المفتي لمسؤولي "المستقبل": كيف تحافظون على كرامتكم وأنتم تهاجمون كرامات الناس
قضايا, ن, i, J 2:39 ص
اكد مفتي الجمهورية
اللبنانية محمد رشيد قباني أن "لا خلاف بينه وبين تيار "المستقبل"،
واوضح انه : "كان يسأل مسؤولي عندي موقف لم يرضَ عنه تيار "المستقبل"،
لكن الاختلاف في الآراء لا يصل إلى حد التشهير، وأضاف: تيار "المستقبل" شهّر
بمفتي الجمهورية كثيراً بداية الخلاف كانت عندما اتخذت إجراءً إدارياً بتوقيف تكليف
الشيخ أسامة الرفاعي في عكار عن الإفتاء لأمور إدارية خرج أحد النواب ليقول:
"لا تصلوا وراء المفتي"، فيما رأى آخر أنني "منتحل لصفة مفتي الجمهورية".
سائلا: "لا أدري، هل لديهم تفكير سليم؟ كيف يتصرفون هكذا؟".
واوضح انهم "انتظروا طلب "حزب الله"
لزيارتي عند هذه اللحظة بدأت الضغوط، وطُلب مني إلغاء الموعد فرفضت. في اليوم التالي،
صدرت الصحف الخاضعة لتوجيهاتهم، وفيها أن المفتي انتقل إلى الضفة الأخرى". ولفت
الى ان: "هذا كذب، لست أنا من يكون في جهة وينتقل إلى أخرى كما يفعل السياسيون.
أما ما قطع حبل الود مع "المستقبل"، فهو ما قام به رئيس الوزراء الأسبق فؤاد
السنيورة عندما قدم مشروعاً لتعديل المرسوم الاشتراعي رقم 18 الصادر عام1955، الذي
ينظم شؤون المسلمين السنّة". ففي المرسوم توجد "صلاحيات كثيرة لمفتي الجمهورية".
وفي المشروع المقدم هناك "19 بنداً، وفي كل موضع فيه صلاحية للمفتي سلبه إياها
المشروع. فماذا يبقى لمفتي الجمهورية؟ لا شيء سوى الثوب الذي يواري جسده. جرّدوه حتى
من عمامته وجبّته، لذلك قالوا لا تصلّوا وراءه". واشار الى ان "تعديل هذه
الصلاحيات تعني أنه لا يبقى شيء سوى أن يستقبل المفتي الزوار، ويتكلم للإعلام، ويصدر
الفتوى الدينية".
وفي الحديث عن "الصلاحيات التي يريدون نزعها"،
لفت إلى "مادة في المرسوم 18 تقول إن مفتي الجمهورية هو الرئيس الديني للمسلمين
بكل طوائفهم. وفق التعديل الذي قدمه السنيورة يصبح مفتي الجمهورية "الرئيس الديني
للمسلمين السنّة". وسأل قباني: "لماذا التحجيم؟ إذا كان القانون يعطينا دوراً
كبيراً وكل الطوائف ترضى بذلك، فلماذا نحدّ أنفسنا؟".
واكّد قباني أن "لا وساطة حالياً ــــ ولا حتى
سعودية ــــ بيني وبين تيار "المستقبل". الأصدقاء يتمنّون علينا ألا تكون
هناك خلافات. من جهتي لا خلاف معهم إطلاقاً. هم من يقاطعون الصلاة ورائي، وهذا شأنهم"،
مضيفا متهكماً: "ربما من الحداثة والتطوير في السياسة عدم الصلاة خلفي وعدم المبالاة
بكرامات الناس". وسأل: "كيف تحافظون على كرامتكم وأنتم تهاجمون كرامات الناس"،
ليخلص قائلاً: "من باب النصح ولا أقوله عدواناً ولا كراهية: فليتق المسؤولون عن
تيار "المستقبل" الله. جمهورهم طيب وهو من الاكثرية الصامتة. أما مسؤولوهم
فيريدون الأنا. الأنا هي التي أخرجت إبليس من الجنة".
واتهم المفتي "المستقبل" بأنه "أساء
إلينا كثيراً ونشر شائعات كاذبة وملفات مالية وهندسية. هناك أمور خاطئة حصلت، لكنها
لا ترقى إلى مستوى الفضيحة والاختلاس"، مؤكدا أن هذا "كله كذب. السياسيون
يكذب بعضهم على بعض، ويعتقدون أن مفتي الجمهورية من هذا الصنف، فيتكبرون ويتطاولون
عليه. لقد تصرفوا بشكل معيب، وهذا دليل على عدم وجود شيء من الأخلاق السياسية".
وعن الحركات السلفية الجهادية، ذكّر المفتي قباني
بأن "الجهاد في الإسلام فريضة وشرف، ولكن يجب أن يكون الجهاد من طريق المرجع".
أما عن العنف الذي يمارسه السلفيون الجهاديون فرأى أنهم "يتصرفون بطبائعهم وعاداتهم
وعنفهم. فالإسلام والسلف الصالح غير مسؤولين عن ذلك. صفة السلفي أُلبست لأناس لا يستحقونها
إلا إذا كانوا صالحين". اضاف: "هؤلاء لا يأتون إلى دار الفتوى ولا يتكلمون
مع المفتي ولم يلتقوا بي سابقاً. للأسف هذه ليست أخلاق الإسلام. الدين لم يعلمنا الكراهية".
وردا على سؤال حول علاقته مع حزب الله، قال:
"علاقتي مع الجميع جيدة نلتقي ويسمع بعضنا بعضاً، وتكون النصيحة دائمة للجميع".
يعود المفتي ليوجه سهامه إلى السياسيين، فيشدد على ضرورة "احترام الرأي الآخر.
هم يكذبون لأنهم لا يلتقون بالآخر وكرهوا المفتي لأنه التقى مع الآخر".
وعن علاقة دار الإفتاء بجمعية المشاريع، يقول:
"لا يزال "الأحباش" موجودين في المساجد التي يضعون أيديهم عليها، والأوقاف
لا تكلف أحداً".