أدونيس: ماتشهده سوريا ليس ثورة بل احتجاج محدود و انتخاب غليون تمويه من قبل الإخوان

أدونيس


معالم القلق حول مستقبل العالم العربي وعمقه السوري، تراكمت عند المفكر السوري أدونيس، وازدادت حدّتها، والمؤشر الأخطر الذي يؤرقه هو تصاعد التيار الإسلامي المتطرف، ولا سيما في مصر وتونس والخوف الأكبر يبقى على سوريا لدى ابنها أدونيس.

 صحيفة "الرأي" أجرت حواراً مطولاً مع أدونيس، الذي أكد في توصيف مايمارسه البعض تحت شعار الاحتجاج أن "العنف المادي، يُخرج الإنسان من إنسانيته ويأخذه إلى التوحّش، وهو عامل انحطاط لا عامل نهوض. عامل تغيُّر نحو الأسوأ".

 وردا على سؤال حول إذا ماكان العالم العربي يشهد ثورات في نظره قال أدونيس: "إن ما جرى ويجري، وخصوصاً ما يرتبط بالشبان والشابات، يظلّ في إطار التمرّد والاحتجاج، في حين أن الثورة عملٌ جذريٌ شاملٌ مازلنا بعيدون عنها وبتحقيقها نبني مجتمعات عربية جديدة حقاً، وديمقراطية حقاً، ليس كما يحدث الآن".

 وحول التيارات الإسلامية المتطرفة قال، "هذه تيارات كانت كامنة. وما قام به الشبان والشابات العرب، وفر فُرصة لظهورها، وهي الآن تتواطأ مع القوى الرجعية العربية، والأجنبية الكولونيالية للسيطرة والهيمنة، وخصوصاً أنها الأكثر عدداً والأكثر تنظيماً، غير أن ذلك لا يعطيها أيّ مشروعية لبناء المستقبل.

 وانتقد أدونيس طريقة تفكير هذه التيارات بالقول "لا يُبنى المستقبل بالماضي، مهما كان هذا الماضي حاضراً وفعّالاً، الشعوب الحيّة تبني مُستقبلها بتجاربها الواقعية وإبداعاتها، وليس بذكرياتها وأحوالها الماضية".

 وحول صعود التيارات الإسلامية وأسبابه قال: "أنا لا أفسّره، كما هو شائع، بـ «فشل» الحركات اليسارية"

 ورأى أدونيس أن الفعل الثقافي هو الفعل الذي يجب أن يكون أساسا لأي حركة تهدف لتطوير المجتمع العربي وقال: "أنا أقصد بـ«الثقافي» هنا، المعنى الثقافي الواسع الذي يتضمّن التربية، والاجتماع والسياسة، والاقتصاد، والعلاقة مع الآخر، إضافة إلى الآداب والفنون والعلوم والقوانين".

 وحول المجتمع السوري وتطوره قال أدونيس: "المجتمع السوري يحتاج إلى تحولات على مستوى البنية السياسية والاجتماعية ويجب أن تكون التغيرات الاجتماعية سباقة لأنها تشكل القاعدة".

 وعن ما تشهده سوريا من احداث قال: "في سوريا لا نشهد ثورة بل احتجاج محدود، في عدد المحتجين، وفي عدد الأمكنة التي يتم فيها هذا الاحتجاج. الثورة لا تكون إلاّ بتحرك الكتلة الكثيفة من جسم الشعب، وبخاصة في المدن الكبرى. وهذا التحرك لم يحدث لأن البداية كانت خطأ، كان للحراك نبرة طائفيّة مذهبيّة، تتحرك داخل «صوت» غير سوري، لكي لا أقول «أجنبي»".

 وحول الأطراف التي تدعي أنها تمثل المعارضة السورية ممثلة بـ«هيئة التنسيق» و«مجلس اسطنبول» قال أدونيس: نحن نشاهد «صراع على المواقع»، وهذا مَقْتَلُ الحراك الشعبي. ثم ما معنى «ثورة» في أي بلد عربي، لا في سوريا وحدها، إذا لم تكن قائمة أساسياً على الفصل بين الدين والدولة؟ وما تكون جدواها خصوصاً إذا كانت تَسْتَعينُ بالحِراب الأميركية أو الأطلسية؟!!

 وحول ترسيخ الديمقراطية، سياسياً واجتماعياً وثقافياً، في المجتمع السوري قال: "لا ديمقراطية، ولا حقوق إنسان وبخاصة حقوق المرأة، ولا حريات، ولا دولة قانون في سوريا أو غيرها من البلدان العربية، دون تحقيق الفصل الكامل بين ما هو ديني من جهة، وما هو سياسي ثقافي اجتماعي من جهة ثانية، على جميع المستويات وفي مختلف الميادين".

 وأكد المفكر السوري أن المدعو برهان غليون جاء إلى رئاسة مجلسه بفضل الإسلاميين، وبإرادتهم، ورأى أن الإخوان المسلمون في سوريا يعتمدون على التمويه. والـ«غش» الثقافي عندما يتشدقون بالمدنية وقال: "يجب استخدام كلمة علمانية إذا كان القصد «المدنية» حقّاً".

أخبار ذات صلة



0 التعليقات for أدونيس: ماتشهده سوريا ليس ثورة بل احتجاج محدود و انتخاب غليون تمويه من قبل الإخوان

إرسال تعليق

syria a2z news (c) 2011 All Rights Reserved