الدبابات السورية قد تجتاح عكار لقطع الامدادات عن الجيش الحر
إعلام, مواقع, ن, i, J 10:11 ص
الاوساط المواكبة للمجريات على الحدود السورية اللبنانية في الشمال بدءاً من
منطقة العريضة وصولاً الى حنيدر في وادي خالد لا تستبعد ان يستفيق العكاريون ذات فجر
على عودة الدبابات السورية لتجتاح المنطقة بحجة قطع طرق الامدادات للـ«الجيش السوري
الحر» وتجفيف مناطق الدعم له والسيطرة على المنطقة بشكل كامل وما يترتب على الامر من
تداعيات.
هذا الكلام بدأ يتردد في اكثر من صالون سياسي وفي أكثر من بلدة وتقول بعض المصادر
العليمة تماماً بعقلية دمشق أن هذا الامر ليس سيناريو للتخويف ولا جزء من افلام الخيال
العلمي بل هو واقع قد يحصل في أية لحظة بعدما أخذت القيادة السورية قراراً بذلك وفق
المعلومات وسبق هذا القرار أن تبلغت السلطات اللبنانية مراراً باستياء سوري حول ما
يحصل من انفلات على الحدود السورية اللبنانية في الشمال وسط عجز واضح للقوى الامنية
من مكافحة عمليات تهريب السلاح ودخول المقاتلين الاجانب واللبنانيين الى سوريا عبر
معابر غير شرعية بعدما نجح المهربون في استثمار ظلمة الليل لايصال المطلوب منهم الى
سوريا اضافة الى غرف عمليات حدودية وفق ما يشاع تربط بعض عكار بالداخل السوري حيث تشكل
حمص المحور الاكبر للصراع بين الجيش السوري و«الجيش الحر».
وتشير الاوساط الى أن المراقبين الميدانيين للاحداث الحدودية لاحظوا تدرجاً
مدروساً في الايقاع الامني السوري ففي الوقت الذي انطلقت فيه الاحداث في سوريا شكلت
مدينة تلكلخ معقلاً للمعارضين السوريين ومناصريهم من اللبنانيين وخصوصاً العكاريين
منهم حيث كانت تلكلخ قبل أشهر امارة تتمتع بحكم ذاتي تقام في شوارعها الحواجز التي
كانت تأخذ لوناً مذهبياً نافراً دون أن تحرك القيادة السورية ساكناً على الرغم من مئات
الحوادث الطائفية التي حدثت وأصمت أذنيها عن الشكاوى التي كانت تتلقاها يومياً وعلى
حين غرة وبعدما وجدت القيادة السورية أن الامور قد نضجت اقتحمت الدبابات السورية تلكلخ
وازالت الامارة من جذورها وطاردت من بقي حياً من المسلحين وأحكمت قبضتها على المدينة
لتنتقل في خطوة ثانية الى زرع الالغام على المعابر الحدودية من معبر «شهيرة» وصولاً
الى المعابر الاخرى وعندما لم تحل الالغام من تدفق المسلحين الى الداخل السوري انتقلت
القيادة السورية الى خطوة أخرى بعدما استقدمت تعزيزات عسكرية لترد على مصادر النار
التي كانت تطلق من الاراضي اللبنانية وصولاً الى دخولها مقر الامن العام اللبناني بعدما
تعرض موقع سوري لاطلاق نار في المنطقة.
وتقول الاوساط لم يتوقف الامر عند هذا الحد فالسوريون يتدرجون في الاساليب العسكرية
دون تسرع واذا بالمرحلة الثانية من خطتهم بدأت بالظهور الى العلن حيث انتقلت المواجهات
الحدودية الى قصف مدفعي طاول العمق العكاري في منطقة الدريب حيث تساقطت القذائف على
القرى الحدودية وصولاً الى الخط الاساسي الذي يربط منطقة عكار بطرابلس بما يشبه التمشيط
حيث سقط بعضها على الكواشرة ومفرق الدوسة ما يشير الى أن السوريين وضعوا قرار اجتياح
عكار اذا اقتضت الضرورة موضع التنفيذ وأنه في حال تم سحب الجيش اللبناني الى الثكنات
بعد الاحداث التي حصلت على خلفية مقتل الشيخ احمد عبد الواحد ورفيقه فان الجيش السوري
سيتلقف الخطوة ليجتاح عكار معتمداً على مبدأ «الفراغ « وفق القانون الدولي الذي يتيح
للدول ومن زاوية الامن القومي ان تلاحق أعداءها الى المناطق المجاورة وهذا اسلوب اعتمدته
تركيا في مطاردتها للاكراد داخل الاراضي العراقية.
وتضيف الاوساط أن منطقة عكار باتت في دائرة الخطر الشديد كون عودة السوريين
للسيطرة عليها باتت ناضجة على غرار ما حصل في تلكلخ خصوصاً بعدما اهتزت هيبة المؤسسة
العسكرية على الحواجز في عكار وقد يكون الامر مثالياً للسوريين للعودة الى حيث تربعوا
زهاء ربع قرن تقريباً فبالاضافة الى أن القانون الدولي يتيح لهم ذلك فان موقف روسيا
في مجلس الامن يزيد من شجاعة السوريين لفعل اي شيء في سبيل المحافظة على نظامهم ويبقى
الحل الوحيد الذي يمنع هذه العودة ويحمي العكاريين من أن يستيقظوا ذات صباح على صرير
جنازير الدبابات السورية هو نشر الجيش اللبناني بكثافة في هذه المنطقة بدءاً من الحدود
وصولاً الى العمق العكاري وكلما تأخر هذا الانتشار باتت فرص العودة السورية الى هذا
القضاء قوية جداً فهل يستطيع العكاريون مقاومة جيش ذاقوا الامرين في عهده خصوصاً وأن
السوريين وفق مخابراتهم ادرى بالمنطقة حتى من أهلها وخبراء في تبريد الرؤوس الحامية
أو قطعها… ربما هو الوقت الذي يجب ان يعود فيه الافرقاء الضالعين في الشؤون السورية
للاحتكام الى العقل كون «النأي بالنفس» خشبة الخلاص الوحيدة .