في دراسة جديدة..القنوات السورية أولا بالمصداقية



ليس ثمة خلاف على أن ما تشهده سورية اليوم من أحداث وما أدته إليه من تداعيات و تأثيرات،كان نتيجة حرب إعلامية تكاتفت فيها أكثر من 39 قناة وفضائية عربية و أجنبية،عمدت إلى تزوير مجريات الواقع المحلي، تضخيم الأحداث،والانحياز المزور لطرف محدد مسبقاً من خلال فبركة و صناعة أحداث لم تقع، معتمدة على عدة عوامل منها ما هو مرتبط بالإمكانيات المادية و التكنولوجية و الاستخباراتية التي وفرت لها، ومنها ما هو معتمد على سيرتها وعملها السابق..

على الطرف الآخر كانت وسائل الإعلام و القنوات الفضائية الساعية نحو الحقيقة و الموضوعية تحاول مواجهة الطوفان معتمدة على ما يسمى بالمهنية الإعلامية و استغلال الإمكانيات المحدودة، وإذا كانت هذه الوسائل ومن بينها الإعلام الرسمي بدت مع بداية الأزمة مرتبكة، إلا أنها سرعان ما استعادت زمام المبادرة في نشر المصداقية والموضوعية واستعادة جمهور المشاهدين وقد نجحت في ذلك عبر توسيع مشاركة المواطن و رفع سقف الحوار والنقاش ونقل الأحداث بالصورة والصوت....لكن هذه الشهادة تبقى مجروحة إذا لم تترجم بمواقف من المشاهدين أنفسهم وبمؤشرات ترسم ملامح التأثير الذي لعبته هذه الوسيلة أو تلك.


مؤخراً أجرى المركز السوري لبحوث الرأي العام استبياناً على عينة شملت ألف شخص من سكان محافظتي دمشق وريفها، واللتان تمثلان أكثر من 20% من المجتمع السوري،وقد تبين بنتيجة الاستبيان أن نحو 37% من المبحوثين ينتمون أساساً إلى محافظات أخرى غير دمشق وريفها، مما يعطي نتائج تعبر إلى حد ما عن مختلف المحافظات السورية، لاسيما أن حوالي 45% من أفراد العينة يسكنون مناطق تشهد احتجاجات مقابل 55% يسكنون مناطق هادئة لاتشهد احتجاجات في الأحداث الأخيرة.

خلص استبيان المركز إلى نتائج هامة تؤشر إلى حقيقتين، الأولى تطور الإعلام الوطني السوري و الرسمي منه خصوصاً، و الثانية انكشاف تغطية القنوات و الفضائيات الخارجية القائمة على تزوير الأحداث و فبركتها و تضخيمها لأسباب سياسية..

فقد أكدت نتائج الدراسة أنه استناداً إلى البيانات الواردة في الأسئلة المتعلقة بدرجة متابعة التلفزيون الرسمي السوري و بمتابعته قبل بداية الأحداث و تغير مشاهدته في الشهر الأخير، فإن التلفزيون استقطب أعداداً متزايدة من الجمهور خلال الشهر الأخير لمتابعة الأحداث عبر تغطيته لها، و يؤكد هذا الاستنتاج الربط بين المتابعة قبل الأحداث ودرجة المتابعة أثناء فترة الأحداث كاملة، والذي أظهر أن 70.3% من المبحوثين الذين لم يكونوا متابعين لأخبار التلفزيون الرسمي السوري قبل بداية الأحداث، أصبحوا متابعين لها بدرجات متفاوتة خلال فترة الأحداث، وفي هذا السياق تشير النتائج إلى أن 57.1% من الذين لم يكونوا من متابعي التلفزيون الرسمي قبل بداية الأحداث زادت مشاهدتهم له في الشهر الأخير.

و حول الأسباب التي تدفع المواطنين إلى متابعة التلفزيون الرسمي أو لا، حدد المبحوثون عدة أسباب تدفعهم لمتابعة الأحداث عبر التلفزيون السوري منها ترويجه للإصلاحات بشكل مناسب،توسيع هامش الحرية في أدائه، مخاطبته للجمهور المحلي بشكل مباشر مما أدى إلى زيادة نسبة مشاهديه، ملامسة هموم الناس،مؤكدين ارتفاع أدائه خلال الشهر الأخير في تغطية الأحداث،ومشيرين إلى التزام التلفزيون الرسمي بالمعايير الأخلاقية المرعية في المجتمع، اعتماده على مصادر موثوقة، ارتفاع سقف الحوار،التنويع في الشخصيات والآراء، ابتعاده عن الخط بين المعلومة و الرأي،و اعتناءه بالرد على تغطية الفضائيات الأخرى للأحداث.

أما فيما يتعلق بالأسباب التي تدفع البعض لعدم متابعة للتلفزيون السوري،إذ خلص الاستبيان إلى أن هناك  18.3% من المبحوثين لم يتابعوا الأحداث من خلاله، فهي تتعلق كما يقولون بعدم مصداقيته عندهم،افتقار البث التلفزيوني الرسمي للنقل المباشر من موقع الحدث، نقص الكفاءة لدى الكادر الإعلامي، العمل ضمن دائرة أوامر السلطات، الابتعاد عن المعايير المهنية في التغطية الإعلامية.

النتائج أشارت إلى انخفاض مصداقية القنوات الأكثر تطرفاً عند المبحوثين، والمتمثلة في الفضائيات المعروفة( أورينت، الحرة، وصال،بردى،المستقبل، صفا، و ANN) ،و تبعاً لمعيار المصداقية فقد أوضحت النتائج أن المبحوثين صوتوا للقنوات السورية التي جاءت في المراتب الأولى، الدنيا أولاً بدرجة 6.3 من 10 درجات، الإخبارية السورية ثانياً بدرجة 6.2 فالفضائية السورية ثالثاً بدرجة 6.1، أما على صعيد القنوات الفضائية غير السورية فقد تفوقت المنار على الفضائيات الأخرى التي عُنيت بالأحداث في سورية

أخبار ذات صلة



0 التعليقات for في دراسة جديدة..القنوات السورية أولا بالمصداقية

إرسال تعليق

أدخل بريدك واشترك معنا بالنشرة الإخبارية:


.

syria a2z news (c) 2011 All Rights Reserved