سليمان لفيلتمان: حكم إسلاميّ متشدّد لسوريا خطر على المسيحيّين


أبلغ رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان السفير جيفري فيلتمان بعضاً مما لم يُفصح عنه رسمياً، وقد انطوى على أهمية تتصل بموقف لبنان من الاحتجاجات في سوريا، ومن القيادة السورية ، ومن الحاجة خصوصاً إلى الاستقرار في سورية. تبدو المفارقة الأكثر مدعاة إلى الانتباه وفقا لصحيفة الأخبار أن سليمان أحضر لأول مرة إلى اجتماع بمسؤول غربي رفيع مترجماً، بينه وبين فيلتمان، رغم إلمام الرئيس اللبناني بالإنكليزية، وأنهى اجتماعهما بمحضرين، أحدهما بالعربية احتفظت به دوائر القصر الجمهوري، والآخر بالإنكليزية احتفظ به الزائر الرفيع الذي ـــــ شأن ما كان يفعل إبان وجوده في السفارة في بيروت، ثم فعلت مثله السفيرتان ميشال سيسون ومورا كونيللي ـــــ غالباً ما كان يصحب معه إلى اللقاءات الرسمية مَن يُدون محضر الحديث.

 والواقع أن دوافع إحضار الرئيس مترجماً يسهر على دقة الحوار ونقل العبارات ومغازيها بصدقية بلا غموض ولبس، ووضع محضر بالعربية، رميا إلى تفادي ما يمكن أن يستخلصه المحدث الأميركي من سوء تفاهم أو شكوك عندما يريد تدوين وقائع الاجتماع في تقرير دبلوماسي سري، يخلص فيه إلى استنتاجات قد تناقض أحياناً مضمون الحوار، كي لا تتكرر مجدداً الآثار السلبية التي لا تزال محاضر ويكيليكس تثيرها في لبنان.

 وكان الدبلوماسي الأميركي قد تحدث مع رئيس الجمهورية في عنوانين مهمين، إضافة إلى العنوان الرئيسي موضوع زيارته لبنان، في جولة أجراها في المنطقة، وهو خطاب الرئيس باراك أوباما إلى الأنظمة العربية تحت وطأة الثورات والاحتجاجات والاضطرابات التي تشهدها، وتقويم واشنطن لها:
 ـــــ أحداث سوريا: نالت قسطاً وافراً من حديثه مع رئيس الجمهورية، فأكد أن إدارته تريد رؤية إصلاحات حقيقية في سوريا، وهي تريد أن يكون الرئيس الأسد هو من يطبقها ويتولى إجراءها، موحياً بذلك بعدم ممانعة واشنطن أو اعتراضها على القيادة السورية ، لكن في ظل نظام سياسي تشمله إصلاحات أساسية، أكمل فيلتمان إيحاءه هذا بالتلميح للرئيس اللبناني، بأن الإدارة الأميركية تحبذ الإصلاحات عبر الرئيس الأسد «لا أن تجري بطريقة ثانية.

 ـــــ تسليم الجنود السوريين: استغرب فيلتمان تسليم الجيش اللبناني الجنود السوريين الذين اجتازوا الحدود السورية ـــــ اللبنانية، وسأل عن مبرر هذه الخطوة، وأظهر تبنيه الرواية القائلة إنهم فروا من بلادهم هرباً، وقال: إن ما يصح عليهم هو مرجعية المفوضية العامة لشؤون اللاجئين التي ترعى، وفق قوانين الأمم المتحدة، أحوالهم، واصفاً إياهم بلاجئين.

 تحدث فيلتمان كذلك عن أحداث البحرين، وقال لرئيس الجمهورية إنه لفت النظام هناك إلى الخطأ الذي يعتمده في التعاطي الجاري مع المواطنين الشيعة، إلى حد وصف فيلتمان بين أقرانه في وزارة الخارجية الأميركية ـــــ كما قال ـــــ بالمتعاطف مع الشيعة البحرينيين.
 في تعقيبه على أحداث سوريا، شدد الرئيس سليمان أمام الزائر الأميركي على أن تداعيات ما يحصل لا تقتصر على سوريا ولبنان، بل تشمل المنطقة برمتها، قال أيضاً: إذا تسلم الإسلام المتشدد الحكم في سوريا، فإن ما رأيتموه في العراق والسودان، مرشح كي يتكرر في سوريا ولبنان، لن يبقى بعد ذلك مكان لمسيحيي سوريا ولبنان، رد الدبلوماسي الأميركي: نحن أيضاً لا نريد للإسلام المتشدد تسلم السلطة في سوريا، لذا، ندعم الرئيس الأسد لإجراء إصلاحات، الجميع يعرف أننا نؤيد الإسلام المنفتح والمعتدل.

 أضاف الرئيس اللبناني: نحن الذين ندعو المغتربين اللبنانيين للعودة إلى بلادهم، سنجد أنفسنا ـــــ إذا ما تغيرت الأمور في سوريا وصار لمصلحة الإسلام المتشدد ـــــ ندعو المقيمين في بلادهم إلى الاغتراب، وشدد أيضاً على ضرورة ضمان الاستقرار في سوريا، مع تأييده الإصلاحات التي يجريها الرئيس الأسد.

 في الشق المتعلق بتسليم الجنود السوريين إلى قيادتهم، أنكر سليمان إضفاء صفة اللاجئين عليهم، وقال إن لبنان التزم معاهدتين مع سوريا ترعيان هذا الجانب، قضائية عام 1951 وأمنية عام 1991، وهو ملزم بتطبيقهما، وإن تسليمهم إلى سلطات بلادهم جرى تبعاً للأصول القانونية والرسمية بين البلدين.

أخبار ذات صلة



0 التعليقات for سليمان لفيلتمان: حكم إسلاميّ متشدّد لسوريا خطر على المسيحيّين

إرسال تعليق

syria a2z news (c) 2011 All Rights Reserved