رسالة إلى "ثوار" سوريا: ملائكة الرحمة في سورية.. سفاحوا السنة في العراق وفلسطين.
مقالات و ترجمات, ن, i 6:22 م
تعذيب المدنيين العراقيين من قبل الجنود الامريكان |
عربي برس
بعث الحاج عبد الناصر الشالاتي وهو من سكان سقبا برسالة مؤثرة إلى ثوار سورية بعد مرور أشهر على مقتل ولده الوحيد في اشتباك بين المسلحين المعارضين والجيش السوري في بساتين الغوطة ، الحاج عبد الناصر ليس كاتبا ولم يكتب قبل اليوم مقالا أو خطابا ولكن عربي برس تفتح له صفحاتها وقلوب محرريها لأنه رجل عرف طعم الثورة ودماء الثوار سالت من دمه حين فقد أبنه الوحيد .
وهذا هو ندائه:
ملائكة الرحمة في سورية.. سفاحوا السنة في العراق وفلسطين.
لو لم يكن الأميركيون قد غزوا العراق وقتلوا مليونا من أهل السُنة والجماعة فيه لكان "لثوار" سورية عُذر في الإتكال ،بعد فرنسا وقطر والسعودية، على الإدارة الأميركية.
ولو لم تقتل إسرائيل وتشرد إسرائيل ملايين السُنة الفلسطينيين لكان لثوار سورية عُذر في الإتكال على من غطى وبرر جرائم إسرائيل .
كيف يكون الثائر ثائرا للحق، وضد الظلم ،وهو يتكل على أرباب الظلم العالمي أجمعين؟
وما الفرق بين صلح رجال "الثورة" السورية مع الأميركيين من قتلة الشعوب العربية وبين صلحهم مع الحكم المستعد لدفع ثمن الثورة تنازلات للشعب لا للغربيين؟
أي الصلحين أجدى ؟ صلح مع الأميركيين وعملٌ بإمرتهم، أم صلح مع من يعلن إستعداده للصلح مهما كان ثمنه من لحم النظام ورجاله؟
أيهما إرتكب ظلما أشد وأكبر ضد الشعب السوري ؟
النظام أم اميركا ؟ فكيف تصالحون من قتلت وشردت عمدا ملايين العرب بيدها أو بيد إسرائيل، ولا تصالحون حاكما لبلدكم هو ، شئتم أم أبيتم، مخالف للأميركيين وعدو لهم.
يا من أدخلتم البلد في الفتنة، الم تسمعوا أن في الفتنة يختلط فيها حقكم بجرائم المجرمين على جهتي الإختراق والتعصب ؟
مَن مِن ثوار سورية لا يعرف عمر بن الخطاب (رض)؟
ومن من رجال السلاح في مدن سورية ممن يعتقدون صدقا بأنهم رجال الدين وحماة الملة ، من منهم لم يسمع عن عمر بن الخطاب (رض)؟
إذا كانت الثورة السورية حقا ثورة فكيف يدعمها اعداء الله والإنسان والبشرية ولماذا لم يتخلف مستعمر واحد ولا ظالم واحد ولا مرتكب جرائم ضد الإنسانية واحد عن نصرتها والعمل من أجلها ؟
كيف تكون الثورة السورية على حق وكل أهل الباطل يساندونها؟
تنقل كتب التراث المعتبرة عند أهل السُنة والجماعة عن المحدثين عن أخبار عمر بن الخطاب قوله:
"
لا تنظروا إلى صيام أحد ولا الى صلاته ، ولكن انظروا إلى صدق حديثه إذا حدث .. والى أمانته إذا ائتمن ، وورعه إذا أشفى "
هؤلاء الكذابون في إعلام "الثورة" الا ينظرون إلى أمانة فقئوا اعينها ، وإلى صدق ذبحوه من الوريد إلى الوريد؟
الا يعرف كل منكم في قرارة نفسه بأن الكذب عمود خيمتكم الإعلامية؟
وأن القتل على الهوية يتم بقرار ورضى من كل منكم، وأن إغتيال المسلمين ،لمعارضتهم الثورة ، لم يعد يحصل سرا بل علانية وفي إحتفالات عامة .
