ميقاتي يرد : الجميع يعلم بما يقوم به رئيس الحكومة لاطفاء النار التي أشعلها نواب المستقبل بمواقفهم وعنترياتهم
أخبار, العرب, ن, i, N 2:32 م
صدر عن المكتب الاعلامي لرئيس مجلس الوزراء بيان جاء فيه: “في خضم الجهود التي
يبذلها دولة رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي لإعادة الهدوء الى مختلف المناطق بعد سلسلة
الحوادث الدامية والمؤسفة التي حصلت، طالعنا بيان لنواب بيروت في كتلة “المستقبل” صدر
بعد ظهر اليوم ويشكل مدعاة استغراب في الشكل والمضمون.
وردا على هذا البيان نقول: إن مطلب
استقالة الحكومة بات لازمة مرادفة لكل بيانات وتصاريح نواب “المستقبل”، وهو يعكس رغبة
دفينة في استرداد ما اعتبروه حقا مكتسبا، لا يحق لأحد أن ينتزعه منهم، وإلا قوبل بالشتائم
والتجريح والافتراءات والأضاليل التي باتت مكشوفة أمام الرأي العام.
إن دولة رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي
أكد، منذ اليوم الأول لتكليفه تشكيل الحكومة، أنه قبل المسؤولية لشعوره بأن هناك واجبا
وطنيا يحتم عليه ذلك، ولو كانت إستقالة الحكومة تشكل حلا للأزمة لما تأخر عن ذلك، لكن
الواجب الذي حتم عليه قبول المسؤولية يملي عليه اليوم أيضا الاستمرار في تحمل مسؤولياته،
والسعي لتجنيب لبنان ويلات الرهانات السياسية الخاطئة التي يلجأ إليها البعض.
والمفارقة الاخرى في هذا الموضوع ان
بعض كتلة “المستقبل” يتحدث بلغتين ولسانين، فهي في الظاهر توجه الرسائل الايجابية تحت
شعار أن المسؤولية الوطنية تحتم التعاضد وتجاوز التباينات في المواقف، فيما تلجأ في
السر الى الشتائم وتعكير كل المساعي الايجابية لمعالجة الأمور ومحاولة افشالها، وهذه
قمة الازدواجية التي لم تعد تنطلي على أحد.
أما في شأن تحميل السادة النواب “حكومة
الرئيس نجيب ميقاتي المسؤولية الكاملة لما تعرضت له بيروت وكل ما حصل من قبل في طرابلس
والشمال”، فهو أمر مجاف للحقيقة، لأن الجميع يعلمون ما قام ويقوم به رئيس الحكومة من
جهود لاطفاء النار التي أشعلها سواه، ومنهم بعض نواب “المستقبل” بمواقفهم وعنترياتهم
وفيها ما فيها من إنعدام للمسؤولية الوطنية، ودفعهم مناصريهم الى العصيان المدني والمبارزة
في الشارع، في اكثر من منطقة، وآخرها ما حصل ليل أمس في بيروت.
ويبدو ان تحريف الوقائع بات سمة من
سمات ما يصدر عن نواب “المستقبل” أو بعضهم على الاقل، بدليل التجاهل المتعمد للموقف
الذي اعلنه رئيس الحكومة من رسالة المندوب السوري لدى الامم المتحدة، والذي أكد فيه
موقف الحكومة اللبنانية مما جاء في الرسالة، علما ان الفارق كبير بين المزايدة واستغلال
الاحداث، كما يفعل نواب “المستقبل”، وبين التعاطي معها بمسؤولية وبما يتناسب مع المصلحة
الوطنية العليا، كما يفعل رئيس الحكومة.
وختاما نقول: لعل اسهل ما في المعارضة
لجوء البعض فيها الى المواقف العبثية والمجانية والمزايدات التي لا طائل منها لتنفيس
احقاد شخصية، ولكن الاصعب على من هو في موقع المسؤولية أن يحمل في صدره كل سهام التجريح،
متسلحا بإيمانه بربه وبوطنه وبقدسية الواجب الذي يقوم به. والتاريخ خير شاهد”.