المقداد: سورية تعرضت لأخطر حلقة من سلسلة المؤامرات ضدها


ألقى الدكتور فيصل المقداد نائب وزير الخارجية والمغتربين صباح اليوم بيان الجمهورية العربية السورية أمام المؤتمر الوزاري السادس عشر لحركة عدم الانحياز الذى تحتضن أعماله الجمهورية الأندونيسية والذي يترافق مع الذكرى الخمسين لتأسيس هذه الحركة.

وأشار المقداد إلى أن سورية تتفق مع ما ورد فى إعلان بالي الخاص بالذكرى الخمسين لتأسيس حركة عدم الانحياز والذى أكدت فيه دول الحركة عزمها على تحقيق عالم أكثر أمنا وأمانا في الأعوام القادمة من خلال التزام الحركة بدعم جهود نزع السلاح وفي مقدمتها النزع الكامل للسلاح النووي وإرساء عالم متعدد الاقطاب ورفض العقوبات أحادية الجانب المفروضة على أي دولة من دول عدم الانحياز والتي تؤثر سلبا على الشعوب وعلى النمو الاقتصادي وتمثل مخالفة للقانون الدولي وخرقا لغايات ومبادئ الأمم المتحدة.

وقال المقداد.. إن دعم الحركة لمبادئ السيادة والاستقلال وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لاي دولة وتحقيق السلام العادل والشامل فى الشرق الأوسط استنادا إلى قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ومرجعية مؤتمر مدريد ومبدأ الأرض مقابل السلام ومبادرة السلام العربية هي جوانب تؤكد حيوية الحركة واستعدادها لمواجهة التحديات السياسية إلى جانب التحديات الاقتصادية المتمثلة في الأزمة الاقتصادية والمالية العالمية وأزمة الطاقة والغذاء والتغيرات المناخية داعيا إلى تعزيز دور الحركة في التصدي لمحاولات البعض الرامية لفرض وصاية على أوضاع حقوق الانسان بما يؤدي إلى تسييسها بشكل انتقائي والتدخل في الشؤون الداخلية للدول الاعضاء في الحركة.

ولفت نائب وزير الخارجية والمغتربين إلى أن سورية تعرضت مؤخرا لهجمة ظالمة تابعتها دول الحركة باهتمام انطلاقا من حرصها على استقرار سورية واستمرارها في دورها الفاعل إقليميا ودوليا وكعضو مؤسس لحركة عدم الانحياز موضحا أن سياسات سورية بنيت داخليا على التطوير والانفتاح وعلى التواصل المباشر بين السيد الرئيس بشار الأسد والمواطنين فى حين بنيت السياسة الخارجية على التمسك بالحقوق الوطنية والدفاع عن القضايا العربية ودعم استقلال الشعوب في انحاء العالم كافة وتأييد حركات التحرر.

وقال المقداد إن هذا الموقف السوري لا يعجب البعض على الساحة الدولية فتعرضت سورية لأخطر حلقة فى سلسلة المؤامرات التي حيكت ضدها بهدف ضرب صمودها والقضاء على دورها المحوري في المنطقة إذ قامت مجموعات متطرفة وعناصر إرهابية بالتلاعب بمطالب الشعب المحقة وحرفها بعيدا عن هدفها الأصلي فرفعت شعارات ظاهرها الإصلاح بينما كانت تقوم عمليا بممارسة العنف المسلح ضد مؤسسات الدولة والأملاك الخاصة وعناصر حفظ النظام في محاولة لزرع الفوضى وتحويل سورية من بلد يعتز بالاستقرار إلى بلد تسوده الفوضى وانعدام الأمن موضحا أنه ثبت بالدليل القاطع ارتباط هذه المجموعات بجهات خارجية معادية لسورية ومواقفها الثابتة ولذلك قامت الدولة بملاحقة هذه المجموعات بهدف إعادة الأمن والاستقرار إلى ربوع الوطن.

