العراق: 90 قتيلاً وجريحاً غالبيتهم من الشرطة في هجمات
3, أخبار, العرب, ن 6:50 م
في وقت تنشغل الكتل السياسية العراقية في البحث في طبيعة وآليات وجود القوات الأميركية في العراق بعد الانسحاب في نهاية العام، هزّت أمس سلسلة منسّقة من الهجمات المسلحة والسيارات المفخخة مناطق متفرقة في بغداد، ما أسفر عن مقتل أكثر من 21 شخصاً وجرح نحو 70 آخرين، وذلك في تجدد لمشهد عنف قد يعتبر الأقوى منذ الاعتداء الذي استهدف مسجداً في 28 آب الماضي.
وقال مصدر في وزارة الداخلية إن «ما لا يقلّ عن 17 شخصاً قتلوا وجرح ما لا يقل عن 48 آخرين، أغلبهم من عناصر الشرطة، في هجومين انتحاريين بسيارات مفخخة استهدفا مقر شرطة الحرية، شمالي بغداد، ومقر شرطة العلوية في وسط العاصمة»، لافتاً إلى أن «أغلب الضحايا هم من عناصر الشرطة».
وفيما أوضح عضو مجلس محافظة بغداد محمد الربيعي أن «الانتحاري الذي كان يستقلّ شاحنة مفخخة، فجّر نفسه عند المدخل الرئيسي لمقر الشرطة»، يرى أن «هذا الهجوم جاء قبيل انسحاب القوات الأميركية وهو يمثل تحدياً لتطور العراق ولسير العملية السياسية، لأن الإرهابيين يحاولون إثبات وجودهم» من خلاله، مشدّداً على أن «هناك دعماً خارجياً ودولاً لا تريد النجاح للعراق».
وفي هجوم آخر، قُتل ثلاثة أشخاص وأصيب 11 آخرين بينهم عدد من عناصر الشرطة بجروح، في انفجار سيارة مفخخة مركونة في حي الإعلام، جنوبي غربي بغداد، وفقاً للمصادر ذاتها. كما قتل شخص وأصيب 12 آخرين بجروح في انفجار سيارة مفخخة ضد موكب يقل عميداً في الجيش العراقي، وفقا لمصدر في وزارة الداخلية.
وحمّلت حركة الوفاق الوطني العراقي بزعامة إياد علاوي الحكومة العراقية والبرلمان مسؤولية الانفجارات. وقال الناطق الرسمي للحركة هادي الظالمي، في تصريح صحافي، «تدين حركة الوفاق الوطني العراقي بشدة هذا العمل الإرهابي الجبان.. وتحمّل القيادات العسكرية والأمنية المرتبطة بالقائد العام رئيس الوزراء نوري المالكي المسؤولية عن تلك التداعيات».
من جهة أخرى، أعلنت السفارة الأميركية في بغداد أن العراق بات الآن مسؤولاً عن مجاله الجوي بصورة كاملة للمرة الأولى منذ العام 2003.
وأوضحت السفارة في بيان «في الأول من تشرين الأول، نقلت القوات الجوية الأميركية السيطرة على قاطع المجال الجوي بغداد/بلد الى سلطة الطيران المدني العراقي»، مضيفة أن «حركة النقل الجوي لجميع الطائرات داخل هذا المجال، الذي يُعدّ الأكثر ازدحاماً والأكثر تعقيداً في العراق، تجري الآن من قبل المراقبين الجويين العراقيين».