بعد غياب ستة أشهر .. الإتجاه المعاكس: أحادية خداع الضيف
إعلام, i 10:45 ص
بعد سقوط ليبيا جراء ضربات الأطلسي، وحصول التغيير في إدارة قناة "الجزيرة" القطرية التي شكلت رأس حربة في تشريع تدخل الأطلسي العسكري ضد بلد عربي، وعلى غرار التغيير في إدارة قناة "الجزيرة" بعيد سقوط بغداد، عادت الرسائل الإلكترونية والاتصالات الهاتفية تصل إلى إعلاميين عرب غُيبوا عن المشهد الإعلامي للقناة طيلة الفترة الماضية بسبب مواقفهم السياسية خصوصاً في ما يتعلق بالأحداث السورية وطريقة تعاطي "الجزيرة" وتغطيتها لها.
وكتب نضال حمادة على موقع الإنتقاد أن هذا السعي من "الجزيرة" لإستعادة أصوات أعطت القناة نوعاً من المصداقية في السابق، سقط عند أول تجربة في برنامج الإتجاه المعاكس الذي عاد بعد ستة أشهر من الغياب.
وحسب العارفين بموضوع البرنامج ومقدمه، لم تكن هذه العودة ممكنة لولا التغيير في الإستراتيجية الأميركية خصوصاً حيال مقاربة الوضع السوري التي اعتمدت على الإخوان المسلمين والسلفيين لإسقاط سوريا، وبعد أن ثبت فشل هذه التجربة، انتقل العمل إلى التقرب من الأقليات الدينية والعرقية في سوريا والمنطقة لتفتيت الجبهة التي شكلتها هذه الأقليات دعما للرئيس بشار الأسد.
نظرية الرأي والرأي الآخر تسقط كل يوم بفعل التغطية المنحازة والبعيدة عن الواقع لما يحدث في بلدين عربيين هما البحرين وسوريا، ونظرية الإتجاه والإتجاه المعاكس لم يكن ينقصها سوى صاحب البرنامج حتى تسقط بفعل الخداع الكبير الذي تعرض له البرلماني السوري عبد المسيح الشامي من قبل مضيفه فيصل القاسم في الحلقة التي بثت على قناة "الجزيرة" حول الأوضاع في سوريا.
ومن المحير والمعيب في آن معاً أن التواطىء الذي لعبه فيصل القاسم مع محمد العبدالله الذي سوف نروي قصته ضد الضيف الآخر، انتقل إلى خارج العمل الصحفي عبر إيميلات وصور يوتوب أُرسلت من قبل مقدم البرنامج إلى عشرات الصحفيين العرب تظهر عبد المسيح الشامي في ظل أغنية مسيئة لكرامة الرجل الشخصية!.
وإذا كان مقدم البرنامج وبعد صراع طويل مع الذات قرر النزول في مواجهة مع القيادة في سوريا فإن أي قرار سياسي يتخذه لا يمكن له أن يبرر إنحيازه لضيف ضد آخر بهذا الشكل النافر فضلاً عن التعدي على كرامة الضيف الآخر على صفحات اليوتوب والنت.
أما مسألة المعاداة لأميركا والتأييد للعروبة، فكيف لها أن تستقيم مع التأييد الفاضح والفاقع الذي أظهره فيصل القاسم لمحمد العبدالله والذي نشك أن يكون مذيع "الجزيرة" الذائع الصيت والواسع المعرفة بكل تفاصيل المعارضة السورية، لا يعرف ارتباط محمد العبدالله مباشرة مع دوائر إسرائيلية في واشنطن وفي "إسرائيل" وهذا ما يعرفه كل معارض سوري في الخارج والداخل، وكل من له أبسط معرفة بأحوال المعارضات السورية ومللها مع نحلها.
فالرجل كان من أوائل المطالبين صراحة بتدخل أميركي مباشر في سوريا، وهو من الذين يتلقون الدعم والتمويل من اللوبي الصهيوني المحافظ عبر مؤسسة "الشرق الأوسط لدعم الديمقراطية" والتي تدعم أيضاً المعارض فريد الغادري الذي أعلن أنه سوف يرفع علم "إسرائيل" في دمشق في حال استلم الحكم وسوف يقوم بطرد فصائل المقاومة الفلسطينية من سوريا.
أما الملفت في كلام العبدالله فكان ترديده كلمات الإطراء على قطر وسياستها وديمقراطيتها، وكأن هناك في قطر من رأى أن النموذج الليبي أساء لصورة حكام قطر فأصبحت عملية تبيض صفحتهم منوطة ببعض المعارضين السوريين المرتبطين مباشرة بدوائر القرار الأميركي.
في العام 2003 تمت تنحية محمد جاسم العلي عن إدارة "الجزيرة" بسبب تقرير" وول ستريت جورنال" يومها عن علاقة الرجل بصدام حسين، وقد سربت المخابرات الأميركية حينها شريطا يُظهر عدي صدام حسين مع محمد جاسم العلي، و شخص ثالث ليس سوى فيصل القاسم، فلماذا تمت تنحية العلي بينما بقي القاسم مع برنامجه في القناة إلى يومنا هذا؟؟؟