وأشار نائب وزير الخارجية والمغتربين إلى أن أعمال الجماعات الإرهابية ترافقت بحملة إعلامية غير مسبوقة لتشويه الحقائق وتضليل الرأي العام ونشر اخبار تحريضية تتنافى وأبسط الأخلاقيات الإعلامية والمهنية إذ كانت بعض أجهزة الإعلام وما زالت تتجاهل المشاهد الدموية لضحايا تلك المجموعات الإرهابية وتمثيل المجرمين بجثث الضحايا وتتعامى عن حمل هذه المجموعات للسلاح وعن كون الكثير من المظاهرات ليس سلميا ولم تكتف بعض وسائل الإعلام بذلك بل قامت بقلب الحقائق ورواية أكاذيب عن قيام قوى الأمن بإطلاق النار على مسيرات سلمية في الوقت الذي كانت فيه قوى الأمن هي التي تتعرض لإطلاق النار من قبل هذه العصابات المجرمة ما أدى إلى استشهاد ما يزيد على 150 ضابطا وجنديا من عناصر الشرطة والجيش.

وأكد المقداد أن سورية لم تفاجأ بمدى نفاق دولة كبرى وحلفائها الغربيين في الحرص على دماء السوريين متجاهلين ما أوضحته سورية حول ضبط كميات كبيرة من الأسلحة المهربة إلى عصابات مسلحة مرتبطة بالخارج تقوم بتنفيذ عشرات العمليات الإرهابية المسلحة ضد الأبرياء من أبناء شعبنا وضد ضباط وجنود الجيش العربي السوري وقوى حفظ النظام مشيرا إلى أن من يعمل من أجل الإصلاح لا يلجأ إلى التخريب وقال.. إن من يدعي انه يناضل من أجل الحرية لا يقتل حرية الآخرين في الحياة ولا يمكن تفسير الإجراءات التى اتخذتها الإدارة الأمريكية والاتحاد الأوروبي ضد سورية إلا على أنها دعم مباشر لتلك المجموعات الإرهابية والمتطرفة ودفعها لإراقة المزيد من دماء المواطنين الأبرياء ويأتي هذا الدعم مثالا واضحا على أسوأ حالة لازدواجية المعايير مضيفا أنه في الوقت الذي تتحدث فيه تلك الدول عن دعم حقوق الإنسان لم نجدها تتحدث بالشجاعة ذاتها عن إسرائيل وانتهاكاتها الحقيقية لا المختلقة لحقوق الإنسان في الأراضي العربية المحتلة وقتلها ما يزيد على 1500 مواطن فى عدوانها المشين على غزة ناهيك عن آلاف المدنيين الأبرياء الذين قتلتهم إسرائيل فى عدوانها على لبنان.

وأكد نائب وزير الخارجية والمغتربين أن توظيف هذه المجموعات لإثارة الشغب يهدف إلى إيجاد معارك جانبية تستنزف سورية وتحرف الشعب عن المضي في طريق الإصلاح والتنمية لضمان استمرار منعة الوطن وتحرير الارض السورية والعربية المحتلة من قبل إسرائيل مبينا أن الرئيس الأسد كان ولا يزال يرى أن الحلول السياسية هي الأساس للوصول إلى الاصلاحات المحقة وأن الحوار الذى يشمل جميع شرائح المجتمع ومكوناته هو ما يوصلنا إلى النتيجة المطلوبة.

واستعرض المقداد الاجراءات التى قام بها الرئيس الاسد منذ بدء الأحداث حيث أصدر سيادته العديد من المراسيم التي أنهت العمل بحالة الطوارئ وسمحت بالتظاهر السلمى كما التقى ممثلين عن المجتمع السورى من جميع المحافظات ولم يترك خللا في الأداء الحكومي إلا وناقشه ولا ملاحظة هامة لتطوير العمل السياسي والتنموي إلا وأخذ بها وكانت تلك اللقاءات وغيرها عبارة عن حوار فعال وعميق وشامل وذي مضمون وطني للسير بسورية نحو غدها الجميل كما أشار المقداد إلى أن الرئيس الاسد وجه الحكومة الجديدة بالقضاء على كل مظاهر الفساد فى المؤسسات الحكومية فأعلنت رئاسة الوزراء تشكيل هيئة وطنية لمكافحة الفساد تتولى وضع تشريعات تضمن النزاهة والمحاسبة وتأتي هذه الإجراءات انطلاقا من الثقة بالنفس والإيمان بالشعب والتصميم على الإصلاح السياسى والإداري وتحسين المستوى المعيشى للمواطنين إضافة إلى تشكيل لجنة تحقيق خاصة من كبار رجال القضاء في سورية والمعروفين بمصداقيتهم ونزاهتهم لتلقي شكاوى المواطنين والتحقيق في الأحداث التي جرت تمهيدا لمحاسبة المخطئين الذين تسببوا بسقوط الضحايا المدنيين أو العسكريين.

