المخطط أصبح في الربع ساعة الأخير..وهاربين سوريين يتوسطون العودة إلى حضن دولتهم
2:15 ص
أخيراً: خلع حزب "المستقبل" وحلفاؤه الأقنعة، فـ"سياسة النعامة" التي انتهجها في التعاطي مع الشأن السوري منذ اندلاع الحوادث في سورية، لم تعد تجدي نفعاً، فبعد أن نفض يديه من أي تدخل في الشؤون الداخلية السورية، عقب الاتهامات التي طالت بعض رموزه بتصدير الإرهاب إلى الداخل السوري، باعتراف بعض أعضاء المجموعات المسلحة الذين وقعوا في قبضة الأجهزة الأمنية، خرج نائبا المستقبل، محمد كبارة وخالد ضاهر، بمواقف علنية داعمة للعمليات التخريبية في "الجارة الأقرب"، وداعية إلى "نصرة الشعب السوري"، غاضين الطرف عما يحصل من عمليات قتل وتنظيم خلايا مسلحة وإعلان "إمارات إسلامية"، وما إلى ذلك من أعمال إرهابية بدعم لوجستي من مناطق لبنانية تخضع إلى حد كبير لنفوذ "المستقبل" وأعوانه، ثم تلا تلك المواقف دعوة أركان "ثورة الأرز" إلى الانعقاد في فندق "البريستول" للغاية عينها، قبل اعتذار إدارة الفندق عن استقبالهم.
ورغم كل ذلك تقول صحيفة الثبات، لا يزال فريق الحريري، يعتبر نفسه في منأىً عن الحوادث الأمنية و"الحركات الاحتجاجية" المحدودة في بعض المناطق السورية. فبعد أن أثبت الشعب والجيش السوريين تمسكهما بوحدتهما الوطنية، والتصدي لكل محاولات زعزعة الاستقرار، ونبذ كل أشكال التفرقة، وعدم السماح بتسلل الفتنة المذهبية إلى بلدهم، يبدو أن الإدارة الخارجية لفريق (14 شباط) في لبنان أوعزت إلى أتباعها بالتحرك، والعزف على وتر "المذهبية" في محاولة للضغط على القيادة السورية لتحقيق أهداف سياسية معينة، تحمل في طياتها "عقد اتفاقية سلام بين سورية والعدو الإسرائيلي"، بحسب ما جاء على لسان عبد الحليم خدام.
من هنا، بدأت الأصوات تعلو، لرفع "الظلم عن الشعب السوري"، وتركيز عدسات "الكاميرات" على مناطق ذات صبغة مذهبية معينة، لتصويرها أمام الرأي العام على أنها عرضةً للاضطهاد من أبناء ملة أخرى، لتأجيج الخلاف المذهبي وبالتالي ضرب الوحدة الوطنية التي تنعم بها سورية، بعد فشل الأعمال التخريبية التي استهدفتها.
وفي هذا السياق تضيف الصحيفة، تأتي "حركة النزوح" والضجيج الإعلامي الذي أثير في شأنها؛ لتعمية الرأي العام عن العصيان المسلح في تلكلخ، وعمليات تهريب السلاح والعتاد المؤازرة له من بعض الجهات اللبنانية التي تدعي نصرة "أهل السنة والجماعة".
وفي سياق متصل، ذكرت معلومات لـ "الثبات" أن بعض الفارين من الأراضي السورية لجؤوا إلى طرابلس، بتسهيل من قوى طرابلسية، وأكدت المعلومات أن بعض هؤلاء الهاربين يتوسط لدى جهة سياسية صديقة لدمشق، من أجل تسليم أنفسهم إلى السلطات السورية ضمن اتفاق يقضي بالعفو عنهم أو تخفيف العقوبة في حقهم على الأقل، وأن المساعي جارية في هذا الصدد، ما يسجل فشلاً آخراً في مخطط تفجير الوضع السوري.
وتشير الأحداث والوقائع المتعلقة بالأوضاع في سورية إلى أن كل محاولات زعزعة الاستقرار السوري، بدأت تسقط واحدة تلو الأخرى، وأن المخطط المرسوم لهذه الغاية بات في الربع ساعة الأخير، فالحياة الطبيعية عادت إلى مختلف المدن السورية، ولجوء بعض أعضاء مجلس الأمن إلى التلويح بفرض عقوبات دولية في حق دمشق، لم ولن يؤثر في عزيمة الشعب السوري، الذي اعتاد وقوف المجتمع الدولي ضد بلده منذ خمسينيات القرن الماضي.
وفي هذا السياق، يأتي عودة فتح ملف المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، والحديث القديم المتجدد عن احتمال تورط مسؤولين سوريين في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري.
وسط هذه الأجواء، نقل زوار مرجع من الأكثرية الجديدة لـ(الثبات) قوله: "إن سورية ستعود أقوى، وإن كل الرهانات على زعزعة استقرارها سقطت، بفضل تماسك الشعب السوري والتفافه حول قيادته وقواته المسلحة، في ضوء الثورات الشعبية التي تحصل في البلدان المجاورة، والتي أدت إلى انهيار أنظمة برمتها".