهم دخولها، وهناك معارضة مستعدة للحوار كما أن هناك من هو مستعد لسفك الدماء، اضافة الى المؤيدين للاصلاح تحت رعاية بشار الاسد.
وفيما يخص التغطية الاعلامية للاحداث في سورية اكدت الصحفية بعد زيارتها لسورية، انها صعقت من الطريقة التي تبثها القنوات العربية والاجنبية لما يجري هناك، واصفة هذه الطريقة بأنها "جريمة"، لأنها تعكس وجهة نظر آحادية تتمثل بمعارضة ثانوية، دون الالتفات الى ما يقوله الناس المؤيدين للاسد.
ولفتت بيلينكايا إلى ان تأييد الشعب للاسد نابع إما من ايمان بالاصلاحات او لأنه يحبه أو خشية من وقوع اشتباكات طائفية، مؤكدة أن الواقع يشير إلى أنه ليست كل سورية ضد الأسد.
واكدت بيلينكايا على أن التدخل الاجنبي الفظ، البعيد عن تحفيز الحوار بين الاطراف السورية، سيزيد من التوتر في البلاد، مشددة على أنه من الضروري الحوار مع الاسد واعطاءه مهلة للاصلاح، لأن الضغط عليه سيؤدي الى ردة فعل عنيفة من قبل القوى المحيطة بالرئيس بينها المخابرات والعسكريين الأمر الذي ستشعر به المعارضة، ما يرجح حدوث حرب طائفية او أهلية.
واعتبرت الصحفية أن كل ما يستطيع المجتمع الدولي فعله في الوقت الحالي هو اتخاذ قرارات ادانة، اما التدخل العسكري فهو بعيد وان حدث فهو كارثة حقيقية بالنسبة لسورية.