وقال المقداد إن بناء مشاركة حقيقية فى سورية لتحقيق التقدم سيصنعه أبناء الشعب وقيادته بالحوار بعيدا عن الإملاءات الخارجية وأن الرئيس الأسد على ثقة بأن وعي شعبنا وايمانه بتاريخه الحضارى وإنجازاته الوطنية سيمكنه من تجاوز هذه المحنة ومن تحقيق الانتصار على العنف والإرهاب كما انتصر فى معارك ومواجهات سابقة وخرج منها أكثر إيمانا واكثر قوة وعزة وكرامة.

وفيما يتعلق بالجولان السوري المحتل عبر المقداد عن امتنان سورية للدعم الذى قدمته لها دول الحركة من أجل تحريره وإعادته إلى الوطن الأم سورية وفقا لخط الرابع من حزيران لعام 1967 واستعرض الإجراءات الوحشية التى تمارسها السلطات الاسرائيلية ضد المواطنين السوريين في الجولان المحتل والتي تنتهك أبسط حقوقهم الانسانية كاعتقالهم وتعذيبهم وإساءة معاملتهم ومصادرة ثروات الجولان الطبيعية ومنع السوريين أصحاب الأرض من الاستفادة منها وزيادة عدد المستوطنين فى تحد صارخ لقرارات الأمم المتحدة ودون أن يرف جفن لدعاة تطبيق قرارات مجلس الأمن وحماية حقوق الإنسان.

وأضاف المقداد أن العالم بات يدرك أن عملية السلام التى بدأت في عام 1991 لم تحقق أيا من أهدافها بل كانت مجرد عملية دون سلام وأن الأحداث أثبتت صحة موقف سورية المعلن حول عدم وجود شريك اسرائيلى للسلام وخاصة بعد الحملة التي أطلقها رئيس الوزراء الاسرائيلى من الكونغرس الأميركي بتأكيده أن الضفة الغربية هي أرض إسرائيلية ومعارضته إزالة أي من المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة وأنه لن ينسحب إلى خطوط الرابع من حزيران لعام 1967 وأن القدس ستبقى عاصمة موحدة لإسرائيل.. ودعا المقداد كل من راهن على نيات القيادات الإسرائيلية لإعادة النظر فى ذلك وخاصة في ظل الدعم الذي يقدمه الكونغرس الأميركي والمتطرفون في الإدارات الأميركية المتعاقبة لإسرئيل وممارساتها بما فى ذلك تزويد اسرائيل بالسلاح وتوفير الحماية لما تملكه من ترسانة ضخمة من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل الأخرى ورفضها الانضمام لمعاهدة منع انتشار الأسلحة النووية ودعمها فى مجلس الأمن والمحافل الدولية.

من جهة أخرى أكد نائب وزير الخارجية والمغتربين دعم سورية للدول الإفريقية في سعيها لتحقيق التنمية والتقدم ولدول أميركا اللاتينية لتعزيز استقلالها ووحدتها وتعاونها بعيدا عن سياسات الهيمنة فى تلك المنطقة مؤكدا رفض سورية للعقوبات الانفرادية المفروضة على كوبا منذ أكثر من أربعة عقود وطالب الولايات المتحدة بانهائها وجدد إيمان سورية بمبادئ وأهداف حركة عدم الانحياز وثقتها بضرورة تعزيز صفوفها ومواقفها ووحدة العمل بين دولها للنجاح فى مواجهة التحديات التى تنتظر دولنا جميعا في السنوات القادمة.

وكان المقداد الذي يرأس وفد سورية إلى الاجتماع الوزاري السادس عشر لحركة عدم الإنحياز والذكرى الخمسين لتأسيس الحركة قد التقى مع وزراء خارجية مصر واندونيسيا والهند وتايلاند والاكوادور وكوريا الديمقراطية والغابون وجنوب إفريقيا وإيران والبوسنة والهرسك كما التقى رؤساء وفود البرازيل وكوبا وكولومبيا ولبنان وقطر وكازاخستان ونيجيريا وفنزويلا والاتحاد الروسي حيث عرض موقف سورية من الأحداث الجارية فيها والتطورات في المنطقة.

أخبار ذات صلة



0 التعليقات for المقداد: سورية تعرضت لأخطر حلقة من سلسلة المؤامرات ضدها

إرسال تعليق

أدخل بريدك واشترك معنا بالنشرة الإخبارية:


.

syria a2z news (c) 2011 All Rights Reserved