البرازيل: نقدر المبادرات الإصلاحية للرئيس الأسد . والحوار السياسي الحل الأنجع للمشاكل الراهنة
2, أخبار, العرب 8:08 ص
بحث نائب وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد مع وزير العلاقات الخارجية البرازيلية انطونيو باتريوتا، يوم الاثنين، في العاصمة برازيليا، علاقات التعاون بين البلدين وعددا من مستجدات القضايا الإقليمية والدولية، إذ أعرب باتريوتا عن تقديره للمبادرات الإصلاحية للرئيس بشار الأسد، وإيمان بلاده بأن الحوار السياسي هو الحل الأنجع للمشاكل الراهنة.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عن باتريوتا قوله إنه "يقدر المبادرات الإصلاحية للرئيس الأسد ومطالبتها بإفساح المجال لتطبيقها في أسرع وقت، بما يحقق استعادة أمن واستقرار سورية وعودة نموها الاقتصادي، وتألقها الاجتماعي المتأصل بين أبناء شعبها"، مؤكدا إيمان بلاده بأن "الحوار السياسي والتفاهم التفاوضي هو الحل الأنجع للمشاكل الراهنة".
وصدرت في الآونة الأخيرة في سورية، عدة قرارات هدفها تسريع الإصلاحات بالبلاد، منها رفع حالة الطوارئ وإلغاء محكمة أمن الدولة العليا، وتشكيل لجان لإعداد مشروعات قوانين منها الإعلام والانتخابات والأحزاب إضافة إلى الإدارة المحلية، وغيرها..
ولفت باتريوتا إلى إن "غياب التوافق بين الدول الأعضاء في مجلس الأمن حول الوضع في سورية، يشير إلى أهمية التمسك البرازيلي بتعزيز عملية المشاورات والتنسيق الدائم مع مختلف الدول المعنية من منطلق إيمان البرازيل بأن الحوار السياسي والتفاهم التفاوضي، هو الحل الأنجع للمشاكل الراهنة وتآلفها الاجتماعي المتأصل بين أبناء شعبها".
وتحاول عدة دول أوروبية من بينها بريطانيا فرنسا، والتي تحظى بتأييد أميركي، استصدار قرار في مجلس الأمن يدين السلطات السورية لاستخدامها ما أسموه "القمع المفرط" ضد المتظاهرين، إلا أن معارضة روسيا وتحفظات الصين والهند تحول دون ذلك.
وكانت البرازيل ومعها كل من لبنان والهند وجنوب أفريقيا، التي لها حاليا مقاعد في مجلس الأمن المكون من 15 عضوا، 5 منهم دائمون، رفضت نص القرار.
وتعتبر السلطات السورية هذا الإجراء محاولة للضغط عليها للحصول على تنازلات في مواقفها من القضايا الوطنية والإقليمية.
بدوره، قال المقداد إن "سورية مستهدفة اليوم وأكثر من أي يوم مضى من دوائر مجموعة من الدول الغربية نتيجة مواقفها المبدئية حيال الصراع العربي الإسرائيلي ودعم المقاومة".
واستعرض المقداد الوضع في المنطقة العربية وخاصة ما شهدته سورية خلال الأشهر الأخيرة والخطط الإصلاحية فيها، والتي استجابت للمطالب المحقة.
وأشار المقداد إلى "الحملة الإعلامية التي تتعرض لها سورية بزخم إقليمي ودولي غير مسبوق عبر تشويه الحقائق لاستكمال حلقة محاولات تقويض دورها المحوري في المنطقة"، لافتا إلى "مخاطر استمرار العبث بأمن البلاد وتدفق الدعم اللامحدود للعناصر المسلحة".
وبين المقداد أن "بعض المجموعات المتطرفة تجهد وبدعم داخلي وخارجي إلى تحويل حركة المطالب الجماهيرية السلمية المحقة والتي تنادي بتعزيز عملية الإصلاح التي قادها الرئيس الأسد إلى فوضى مسلحة وعمليات قتل وتدمير للمنشآت العامة والخاصة بهدف ضرب وحدة وتآلف الشعب السوري وفصل لحمة رباطه الوطني الواحد المتنوع الأطياف والمشارب الثقافية".
وتقدم السلطات الرسمية أدلة عبر اعترفات بثها التلفزيون في أكثر من مرة عن تورط عناصر مسلحة من المواطنين السوريين تم تجنيدهم من قبل قوة خارجية لإثارة الفوضى وزعزعة امن واستقرار سورية.ولفت نائب وزير الخارجية والمغتربين إلى أن "اللقاء التشاوري للحوار الوطني الذي عقد في دمشق مؤخرا، وبمشاركة مختلف أطياف وشرائح المجتمع السوري شكل منصة مفتوحة ومسرحا تفاعليا لغته الصراحة حيث عبر المؤتمرون وبمطلق الحرية عن مطالبهم و عن تمسكهم بالوقت نفسه بضرورة عودة الأمن والاستقرار لربوع الوطن".
وأوضح أن "المشاركين في المؤتمر أكدوا ترسيخ عملية الإصلاح وتوسيع دائرة المشاركة سيقودان سورية إلى مرتبة جديدة على خارطة بلدان المنطقة الإقليمية والدولية بمفاهيم ومبادئ ديمقراطية بناءة تعزز دورها وتوطد قدراتها وإمكانياتها البشرية والطبيعية والسياسية والاقتصادية".
وشهدالأسبوع الماضي، عقد مؤتمر اللقاء التشاوري، الذي دعت إليه هيئة الحوار الوطني لبحث أسس المؤتمر الوطني الشامل، تم خلاله الحديث عن الأزمة التي تعيشها سورية وأسبابها وبحث التعديلات الدستورية وغيرها..
وأوضح المقداد أن "متانة علاقات الصداقة والصلات التاريخية التي تجمع سورية والبرازيل تتمثل بما تحتضنه من ملايين السوريين المقيمين والمتحدرين من أصل سوري"، معربا عن شكر سورية حكومة وشعبا "للموقف البرازيلي الداعم لسورية في مجلس الأمن والمؤيد لعملية الإصلاح التي يقودها الرئيس الأسد، والرافض لأي تدخل خارجي بالشأن السوري الداخلي".
من جهة أخرى، التقى المقداد مع الأمين العام لوزارة الخارجية البرازيلية السفير روي نوغيرا، الذي شدد على "عمق الروابط الثنائية بين البلدين", مشيرا إلى "متابعة البرازيل وعن كثب لتطور الأوضاع على الساحة المحلية السورية".
وأكد نوغيرا أن "سورية دولة محورية وهامة للاستقرار في المنطقة"، معربا عن "تفاؤله بعملية التغيير والإصلاح التي يقودها الرئيس الأسد بما يتوافق مع تطلعات أبناء الشعب السوري وبما يخدم مصالحه ووحدته واستقراره".
يذكر أن لسورية علاقات وطيدة مع معظم دول أمريكا اللاتينية وفي مقدمتها البرازيل وكوبا وفنزويلا، والأوروغواي، والأرجنتين، حيث تربط سورية مع هذه الدول علاقات اقتصادية إضافة إلى التنسيق السياسي المشترك.