هل تعملون بنصيحة عمر(رض) أم بأوامر غرف الظلام الأميركية التي تدير إعلامكم؟
هل يحتاج الصادق السائر على الحق المطالب بحريته، هل يحتاج إلى الكذب الصريح؟
وهل يحتاج إلى الفجور على كل المستويات إلا فاجر ؟
فهل هناك وصف يمكن أن توصف به ممارسات من يتحدثون بإسم الثورة ،ومن يتصرفون بإسمها بالسلاح، إلا بالفجور ؟
من يجروء على قول حق في وجه الف الف سلطان جائر في مناطق سيطرة الثورة المسلحة ؟
ومن في هذه الثورة يسمع للحق ؟
يقول عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) إن تعرفوه أيها الثوار :
لا تصاحب الفجار فتتعلم من فجورهم
ويقول:
إعتزل عدوك.
لا تصاحبوا الفجار يقول لكم عمر (رض) فهل قلتم سمعا وطاعة له أم قلتم "هلا وغلى " لهيلاري كيلنتون ؟
...لو أنكم لم ترتضوا بالظالمين أعوانا (بل أسيادا على قراركم) ولولا قبولكم تقديم فروض الطاعة مقابل الدعم المالي والإستخباري والتسلحي من قتلة الفلسطينيين والسنة العراقيين لفزتم فوزا عظيما ولدعمكم كل شريف .
أي نصر تحققونه والساعي اليه معكم إدارة أميركية رجالها (والحكم إستمرارية) هم سفاحون معترف بجرائمهم من العالم (خارج حلف الناتو) أجمع في فلسطين والعراق؟
أين الأمانة التي تحدث عنها عمر (رض) وأنتم تكذبون وتقتلون إخوانكم المعارضين والداعمين لكم ؟ الم تفعلوها في دير الزور يوم وصلها فريق المراقبين ؟ الم يطلق جيشكم الحر نيرانه على متظاهرين معارضين لتزعموا فيما بعد أمام المراقبين العرب بأن النظام قتلكم؟ الم تطلقوا القذائف على الناس في دوما لتثيروهم ضد النظام؟
الم تفعلوها في أكثر من مكان تحت عنوان جواز إستخدام حكم التمترس بالمسلمين؟
إذا كانت الحرب بينكم وبين النظام بالكذب فمن أكذب بربكم أنتم أم النظام؟
لا أسجل هنا نقاطا عليكم بل أناشد فيكم حزني عليكم ، فكيف نساند أحرارا " يسعى في تحقيق هدفهم ،وبشراسة، كل مستعبدي البشرية على مر التاريخ ؟
ايكون الله والشيطان في صف واحد.. وفقط في سورية ؟
ايكون الأميركي والفرنسي والبريطاني عادلا في دمشق وملاك رحمة في حمص، ويكون مجرما هو نفسه في القدس ...قدسكم ؟
لا يحسب النصر نصرا إن كان الباطل هو سبيله ولا يحسب الفوز فوزا وسائسكم فيه زميلة للصهاينة وربيبة لهم هي هيلاري كلينتون وما تمثله الإدارة الأميركية.
في مساجد حمص وطرابلس الشام وفي بيروت والبقاع وفي مكة والمدينة يعلنون الجهاد لأجل نصرة المسلمين في الخالدية ..نعم لنصرة الخالدية ولكن .....لما ينصركم الأميركيون في الخالدية ولا ينصرون إخوتكم في فلسطين؟
عمر بن الخطاب (رض) يقرؤكم السلام ويقول لكم:
" لا تتركوا أحداً من الكفار يستخدم أحداً من المسلمين"
فماذا فعلتم أنتم ؟ هل تركتم ظالما لم تستعينوا به ؟
لو عددنا اعوانكم الدوليين لوجدنا الشيطان بينهم بكل تجلياته، فكيف تريدون ان ينصركم الله وأنتم رجال عدوه؟
هل كنتم مظلومين على يد النظام ...نعم
وهل يعني كلامي براءة للنظام ؟
ابدا
ولكني أسأل : هل يطلب الحق بالباطل ؟