أخيراً.. انفض "الربيع العربي" بين أردوغان والإخوان المسلمين..!


على عكس ما كان متوقعاً من حالة "الزواج الصوري" بين رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان والحركات المتشدّدة والتي من بينها بالطبع حركة الإخوان المسلمين التي وصل بها الأمر إلى تغيير اسمها ليصبح "حزب الحرية والعدالة"، فقد انتهى هذا الزواج إلى تصريحات وخلافات متبادلة بين الطرفين، تؤكد أن الإدارة الأمريكية التي أعدّت أجندة "الربيع العربي" بعناية فائقة وبالتعاون مع الحليف التركي الزاحف على بطنه طمعاً ببعض المكاسب من هنا أو هناك، زرعت بدهائها وخبثها المعتاد بذور الخلاف والشقاق بين مختلف الأطراف، والتي بدأت بالتهاوي مع انفضاض العلاقة المشبوهة والأهداف المضمرة بين أردوغان المنظّر الثوري بالأمس، وقادة مصر القادمين وعلى رأسهم "الإخوان المسلمين" الذين أعلنوا صراحة رغبتهم بالانقضاض على السلطة في مصر.

فقد حذرت جماعة الإخوان المسلمين في مصر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان من سعي بلاده للهيمنة على منطقة الشرق الأوسط رغم الترحيب الحماسي الذي لقيه في بداية جولته بالمنطقة. وبعد الإشادة الواسعة بدعوته إلى الديمقراطية في العالم العربي لقي أردوغان استقبالاً أكثر تحفظاً من قيادات جماعة الإخوان المسلمين التي لا يشترك حرسها القديم مع جيلها الأصغر في الإعجاب بالزعيم التركي.

وقال عصام العريان، نائب رئيس حزب الحرية والعدالة الذي أسسته الجماعة: "نحن نرحب بتركيا ونرحب بأردوغان كزعيم متميز من زعماء المنطقة، ولكننا لا نرى أنه أو بلاده تستطيع وحدها قيادة المنطقة أو رسم مستقبلها"..

وتتناقض التصريحات الحذرة التي أعقبها هجوم إعلامي من طرف الإخوان مع الاستقبال الحار الذي لقيه أردوغان من جانب حشود في محطته الأولى ضمن جولة تشمل ثلاث دول عربية وتستهدف تعزيز دور تركيا الإقليمي.

وقال العريان: "البلاد العربية لا تحتاج إلى مشاريع خارجية. هذا يجب أن يأتي من داخل الأنظمة العربية خاصة وأنه بعد الثورات ستكون الأنظمة ديمقراطية". وأضاف العريان: إن رئيس الوزراء التركي التقى بأعضاء من حزب الحرية والعدالة. وقال مسؤول كبير بوزارة الخارجية التركية: إن أردوغان عرض المساعدة إذا طلبت منه. مضيفاً: لا نقول إننا سنأتي ونعلمكم ماذا تفعلون لكننا نقول إننا سنساعدكم إذا أردتم!!.

أما تصريحات أردوغان التي أغضبت الإخوان المسلمين فهي دعوته المصريين لبناء دولة ديمقراطية ودستور جديد على أسس علمانية، والتي رأى البعض فيها تدخلاً فاضحاً في الشؤون الداخلية لمصر.. وتنكراً من الجانب التركي لأهداف مضمرة كان قد وعد فيها بعض "الشخصيات الإخوانية" بإقامة أنظمة سياسية عربية تتبنى النهج الإسلامي التركي الذي يزعم تبنيه للقضايا العربية وفي مقدمتها قضية فلسطين.

الخلاف الذي برز إلى العلن بين أردوغان والمبشّرين بالربيع العربي من الإخوان وسواهم، وبدأ من مصر، يُنذر بمعركة مبكرة لكشف الأقنعة التي يبدو أنها ستكون سريعة بعكس ما يتوقعه بعض المحللين السياسيين.

أخبار ذات صلة



0 التعليقات for أخيراً.. انفض "الربيع العربي" بين أردوغان والإخوان المسلمين..!

إرسال تعليق

أدخل بريدك واشترك معنا بالنشرة الإخبارية:


.

syria a2z news (c) 2011 All Rights Reserved