بعض شهود العيان كانوا يتحدثون من خارج سوريا و أنا أعرف بعضهم بن جدو :أمريكا سلحت 400 سجين و دفعت بهم عبر الحدود العراقية
5:08 ص
جزم الإعلامي غسان بن جدو أنّ هناك شهود عيان تحدّثوا عن الأوضاع في سوريا من خارج سوريا ، معتبراً أن الاعتماد على شاهدي العيان بعيد عن المهنية ، و متسائلاً لماذا تمّ الاعتماد في الخبر السوري على شاهدي العيان ما لم نجده في دول أخرى كمصر و تونس.
واعتبر بن جدو أن النموذج السوري يختلف عن باقي النماذج الأخرى كمصر و تونس لأن هناك استخدام للأسلحة، مضيفاً: " إنه في حال لم يكن هناك أسلحة كما يدعي البعض إذاً من قتل الجنود السوريين؟؟؟".
أما المفاجأة الأخرى التي فجرها بن جدو خلال اللقاء كانت إشارته إلى أنه يمتلك معلومات تؤكد دخول مجموعات مسلحة إلى سورية عبر الحدود.
واعتبر بن جدو أن أكبر دليل على وجود مسلحين في سورية هو أن هناك عدد من المحتجين عادوا إلى منازلهم بعدما تأكدوا من ذلك، مبيناً أن المعارضين وخصوصاً عبد الحليم خدام أخطؤوا باستخدام المجموعات المسلحة، مشيراً إلى أن المعارضة الوطنية الحقيقية لا تستخدم السلاح.
وقال في حديث تلفزيوني أنه واهمٌ كل من يعتقد أن الإعلام يصنع الثورات ، مؤكداً بأن بعض الإعلام مارس تضليلاً لأن هناك ثورة.
و قال : سوريا لا تستحق أن يسيل كل هذا الدم فيها و خاصة من العسكريين. مؤكدا أن المستهدف هو المشروع الوطني الذي تحمله سوريا.
و أكد بن جدو أن لديه معلومات من مسؤول عراقي عن أن مسلّحين قد دخلوا إلى سوريا من العراق ، موضحاً أنه ومنذ قرابة الشهر اتصل مسؤول عراقي كبير بالحكومة السورية وأخبرها أن القوات الأمريكية قامت بإخراج 400 سجين وسلحتهم ووضعتهم في سورية.
و قال :أنه سمع مكالمة هاتفية بين شخصية لبنانية و شخصية سورية معارضة تناولت كيفية استخدام الإعلام للتضليل حول ما يجري في سوريا.
وقال: سوريا هي قلب العرووبة النابض و من يراهن عليها فهو خسران ، مؤكداً أنه منحاز للمشروع الوطني و القومي بلا حرج.
و وصف بن جدو الشعب السوري بالشعب الراقي و الكبير في تعامله مع الأحداث .
ودعا أن تكون هناك السرعة القصوى في تنفيذ الإصلاحات التي أعلنها الرئيس بشار الأسد.
و أضاف لقد سمعت أنه هناك حواراً وطنيا تشهده سوريا، داعياً أن يتم هذا الحوار في العلن و ليس في السرّ ، متوقعاً و متمنياً أن يفتتح الرئيس بشار الأسد هذا الحوار و أن يعلن روزنامة للإصلاح.
وقال : أقدّم شهادتي لله أن الرئيس بشار الأسد حريص على قضية الإصلاحات.
وبين بن جدو أنه ينبغي على الإعلاميين التعبير عن رأيهم حتى ولو أهدر دمهم، موضحاً أنه ومنذ سنوات تم إهدار دمه، مؤكداً أنه لن يتم الاكتفاء باتخاذ المواقف المضادة لتلك الآراء وإنما سيتم متابعة المشوار من خلال التوجه بالحديث إلى الشباب وإلى جميع الفئات الأخرى حتى لو اضطر الأمر إلى رفع دعاوى قضائية على رجال الدين هؤلاء، ولا سميا أن هذا المسار في التفكير سيقود إلى تدمير الجميع على حد قوله، متمسكاً بحق الإعلاميين بمواجهة الفتنة بأي طريقة يرونها مناسبة.
وكشف بن جدو عن استمراره وبمساعدة مجموعة من الإعلاميين بالعمل على تشكيل جهة تؤمن بالشجاعة والجرأة في طرح الرأي، مبدياً تفاؤله بإلتفاف الناس حولهم، و مطالباً باحترام آراء الأطراف الأخرى حتى ولو اختلفوا في الرأي.
وأضاف بن جدو: "عندما استقلت من قناة الجزيرة هناك من وصفني بالرافضي وبصفات أخرى وهذا منطق غريب وكل ما أخشاه هو أن ننحدر إلى هذا المستوى"، معتبراً أن هؤلاء الذين يقولون بأنهم سيقومون بإسقاط الأنظمة وتحرير الأراضي يجب أن يعلموا بأنهم يخدمون إسرائيل بهذه الطريقة، من خلال ما سيقودون إليه من تفتيت وتجزئة وفكر ظلامي.
