قتلى "الجيش الحر" في طرقات "سقبا".. وبعضهم ترك سلاحه وهرب
إعلام, مواقع, ن, i, J 2:17 م
انتشار العصابات المسلحة في ريف دمشق قبل دخول الجيش السوري إليها |
تقرير: عربي برس
الأبرز في هذه العمليات هي العملية التي لم يعد أهل دمشق يسمعون عنها في الفضائيات والإعلام العربي، بل أصبحت حقيقة يستيقظ عليها أهالي دمشق، وخصوصاً الساكنين في أحيائها الشرقية والشمالية الشرقية، فعلى أصوات إطلاق النار
والانفجارات ينام أهالي هذه الأحياء ويستيقظون، فالعملية الأمنية مستمرة منذ ما يقارب الأربعة أيام في ريف دمشق وخصوصاً في منطقة الغوطة الشرقية، والتي تمتد من دوما شمالاً إلى قرى كفربطنا وسقبا جنوباً، وبينها حرستا وزملكا وعربين.. والقرى التي تقع في محيطها..
حصيلة الأربعة أيام تشير إلى أن الكفة تميل بشكل واضح للجيش العربي السوري، وخصوصاً بعد تمكنه من استعادة مدينة حرستا بشمل كامل، وسيطرته الجزئية على دوما، مع وجود بعض الجيوب التي يتحصن بها المسلحون حتى اليوم، ووصول قوات الجيش في العمق حتى قرى كفربطنا وسقبا التي تبعد عن الأوتستراد الدولي الذي يفصل المدينة عن الريف مسافة 7 كم؛ ما يعني أن الجيش سيطر على كل القرى والبلدات الواقعة في هذه المنطقة والتي هي بشكل رئيسي، زملكا وعربين وعين ترما وحزة وحمورية..
محاولاتنا لدخول المنطقة باءت بالفشل، حيث منعتنا القوات العسكرية من الاقتراب من هذه المنطقة، حتى التي استعادت السيطرة عليها، وذلك بسبب عدم القضاء بشكل نهائي على المسلحين، وهم يهربون من مكان وينتقلون ليهاجموا في مكان آخر، ما يعني أن السيطرة الكاملة لم تتحقق حتى اليوم، بحسب ما أخبرنا مصدر عسكري رفض الكشف عن اسمه.
وكشف المصدر عن أن قوات الجيش تواجه مقاومة عنيفة وخصوصاً مع طبيعة الأسلحة التي يملكها المسلحون وأهمها الرشاشات الثقيلة الموضوعة على سيارات بيك آب والتي اشتهر تنظيم القاعدة باستخدامها بكثرة، واستخدمها "الثوار" الليبيون بكثرة، وأيضاً قواذف الأر بي جي.
بينما رفض الحديث عن طائرات الهليكوبتر التي استخدمها الجيش أمس السبت، وطبيعة المهمة التي قامت بها، ولكن شهود عيان من المناطق المحيطة أخبرونا أن الحوامات لم تكن كثيرة، حيث لاحظوا استخدام حوامتين فقط، ولم تقم بالمشاركة بالعمليات القتالية، وربما كانت بهدف مواكبة تحركات المسلحين من الجو، وكشف طريقة تنقلهم.
التقينا أحد الخارجين من المنطقة، والذي أخبرنا عن أن الاشتباكات عنيفة جداً ولا تقتصر على الرشاشات الخفيفة، بل هناك استخدام لقذائف لا يعرف طبيعتها أو مصدرها، بسبب أصوات الانفجارات الكثيرة التي يسمعها القاطنون في المنطقة، كما إن الاشتباكات تأخذ شكل الكر والفر، حيث تهدأ لفترة ولا تلبث أن تتجدد في منطقة أخرى.
وعن أحوال السكان هناك قال "الوضع الحالي سيء منذ فترة، حتى قبل دخول الجيش، بسبب قيام الجيش الحر بنصب الحواجز وتوزيع المسلحين في الطرقات، وتفتيش الناس ومنعهم من تأدية أعمالهم أو التنقل بحرية، ما أثر بشكل كبير على معيشة الناس، فبلدة سقبا على سبيل المثال تضم سوقاً كبيرة للمفروشات وهي مغلقة منذ فترة بسبب عدم قدرة الزبائن من دمشق على الوصول إليها، حيث يشكل هؤلاء نسبة 90 من زبائن السوق".
وأضاف "انتشر العشرات من المسلحين في الطرقات خلال ساعات، وأعلنوا المناطق التي يسيطرون عليها بأنها مناطق حرة، وهم يملكون أسلحة ثقيلة، ورشاشات"، وقال إن كل الناس رأوا السيارات التي تحمل رشاشات كبيرة، والتي تتمركز على الحواجز، وترهب الناس.
وعن حركة النزوح التي تحدثت عنها بعض الفضائيات، قال الشاهد وهو من أهالي كفر بطنا، "لا يوجد نزوح كما تصوره الجزيرة، بل من لديه مكان آخر أو أقارب في منطقة بعيدة عن الاشتباكات فضل الابتعاد، بينما باقي السكان لزموا بيوتهم ولا يخرجون منها إلا في حالات الضرورة".