جمعة العزة تربك أركان النظام القطري
سياسة 7:50 م
شوكوماكو -
تصاعدت التحضيرات لانطلاق الثورة القطرية على أمير البلاد حمد بين خليفة آل ثاني الذي وصل إلى الحكم بعد انقلاب على أبيه.
وازداد عدد المنتسبين لصفحات "جمعة العزة" في قطر وتجاوز عددهم 30 ألفا خلال أيام فقط من إنطلاق الدعوة لاستعادة قطر مما أسموه "الأمير الإسرائيلي"، في وقت بدأت أجهزة أمن الأمير إجراءاتها وسط ارتباك شديد داخل أروقة الحكم الذي تنتابه مخاوف شديدة من أن تطيح الثورة بالنظام الهش الذي أقامه الأمير معتمدا على القوة الأميركية.
مراقبون للشأن القطري وفي تعليق لهم على الوضع في قطر اليوم، أكد أن انعدام شعبية الأمير بين القطريين بات على جانب كبير من الخطورة، مؤكدين أن على الأمير التوقف عن إهمال مواطني بلاده، مشيرين إلى أن معظم الوظائف الرفيعة تمنح للأجانب فيما يعطى أبناء الشعب وظائف صغيرة كسائقي سيارات في الشركات الكبيرة، ومراسلين وغيرها من الوظائف التي يعتبرها القطريون مهينة لهم.
وأكد عدد من المراقبين أن المخاوف الكبرى لدى الأمير وأركان حكمه هو أن تؤدي الثورة إلى كشف الصفقات السرية التي عقدها الأمير لجعل الدول الغربية تمنحه الغطاء السياسي بعد الانقلاب الذي قام به على أبيه بينما كان في رحلة له خارج البلاد.
وذهب بعضهم أن التحركات التي يقوم بها نظام الحكم حاليا بما في ذلك محاولته استقدام واستضافة المؤتمرات الدولية في هذه الفترة هو بهدف تكريس شرعيته المهزوزة في الشارع القطري، بعد أن أدركت شراح كبيرة من الشعب أن أميرهم قد بات مجرد دمية في يد الغرب وأنه تنكر لكل القيم التي يؤمن بها شعب قطر وخاصة تنكره للهوية العربية.
ووسط هذه المخاوف، أعطى الأمير حمد تعليمات مشددة لقناة "الجزيرة" بعدم الإشارة من قريب أو بعيد لصفحات الثورة القطرية، واعتماد سياسية تعتيم مطبقة على مطالب الشعب القطري التي تتركز على المطالبة بسقوط حمد، وزوجته موزة التي تنتمي إلى عشيرة المسند التي يقول آل حمد أن الأمير قد وضع مفاتيح الحكم كافة في يد آل المسند وأقصاهم هم عن الحكم، بما في ذلك قيامه بسحب ولاية العهد من ابن الأمير من زوجته الأولى وهي ابنة عمه، ومنحها لابنه من زوجته الثالثة موزة.
كذلك تضمنت صفحات الثورة مطالبة شعبية بإغلاق قاعدة "المسيلية" الأميركية التي تستحوذ على ثلثي مساحة قطر تقريبا، وقطع العلاقات مع إسرائيل. وقد جاء قرار قطر تزويد إسرائيل بالغاز للتعويض عن النقص لديها في هذه المادة سببا إضافيا لإثارة الشعب القطري ضد نظام الحكم في بلادهم.
ويشار إلى أن تظاهرات عدة خرجت سابقا في العاصمة القطرية الدوحة ضد أمير البلاد، إلا أن تعتيما إعلاميا شديدا مارسته أجهزة الأمن القطرية على الموضوع فيما ترك التعامل الأمني مع التظاهرة للقوات الأميركية المتواجدة في بلاده، في وقت أكد فيه عدد من القطريون على صفحات الثورة القطرية أن أجهزة أمن الأمير بالتعاون مع القوات الأميريكية استخدمت الحوامات على ارتفاق منخفض جدا فوق المتظاهرين لتفريقهم.
ويعتبر القطريون خروجهم يوم الجمعة القادم محطة مفصلية في تاريخ قطر، فيما أكد عدد من القيمين على الصفحة أن اختيارهم لتسمية "جمعة العزة" هي تعبير عن أن المطلب الأساسي للشعب القطري اليوم هو استعادة عزتهم التي أهانها حمد.