وخلال اللقاء أشار بن جدو إلى أنه لا يريد للفضائية التي ينوي إطلاقها أن تدخل في معركة مع أي فضائية أخرى، متمسكاً بحق عرض التقارير التي من شأنها إظهار الحقيقة على أرض الواقع، وهو ما اعتبره دليلاً على المهنية، مؤكداً أنه وحتى هذه اللحظة لم يفكر بإقامة أي دعوة قضائية على أي قناة دون أن يستبعد إمكانية رفع دعوى بحق مشايخ يريدون إهدار دماء الإعلاميين، الأمر الذي يفرض من وجهة نظره ضرورة قيام القنوات الإعلامية بتسليط الضوء على هذه الفتوى من باب المهنية، وهو ما دفعه للتساؤل حول موقف المحطات والقنوات الإعلامية من إهدار دماء زملائهم بهذه الطريقة بالإضافة إلى طرح تساؤل حول عدم قيام الفضائيات بالحديث عن هؤلاء الشيوخ إطلاقاً.
وأشار بن جدو إلى أنه ومنذ أيام قرأ مقالة لأحد الإعلاميين في صحيفة القدس العربي والذي وصفه بالمنشق الذي لم يبيع انشقاقه إلى قناة الدنيا بعد، ما دفعه إلى الاتصال مباشرةً بقناة الدنيا وإبداء الموافقة على إجراء اللقاء معها.
وإلى جانب ذلك توجه بن جدو بكلمة للإعلاميين قال فيها: "دعونا نتعاطى بأخلاق وأدب واحترام تقدير، كلٌ منا له نهجه وطريقته بالتصرف، وأنا لا أبيع ما وصف بانشقاقي لكني أطلب في نفس الوقت من جميع الزملاء ألا يتاجروا ببقائهم في أي مكان، وأن ننتقد الإعلام كما نشاء"، راجياً إياهم أن يقوموا بالكتابة بأسمائهم الحقيقية وعدم اللجوء إلى الأسماء المستعارة، وهو ما وصفه بالجبن.
أما عن انصراف بعض القنوات الإخبارية عن الأحداث الجارية في البحرين أكد بن جدو أن مخاوف دول الخليج من تأثير تلك الأحداث على باقي الأنظمة الخليجية الأخرى لا يبرر هذا التجاهل الكبير.
بالانتقال على التغطية الإعلامية لما تشهده سورية من أحداث علق بن جدو: "عندما ألاحظ أن إحدى القنوات تبدأ من يوم الأربعاء مروراً بيوم الخميس بوضع عناوين رئيسية أن دعوات عبر الفيس بوك ومواقع التواصل الإجتماعية للتظاهر الحاشد في يوم الغضب في الوقت الذي لا يصلح فيه مثل هذا العنوان لأن يكون عنوان رئيسي كمقتل عشرة أشخاص، وأنا طيلة حياتي لم أرى أحداً يضع عنوان رئيسي دعوات للتظاهر"، معتبراً أنه لا يمكن تسمية هذا التصرف من الناحية المهنية سوى تحريض من أجل أن تتبنى الناس هذه الدعوة.
وأشار بن جدو إلى أنه من حق القنوات المعارضة السورية أن تتبنى مثل هذه الدعوات أما بالنسبة للقنوات الإخبارية فليس لها الحق في ذلك، مشدداً على أن المهنية تفرض على أي قناة التحقق من الصور والأصوات التي تحصل عليها وتبثها.
وأوضح بن جدو أن ما يخطط في المنطقة هو مخطط استراتيجي وهذا لا يعني أن الثورات العربية الحاصلة مرتبطة بأمريكا، مشيراً إلى أن أمريكا لديها القوة في التدخل والالتفاف على ما هو حاصل، مستشهداً بخطاب الرئيس الأمريكي أوباما الذي منح الأوضاع في مصر جانباً كبيراً من خطابه.
وطالب بن جدو بتسليط الأضواء على الحركات الإسلامية وعدم التعتيم عليها، لافتاً إلى أنه لا يملك أي معلومات حول اتفاقات بين الإخوان المسلمين في سورية وبين أمريكا.
كما أيد بن جدو فكرة حق الحركات الإسلامية بالتواجد في المجتمعات شريطة أن تبتعد عن استخدام العنف والارتباطات الخارجية، مضيفاً: "لم ألحظ خطاباً رسمياً سورياً يتحدث عن الإخوان وحتى مصطلح سلفيين لم يتخذ سوى مرة واحدة على التلفزيون السوري وهو ما يوحي لي بعدم وجود إقصاء لهم".
وفي الوقت ذاته أبدى بن جدو احترامه لتعاطي التلفزيون السوري مع الأحداث التي شهدتها بعض الدول العربية، منوهاً أن الفضائية التي يسعى إلى إطلاقها لن تدخل في مشدات مع أي قناة فضائية أخرى.
و أكد بن جدو في حديثه أنه كان يجب على العلماء الذين دعوا للتظاهر أن يذهبوا إلى البحرين وأن يحاولوا حقن الدماء فيها من خلال التفاهم مع الحكومة ومع المعارضة على حد سواء بدلاً من الحديث عن الطائفية، مضيفاً : "عندما تنحاز وسائل الإعلام بهذه الطريقة أقول لهم قد أخطأتم".