باحث أمريكي: الأسد لن يسقط وهذه عوامل بقاء النظام
إعلام, صحف, ن, i, J 3:15 ص
يؤكد الباحث الاميركي في الشؤون السورية جوشوا لاندس أنَّ الرئيس السوري بشار الأسد قادر على تجاوز الأزمة والبقاء في الحكم، على الرغم من تصاعد العزلة والضغوط الاقتصادية، لأنه لم تبرز قوة موازية حتى الآن يمكن أن تأخذ مكانه. وذلك في مقال نشره في موقع ميدل ايست بوليسي كونسيل.
1 .ويقدم الباحث الأميركي أربعة عوامل مهمة لبقاء النظام حتى العام 2013: -1الجيش القوي: بدأ جوشوا لندس تقديم لمحة تاريخية عن دخول الأقليات في الجيش العربي السوري. ويشير إلى أن النظام مستمر بدعم طوائف أخرى و عدم تهميشه للطائفة السنية حيث أن اغلبية المناصب السياسية و الاقتصادية و العسكرية بيدها كما أن غالبية السوريين تخشى صعود الإسلاميين إلى السلطة.
ويوضح أن الرئيس حافظ الأسد لم يرتكب خطأ حسني مبارك إذ لم يترك أبناؤه ينخرطون في الأعمال التجارية في الوقت الذي يتركون فيه الجيش بيد آخرين لينقلبوا عليهم.
ويقول لاندس إن طبيعة النظام تحميه من انشقاقات كبيرة وإلى أن الجيش هو إلى جانب الرئيس ويكن له الولاء وهو مطمئن إلى البقاء إلى جانبه لمدة أطول.
2. المعارضة الضعيفة
يشدد لاندس على أنَّ الجيش السوري الحر محدود القيادة والمركزية ولا يملك اسلحة ثقيلة وهو لا يشكل خطرا حقيقياً أو بديلاً عن الجيش السوري. ويشير الى ان المجلس الوطني السوري يضم قيادات سياسية منقسمة، إذ يشكل الإخوان المسلمون القوة العددية داخل المجلس بالإضافة الى اعضاء من اللجان التنسيقية الوطنية موجودون داخل سوريا والعديد من المستقلين الغير المتوافقين في توجهاتهم السياسية و الدينية.
ويضيف ان رئيس المجلس برهان غليون الأستاذ في جامعة السوربون، يؤكد العديد من الإسلاميين ترؤسه للمجلس ربما لأنه متحدث فعّال تجاه الغرب. ويشير جوشوا لندس الى ان الفشل في توحيد المعارضة في جبهة مع الأحزاب اليسارية الوسطية يتزعمها هيثم مناع أثارت عاصفة من الاتهامات. كما ان الأطراف المختلفة في المعارضة لا تنظر نفس الشيء الى التدخل الأجنبي وإمكانية إقامة منطقة عازلة وهم يصفون الأمر كاحتلال كما حصل في العراق سنة 2003..
3. المجتمع الدولي لا يرغب بالتدخل
يؤكد لاندس ما أصبح معروفاً من أن الولايات المتحدة واوروبا والعالم العربي لا يمكن ان تتدخل في سوريا بالشكل الذي حدث في ليبيا لأن سوريا اكثر تعقيدا. ويضيف ان ضابطاً في المخابرات العسكرية الأميركية أمضى اربع سنوات في العراق، قال انه اذا انزلق العراق في حرب أهلية في الوقت الذي نفشل فيه في سوريا فان المنطقة ستصبح جحيما من الفوضى. فأوروبا مشغولة بمعالجة ازمتها المالية والرئيس اوباما يرغب بنجاح الانسحاب العسكري من العراق كجزء من حملته الانتخابية. وهو لن يتوقف عند تدخل آخر في الوقت الذي يعد فيه لانسحاب التدخل العسكري الاميركي.
ويشير الى ان المملكة العربية السعودية وقطر ترغبان بالتدخل خوفا من نفوذ الجار الإيراني. فتركيا لا تربح الكثير من التدخل على الرغم من قول اردوغان عن الديمقراطية ووصفه لبشار الاسد بالطاغية. المشكلة الكردية التركية طفت على السطح مجددا، والعراق اصبح اقل استقرارا. فأنقرة لا ترغب بالحرب مع سوريا.
يعتبر لاندس ان الدول الأجنبية لن تتدخل إذا ما رأت أن السوريين قد توحدوا لبناء جيش قادر يكون البديل وقادر ان يفرض الاستقرار، بالإضافة إلى الدور الروسي والصيني في مجلس الامن الذي يبعد الإدانة عن سوريا.
4. الاقتصاد هو الإشكالية
يشير جوشوا لاندس الى مراهنة العديد عن دور الاقتصاد في زعزعة النظام السوري منذ ربيع دمشق في العام 2001. ويقول انه على رغم المشاكل التي تعترض هذا القطاع، فإن سوريا ليست العراق عندما فرضت العقوبات عليه ولديها أصدقاء. ويضيف بأن العراق يشكل ثاني اكبر مستورد لسوريا بعد الاتحاد الأوروبي وهو داعم لها بالإضافة الى لبنان، وحتى الاردن يرفض فرض عقوبات. ويلفت إلى ان النظام السوري قال انه سيتجه الى دول اخرى كروسيا والصين في مجال الدعم والتجارة.
ويختم لاندس بالقول إن الأقليات و الغالبية المعتدلة ينظرون الى النظام كضمانة وكذلك البعثيون. ويخلص إلى ان السؤال الكبير متروك للمعارضة التي تواجه صعوبات ومخاطر.