"داغي" صحفي حزب العدالة و التنمية التركي..الأسد قد يحول تركيا إلى نمر من ورق
مقالات و ترجمات, ن, i 3:53 م
حذر الكاتب التركي إحسان داغي من السياسة التي تتبعها إدارة رجب طيب أردوغان اتجاه سوريا، وداغي هو واحد من الباحثين المعروفين والمتخصصين في العلوم السياسية والعلاقات الدولية وهو من المواكبين والداعمين لسياسات حزب العدالة والتنمية منذ انطلاقتها.
وقد حذر الكاتب في مقالة نشرها في صحيفة "زمان" التركية المقربة من حزب العدالة والتنمية إلى أن عواقب سياسة أردوغان ضد سوريا قد تكون كارثية على تركيا، حيث قال: "إما كل شيء أو لا شيء" تجاه سوريا.
وقال داغي: "إن المسألة السورية ليست عبارة عن سوريا فقط، بل هي مسألة تبدأ من إيران إلى العراق مرورا بسوريا وصولا إلى لبنان وفلسطين عبر حماس، وتأخذ في طريقها الأردن، ومن إيران تنزل إلى الخليج. ولا ننسى الدور الروسي في هذا المجال".
وقد اعترف داغي أن إدارة أردوغان التي يدافع عنها قد فشلت في توقعها عند بداية اشتراكها في مشروع ضرب سوريا حيث قال "إننا نتحدث عن أزمة عميقة تمس التوازنات الداخلية في المنطقة. ولذا كانت مقاربة تركيا بالتدخل، لكن ظهر أن سوريا وعلاقاتها ليست بسيطة كما ظننا في البداية".
كما اعترف الكاتب التركي أن سياسة أردوغان قد وضعت تركيا في موقف حرج فالمسألة بالنسية لها هي مسألة بقاء أو موت حيث يقول داغي "إن السهم الآن قد خرج من القوس. ولم يعد ممكنا تطبيع العلاقات مع سوريا بل لم يعد ممكنا ترميم القوة المتصدعة لتركيا، من دون سقوط سوريا. وإن أي بشار الأسد قد يحوّل تركيا في السياسة الإقليمية إلى نمر من ورق، ويحمل زعم تركيا أنها تلعب دور اللاعب المؤسس في النظام الإقليمي إلى حالة مضحكة". ويتابع داغي "إن سياسة تركيا اختصرت الآن بـ«اما ربح كل شيء او خسارة كل شيء". أي إما أن تفرض تطبيق قوتها التحويلية في سوريا، الذي هو هدفها السياسي، وإما أن تتراجع وتعيد النظر بكل لغة وأهداف ووسائل سياستها الإقليمية". ويعتبر أنه "في حال نجاح سياسة تغيير الأنظمة يرتفع وهج الدولة الداعية للتغيير إقليميا وعالميا، ويتصاعد نفوذها في الدولة المستهدفة. لكن في حال الفشل في ذلك يتحول الأمر إلى فضيحة. وهذا هو المأزق الذي تعيشه تركيا في الحالة السورية".
ويشير الكاتب أن أيدي تركيا باتت منغمسة بالمشروع ضد سوريا حيث يقول "إذا عدنا إلى بدايات الأزمة فإن الغرب والعالم العربي كانا يدعوان تركيا إلى التحرك تجاه سوريا. أما اليوم فإن تركيا هي التي تدعو الغرب والعالم العربي للتحرك تجاه سوريا. لكن إذا تراجع واحد من الذين نظن أنهم بادروا إلى التحرك فسنكون من جديد بمفردنا".
وينهي داغي مقالته بتحذير قوي جدا قائلا "إن تركيا مهددة بالإغراق فاللاعبون العالميون قد ينقلبوا على تركيا ويغرقوها.
Syria a2z news